الحرب ضد «داعش» تنـتـقــل إلــى ليـبـيا

الحدث الخميس ٠٤/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٠٠ ص
الحرب ضد «داعش» تنـتـقــل إلــى ليـبـيا

روما – طرابلس – – وكالات

زادت في الأسابيع الفائتة التحذيرات من تعاظم قوة تنظيم داعش في ليبيا الغارقة في الفوضى الأمنية، فيما بحثت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى اجتمعت أمس في روما جديا احتمال القيام بتدخل عسكري في ليبيا كما حدث في سوريا والعراق. لكن مثل هذا التدخل يشكل تحديا كبيرا لهذه الدول.

وحذرت الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا أمس الثلاثاء خلال اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش في روما من أن المتطرفين يوسعون نفوذهم ويخططون للتقدم بشكل إضافي في ليبيا وشن هجمات في دول غربية.
واجتمع ممثلو 23 دولة تقودها الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش، في روما لمراجعة جهودها وتجديدها. وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني ونظيره الأمريكي جون كيري للدول الحليفة إن التنظيم مُني منذ الاجتماع الفائت قبل ستة اشهر بنكسات في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق.
لكنهما حذرا من أن التنظيم المتطرف يتكيف مع الضغوط في معاقله ويعيد توجيه جهوده إلى ليبيا حيث سيطر على مناطق جديدة ولشن هجمات مثل تلك التي شهدتها باريس وأنقرة وسان بيرناردينو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
وبعد أن أكد أن مقاتلي التنظيم خسروا 40% من الأراضي التي سيطروا عليها في العراق و20% في سوريا، صرح كيري «بالتأكيد لسنا هنا للتباهي»، وأضاف «نحن هنا لنؤكد التزامنا من جديد ونعيد التقييم ونحكم على الأمور التي بدأناها ويمكن أن يكون أداؤنا أفضل فيها».
من جهته، أكد جينتيلوني أن التحدي الذي يواجه التحالف الذي يضم خصوصا دولا غربية وعربية كبير. وقال «نعرف أننا نواجه منظمة مرنة جدا وقادرة على التخطيط بطريقة استراتيجية لذلك لا نقلل من أهمية ذلك».
وأضاف «إذا كنا نحتاج إلى مزيد من الحظر والتيقظ فلأننا نعرف أنه بقدر ما يتعرض داعش للضغط في معاقله فإنه سيسعى لمواصلة نشاطاته الإرهابية في أماكن أخرى». وأضاف «نحن نشهد تجدد نشاطه في ليبيا وأفريقيا جنوب الصحراء».
وتعمل إيطاليا مع التحالف في التخطيط لطريقة مواجهة تهديد تنظيم داعش للسواحل الجنوبية لليبيا التي تبعد مسافة قصيرة عن شواطئها. وقال الوزير الإيطالي «في الأشهر القليلة الفائتة اتخذ التهديد في بلداننا أبعادا خطيرة جديدة تتطلب اهتماما مركزا ومنسقا من قبل التحالف». وتشدد واشنطن باستمرار على أنها أنشأت تحالفا من 66 دولة لمقاتلة تنظيم داعش، كانت أفغانستان آخر دولة تنضم إليه كما أعلن كيري.
لكن «مجموعة صغيرة» من 23 دولة تولت القيام بضربات جوية في العراق وسوريا وتدريب وتسليح قوات محلية لمحاربة المتطرفين. وقال كيري إنه يجب تعزيز الجهود حاليا. وذكر مثالا على ذلك قيام الولايات المتحدة بنشر عدد محدود من القوات الخاصة داخل سوريا.
وأضاف في بداية الاجتماع مع زملائه في التحالف قبل بدء محادثات مغلقة أن «التحدي الآن يا أصدقائي أصبح واضحا». وتابع «علينا الدفع قدما باستراتيجية نعرف أنها مجدية وأن نفعل ذلك بلا تردد، حتى لا نعطي داعش مهلة للتجمع مجددا ولا يجد مكان يجري إليه أو ملاذا آمنا ليختبئ فيه».
وقال كيري إن «هذا الاجتماع لن يكون مفيدا إذا لم نتحدث عما يمكننا أن نفعله بشكل افضل لأننا لم نصل بعد إلى النصر الذي نريد تحقيقه وسنبلغه». وفي غضون ستة أشهر، تحول تنظيم داعش منذ بروزه في ليبيا في أوائل 2015، إلى الخطر المتطرف الأكبر فيها، خصوصا مع سيطرته على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) في يونيو الفائت وعمله على استقطاب مئات المقاتلين الأجانب إلى «قاعدته الخلفية» المتوسطية هذه.
وبدأ التنظيم الذي يضم نحو خمسة آلاف مقاتل في ليبيا قبل أسابيع التحرك شرقا في محيط سرت، سعيا لبلوغ منطقة الهلال النفطي القريبة، وكذلك نحو الجنوب المحاذي لدول أفريقية مجاورة. ودفعت هذه التحركات الاتحاد الأفريقي إلى الإعلان الأحد الفائت عن تشكيل مجموعة اتصال لمساندة العملية السياسية في ليبيا.ويقول مدير برنامج شمال أفريقيا في «مجموعة الأزمات الدولية» اساندر العمراني لوكالة فرانس برس «الدول المجاورة لليبيا في أفريقيا وأوروبا لن تسمح بأن يتصاعد خطر تنظيم داعش من دون أن تتحرك لوقفه».
ويرى من جهته الخبير في الشؤون الليبية في معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ماتييا توالدو ان «فشل المسار السياسي والتحركات المتزايدة لتنظيم داعش في ليبيا جعلت هذه المسألة (التدخل العسكري) أكثر واقعية خلال الأسابيع الفائتة».