نهــايــة عــام

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٩/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٠ ص
نهــايــة عــام

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby
malrahby

«تشاؤلي» هذا الأخير لعام يدعى العام الجاري 2016، وسيصبح بدءا من الأحد المقبل (العام الماضي) حيث يهل آخر يستحق تسمية (الجاري) فمرحبا بمن سيأتي، ولا أسف على (الراحل) حيث تهاوى عزّ ذهبنا الأسود، فعرفنا «مخاوف» سوداء من أن يأتي «الأسوأ»، وحتى مع «نهضته» البادية على محيّا العام الجديد إلا أن تداعياته ستبقى سنوات، سائلين المولى أن «يعافيه» ويردّه إلى صحته حيث كان يقفز برشاقة فوق مستوى المائة دولار.

على المستوى العالمي، بداية، لا أحب التفاؤل كثيرا، ولا التشاؤم، باعتبار أن القوى العالمية لا تتعامل معنا «بالقطارة» حيث استراتيجياتها الكبرى موضوعة بتأنٍّ، ومبرمجة خطواتها على عكس ما نخطوه نحن- عربيا- حيث لا تتجاوز نظرتنا أكثر من خطوة واحــدة ترتفع فوقهــا قدمــنا ابتغاء التالية.
عربيا، سيبقى الوضع على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء إلى مجلس الأمن، هذا الذي نحبس أنفاسنا على وقع قراراته (ضدنا) لأنها منفذة لا محالة، بينما إسرائيل لا تلتفت إلى هذه «الحماقات» الدولية حيث مشروعها الإجرامي يمضي، وفيما تغضب حكومتها لقرار، صادر بمنتهى الحنان، يطالبها بإيقاف الاستيطان لا تأبه كثيرا بما يطالب به، لأنها، وببساطة متناهية الوضوح، جميعها كبلد تعدّ مستوطنة لا يفترض وجودها، حيث تقيم شرعيتها على وطن آخرين، فمن أين ستكتسب شرعية لولا اللاعبين الكبار الذين يريدونها مدية في ظهـــرنا العربي، حيث الســكوت عن جرائمها يتحول إلى شــريعــة تستوجب الــدفــاع عنها، ولو بالفيتو.
ولا أريد تكرار ما يقال عن بلدان العرب الواقعة في مهاوي الحروب، الطائفية على وجه الخصوص، لأنه حديث ممثل نكتبه منذ سنوات، وكل عام يأتي أسوأ من سابقه، فلا «المعارضون أو القتلة» استطاعوا إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا، وهو يعدّ شرعيّا مهما بلغ وصف المناوئين له بالإجرام، وتلك القوى الداعمة لإسقاط شرعية النظام السوري قادرة على ترسيخ شرعية الرئيس اليمني، وفارق على أجندة المحبين والكارهين.. بين شرعية وشرعية، ونظام ونظام.
شخصيا، أنا متفائل، رغم كل ما يحدث، فلا أملك إلا هذه الكلمة التي تفتح مسامات القلب، ولو قليلا، أمام الحياة، كون «التشاؤم» مضرا بالصحة كالتدخين، ويؤدي إلى الأزمات القلبية ومصائب كثيرة تضرب صحتي الروح والجسد على حد سواء.
لن نلتفت كثيرا إلى تغيّر رقم في أجندة الأرقام على سنوات الزمن إلا ببعض تمنيات تتناقلها الشاشات الصغيرة المضيئة في هواتفنا، إنما لو احتسبت «إجازة» فإننا حتما سنعتني بها أيما عناية، فكيف إذا صادفت يوم إجازة أسبوعية تجعلها أطول ولو يوما واحدا.
كل عام والجميع في تفاؤل، خير ما نقابل به الأيام، وهي تتغيّر أرقامها، حيث لا تبقى سوى أرقام تتداعى، ونبقى نحن نسير على درب، مهمتنا العظمى أن نصنع سلامنا الداخلي أولا، لينعكس على واقع حياتنا، وفي علاقتنا مع الذين يشاركون الحياة، لأن التشاؤم وحده من يدفعنا لنلقيهم خارجها، وما أسهل ما نجد المبررات لصنع ذلك.