مـصر.. الـحزن يخيم على أعياد الميلاد

الحدث الأحد ٠١/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
مـصر.. الـحزن يخيم على أعياد الميلاد

القاهرة- خالد البحيري

اعتادت الكنيسة المصرية أن تحتفل بعيد رأس السنة الميلادية وعيد الميلاد المجيد كل عام، ولكن هذا العام تُخيم عليها أجواء حزينة بعد تفجير الكنيسة البطرسية راح ضحيته أكثر من 27 قبطياً.

وقال القمص سرجيوس وكيل البطريركية: لم يصدر قرار رسمي من البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بشأن إلغاء احتفالات رأس السنة الميلادية الموافق 31 ديسمبر بالكنيسة بشكل صريح ولكن اتفق جميع الأساقفة على أن تكون الاحتفالات مقتصرة على الصلوات الطقسية لشهر كيهك (فقد اعتادت الكنيسة أن تصلي كل يوم سبت من شهر كيهك القبطي صلوات تسبحة خاصة) والقداس فقط دون مظاهر الاحتفالات المعتادة كالكورال والعروض المسرحية والمسابقات الدينية وتزيين الكنيسة بالورود.ويترأس البابا تواضروس الثاني، قداس العيد في السادس من يناير الجاري، وقد بدأت الكاتدرائية بإرسال الدعوات لرئيس الجمهورية المصرية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب، بينما يحرص الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر على تهنئة البابا تواضروس في المقر الباباوي قبل العيد بأيام، كطقس سنوي متبع بين المؤسستين. وقال مسؤول ملف الأزمات داخل الكاتدرائية أشرف عجيب لـ»الشبيبة» إن الكنيسة قررت إلغاء كل مظاهر الاحتفال بالأعياد في ليلة رأس السنة وما يترتب عليها من تعليق الأنوار والزينة ومذود السيد المسيح وأشجار الكريسماس وإلغاء الفقرات المقامة من قِبل فريق الأنشطة الخاص بالكنيسة، ولكنها ستؤدي الطقس الديني فقط الخاص بهذا الشهر المريمي (شهر كيهك).
وأوضح الانبا انجليوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية للأقباط الأرثوذكس، بشأن الاحتفال برأس السنة الميلادية وعيد الميلاد الذي يوافق 7 يناير، أنه يوصي الأقباط بعدم تعليق الزينات في الكنائس أو استخدام الموسيقى ومنع الأطفال من اللعب بالألعاب النارية. مؤكداً على ضرورة المشاركة لمشاعر الفراق والألم في الكنيسة بسبب انتقال شهداء الكنيسة البطرسية، وأوصى بأن تقتصر احتفالات رأس السنة والأعياد هذا العام على الطقس الكنسي فقط وهو صلوات تسبحة كيهك المتمثلة في صلوات ومدائح خاصة بالعذراء مريم، والعظة الختامية للعام وصلاة القداس.
وقال الانبا غبريال أسقف بني سويف (شمال صعيد مصر)، إن حادث تفجير البطرسية على الجانب الروحي شيء عظيم يجب أن نفرح لأجله، حيث قدمت الكنيسة شهداء ذهبوا إلى الله وهم في الكنيسة أثناء الصلاة ولكن على الجانب الأرضي فهو حادث مؤلم ومحزن ولا بد من احترام دماء هؤلاء الشهداء واحترام مشاعر الأهالي والمصابين، فلا يصح أن تكون بعد أسبوعين من هذا الحادث المحزن احتفالات وتهاني وتوزيع هدايا وملابس جديدة وبالونات ويأتي من قاموا بتعزيتنا منذ أسبوعين لتهنئتنا بالعيد.
وأضاف: إلغاء الاحتفالات لا يعني إلغاء فرحة الكنيسة بعيد ميلاد السيد المسيح ولكن ستقام الصلوات المعتادة بهذا اليوم، خاصةً أن يوم رأس السنة الميلادية وافق يوم السبت وهو يوم أساسي لتسبحة كيهك وستكون تلك السهرة خالية من مظاهر الفرحة المتمثلة في بابا نويل والزي الأحمر والبالونات والألعاب النارية بالنسبة للأطفال. وقال القس مكاري فرج كاهن بكنيسة الانبا انطونيوس بمحافظة المنيا (250 كيلومتراً جنوب القاهرة): ألغت كل كنائس المحافظة الاحتفالات الخاصة برأس السنة الميلادية والمتمثلة في عروض الأنشطة الكنسية، كما تم إخلاء الكنيسة من الزينة والورود والأنوار المعتادة؛ وذلك من أجل مواساة أهالي الشهداء باعتبار أن جميع شعب الكنيسة أعضاء في جسد المسيح فإن تألم عضو واحد فكل الأعضاء تتألم أيضاً.
وأضاف الأب ميخائيل استراس وكيل مطرانية كنيسة مارجرجس بالفيوم (100 كيلومتر جنوب غرب القاهرة) أن أغلب أعضاء فرق الكورال بكنائس الفيوم من الأطفال ولا بد من تعليمهم أن نفرح مع الفرحين ونبكي مع الباكين كما أوصانا السيد المسيح، وأن إلغاء الاحتفالات لا يعني أننا لن نفرح من أجل عيد ميلاد المسيح فالكنيسة ستسهر وسط مدائح العذراء مريم والتسبيح والترانيم.