كابول – ش
أكد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير قناعته بأن هناك في أفغانستان مناطق آمنة كافية يمكن للاجئين الذين رفضت السلطات الألمانية طلبات لجوئهم العودة إليها.
وفي الوقت نفسه، اعترف دي ميزير في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (زد دي إف) امس الثلاثاء خلال زيارته للعاصمة الأفغانية كابول بأن الحياة في أفغانستان خطيرة أيضا على المدنيين بسبب الإرهاب اليومي، وقال: "بالطبع هناك هجمات مفزعة. هناك أيضا أضرار تبعية إذا جاز التعبير، لكن الاستهداف الفعلي يكون لمراكز الشرطة والمباني الحكومية ومحطات التليفزيون المتهمة بالعمل لصالح الحكومة".
ويجري دي ميزير في كابول محادثات مع الحكومة الأفغانية بهدف الحد من أعداد اللاجئين الأفغان في ألمانيا.
وكانت السلطات المختصة في ألمانيا سجلت خلال العام الماضي أكثر من 150 ألف طالب لجوء من أفغانستان، ليحتلوا بذلك المرتبة الثانية بعد السوريين في عدد طالبي اللجوء.
وشهد عدد اللاجئين الأفغان في ألمانيا بذلك ارتفاعا هائلا خلال عام 2015، وذلك مقارنة بعام 2014 الذي بلغ فيه عدد الأفغان الذين تقدموا بطلبات لجوء في ألمانيا نحو 9700 أفغاني.
ويسعى دي ميزير إلى ضمان إعادة اللاجئين الذين رفضت السلطات الألمانية طلبات لجوئهم إلى مناطق آمنة في بلدهم.
وقال دي ميزير: "لا أدعي أن أفغانستان وطن آمن، لكن هناك مناطق آمنه به"، موضحا أن هناك الكثير من الأقاليم الآمنة في شمال أفغانستان على سبيل المثال.
وكان دي ميزير قد وصل صباح امس الثلاثاء إلى مدينة مزار الشريف شمالي أفغانستان.
ويهدف دي ميزير من زيارته إلى تفقد مشروع التعاون الشرطي بين ألمانيا وأفغانستان.
وكانت ألمانيا بدأت عام 2002 مشروعا للتعاون الشرطي مع أفغانستان بغرض تدريب أفراد من الشرطة الأفغانية وبناء عدة مراكز للتدريب.
وبحسب البيانات الرسمية، تم على مدار سنوات الماضية تدريب حوالي 73 ألف شرطي أفغاني.
ولم يعد التعاون الشرطي بين ألمانيا وأفغانستان يتركز حاليا على التدريب الأساسي لرجال الشرطة، بل على الإرشاد والتدريب المتطور في مجالات متخصصة، بالإضافة إلى مكافحة عصابات تهريب البشر.
تجدر الإشارة إلى أن الأشهر الماضية شهدت تزايدا كبيرا في أعداد الأفغان الذين فروا من بلادهم إلى ألمانيا عبر عصابات تهريب البشر.