مسقط - سعيد الهاشمي
قال أخصائي الحياة البرية بمكتب حفظ البيئة التابع لديوان البلاط السلطاني هادي بن مسلم الحكماني لـ"الشبيبة": إن النمور العربية في محافظة ظفار تعتبر الأمل الأخير لاستمرارية بقاء هذه السلالة النادرة نظرا لما تتمتع به من حماية وبرامج علمية لدراساتها وحمايتها من الانقراض، فقد أكدت دراسة حديثة اختفاء النمر العربي من مناطق انتشاره الطبيعي بنسبة 98%، حيث يوجد حاليا فقط في جبال محافظة ظفار وبعض المناطق في الجمهورية اليمنية.
وأضاف الحكماني أن مكتب حفظ البيئة التابع لديوان البلاط السلطاني قام بتدشين مشروع بيئي علمي لدراسة أوضاع النمر العربي في بيئاته الطبيعية في محافظة ظفار، وقد أثمرت الدراسات والمسوحات الميدانية التي أجريت منذ 1997 عن توفير بيانات علمية عن حياة وسلوكيات النمر، وكذلك أعداده وتحركاته في جبال محافظة ظفار.
وكشف الحكماني أن مكتب حفظ البيئة يقوم حاليا بدراسات علمية حول الجينات الوراثية للنمر العربي لمعرفة التنوع الجيني لمجموعات النمور الموجودة في البرية في محافظة ظفار وتلك الموجودة في مراكز الإكثار في السلطنة والإمارات والسعودية، وأيضا تسعى الدراسة لمعرفة التباين الجيني للنمور وبخاصة تلك التي كانت تستوطن شمال السلطنة في جبال الحجر وجبال مسندم ونظيراتها في جبال ظفار، ومن المتوقع أن توفر هذه الدراسات معلومات تفصيلية عن التنوع الجيني لنمور الجزيرة العربية، وكذلك تطورها الجيني ومدى اختلافها عن سلالات النمور الأخرى المعروفة في آسيا وأفريقيا.
وأشار الحكماني إلى أن النمر العربي جزء من التراث الطبيعي للجزيرة العربية، وقد وجودت هذه السلالة النادرة من النمور في المنطقة العربية فقط، فقد كانت سابقا منتشرة في الجبال العربية من الأراضي الفلسطينية شمال غرب الجزيرة العربية إلى سلطنة عمان في الجنوب الشرقي إلا أن صيدها وفقدان بيئاتها الطبيعية ساهم في انقراضها من معظم جبال الجزيرة العربية مع منتصف القرن العشرين.
وأوضح الحكماني أن السلطنة أدركت الوضع الحرج للنمر العربي مع بداية الثمانينيات من القرن الفائت، حيث أدت التقارير الواردة عن قتل النمور وصيدها في جبال محافظة مسندم، إلى تدشين حملات استكشافية للإمساك بمجموعة من النمور العربية بهدف إكثارها والمحافظة عليها من الانقراض، وقد نجحت هذه الحملات في الإمساك بأربعة نمور عربية عام 1985 ونقلها إلى مركز إكثار الثدييات العمانية ببيت البركة العامر في محافظة مسقط، وفي عام 1997 قامت السلطنة بإنشاء محمية جبل سمحان الطبيعية لحماية أهم بيئات النمر في السلطنة.
وقال أخصائي الحياة البرية إن مكتب حفظ البيئة يسعى لتوفير فرص اقتصادية للسكان المحليين عن طريق السياحة البيئية والحملات الاستكشافية التي ينظمها مع المنظمات الدولية في هذا الشأن، وفي عام 2014 دشن المكتب وبدعم من معالي وزير ديوان البلاط السلطاني مبادرة مهمة لتعويض المواطنين المتضررين من النمر، خاصة أولئك الذين تفترس حيواناتهم من قبل النمور، ويرى المختصون في مشروع النمر العربي بأن هذه الخطوة وغيرها من الإجراءات التي اتخذتها السلطنة في سبيل حماية النمر العربي قد نجحت في المحافظة على استمرارية وجود النمور في جبال ظفار وتكاثرها إلا أنهم يرون أن هناك تحديات ومخاطر جديدة تواجه النمر العربي يجب اتخاذ خطوات جادة للتصدي لها وتخفيف تأثيراتها على مستقبل النمر والنظام البيئي الذي يعيش فيه.
جدير بالذكر أن السلطنة تسعى لحماية النمر العربي عن طريق إنشاء محميات طبيعية لهذا النوع وحماية الحيوانات التي يتغذى عليها كالوعول والغزلان وتوعية السكان المحليين بأهمية النمر وتوظيف أبنائهم كمراقبين لدى المشروع.