صحار - حمد بن عبدالله العيسائي
أقيمت بجامع السلطان قابوس بصحار أمس ندوة تعريفية عن الطبيب العُماني أبي محمد عبدالله بن محمد الأزدي المعروف بابن الذهبي إحدى الشخصيات العُمانية المدرجة ضمن برنامج سجل الشخصيات العالمية المؤثرة باليونسكو، ورعى افتتاح الندوة التي نظمتها اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم محافظ شمال الباطنة ســعادة الشــيخ مهنا بن ســيف اللمكي بحضور والي صحار سعادة الشيخ علي بن أحمد بن مشاري الشامسي إلى جانب عدد من المهتمين بالجانب التاريخي لصحار وجمع من المواطنين.
تهدف الندوة إلى التعريف بهذه الشخصية على المستوى المحلي من خلال تسليط الضوء على حياته ورحلاته في طلب العلم، وبحث ودراسة الجوانب المتعلقة بأبرز إسهاماته في العديد من المجالات العلمية ومنها الطب والفيزياء، وأهم إنجازاته العلمية المتمثلة في كتابه الموسوعي الماء، الذي يعد أول معجم طبي لغوي في موضوعه.
بدأت الندوة بكلمة ألقاها أمين اللجنة الوطنية العُمانية محمد بن سليّم اليعقوبي قال فيها: «لقد أولت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عناية خاصة بالمبدعين من الكفاءات البشرية على اختلاف تخصصاتهم المعرفية عبر العصور، كما اهتمت في مقابل ذلك بالمنجز البشري في المجالات التربوية والثقافية والعلمية بمختلف فروعها سواءٌ ما كان من إبداعات الفكر البشري التاريخية في القرون الفائتة أو ما أضافه مبدعو العصر الحالي».
وأكد اليعقوبي في كلمته أن ما أبدعه الإنسان العماني عبر العصور ليس بمنأى عما قدّمه الآخرون؛ بل أصبح تراثاً مشتركاً يتقاسمه مع البشرية جمعاء، ويحظى بالصبغة العالمية في إطار العديد من البرامج التابعة لمنظمة اليونسكو، يتمثل ذلك في عدد من المواقع الأثرية العمانية المدرجة على لائحة التراث العالمي، وعدد آخر من الرموز الثقافية المسجلة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات العمانية التي تم إدراجها كشخصيات مؤثرة عالمياً.
تضمن برنامج الندوة إلقاء عدد من أوراق العمل من قبل مختصين في التاريخ العماني، قدم الأولى المدير المساعد بقطاع دائرة الثقافة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم د.حميد بن سيف النوفلي وحملت عنوان «ابن الذهبي من صحار إلى العالمية» سلط خلالها الضوء على شخصية الطبيب والفيزيائي العُماني عبدالله بن محمد الأزدي الصحاري الملقب (بابن الذهبي) من خلال التعرض لميلاده ونشأته في مدينة صحار، وتلقّيه العلوم في بداية حياته على يد مشايخه ومعلميه خلال القرن الثالث الهجري العاشر الميلادي. كما تطرق إلى الرحلات التي قام بها لطلب العلم وأهمها الرحلة المهمة التي قام بها إلى مدينة البصرة ومكوثه فيها فترة من الزمن باعتبارها مدينة العلم والمعرفة آنذاك، ليواصل رحلته إلى بلاد فارس شرقاً ليلتقي بالعالمين الكبيرين البيروني وابن سيناء كلا على حدة وأخذ العلم منهما مباشرة، حيث استفاد منهما في مجالي الطب والفيزياء. وأكد أن هذه المحطة مهمة في حياته حيث نضج علمياً ومعرفياً بعد لقائه بهذين العالمين، كما أشار في ورقته إلى رحلته الأخيرة إلى بلاد الأندلس واستقراره هناك ووفاته في مدينة بلنسية «فالينسيا».
وحملت الورقة الثانية عنوان «ملامح الحياة الثقافية في صحار خلال القرنين الثالث والرابع الهجري» قدمها عميد كلية العلوم التطبيقية بصحار علي بن حسن اللواتي، أما رئيس قسم الدراسات والبحوث بوزارة التراث والثقافة د.إبراهيم بن حسن البلوشي قدم ورقة ثالثة حول كتاب الماء.
اختتمت الندوة بجلسة نقاشية تمحورت حول أهم ما جاء في ورقات عمل الندوة وطرح الأسئلة من قبل الجمهور حول الجوانب الأخرى للشخصية العمانية المحتفى بها والإجابة على تلك الأسئلة من مقدمي ورقات العمل. إلى جانب تكريم المشاركين والمساهمين في إنجاح الندوة.