الداعية سلمان العودة لـ «الشبيبة»: السلطنة تعيش حالة حقيقية من التعايش

بلادنا الخميس ٢٩/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٠ ص

مسقط- خالد عرابي

أشاد الداعية الإسلامي د.سلمان العودة بما تعيشه السلطنة من أمن وأمان واستقرار قائلا: «لا شك أن عمان تعيش حالة ممتازة من التعايش -وفي نظري وتقييمي أنها حقيقية وهذا مهم جدا- لأنك قد تجد بلادا أخرى موحدة من حيث الهوية ومع ذلك تتصارع فيما بينها لأن الإنسان قد يجد نفسه في موقع صراع اختاره أو اختير له حتى مع أقرب الناس إليه».

وأكد العودة في حواره الحصري لـ «الشبيبة» قائلا: بلا أدنى شك أيضا أن ما تعيشه السلطنة من هذا التعايش نعمة كبيرة لأنه لا نتصور وجود نهضة ولا حضارة ولا تنمية ولا تطوير ولا بنية أساسية ولا خير وسلام ولا وئام ولا انسجام بدون أن يكون هناك حالة من الأمن والاستقرار وهو ناتج عن حالة التعايش هذه.

وأردف قائلا: وفي المقابل إذا ما نظرنا حولنا في عدد كبير من دول العالم العربي فإننا نجد أن أمورها لم تستقر بعد، ولذلك أصبحنا نسر ونفرح حينما نرى أن بعض الدول تحافظ على تماسكها وهويتها واستقرارها كما في السلطنة وبقية دول الخليج العربي وكذلك في بعض دول المغرب العربي، وذلك مقارنة بدول أخرى فقدت حتى مقومات العيش والحياة وصار الناس يتطاحنون ويتقاتلون فيما بينهم، لدرجة أنه قد يقاتل الفرد أخاه وهذه كارثة كبيرة.

الشباب أمل المستقبل

وعن الشباب قال: هم أمل الحاضر والمستقبل وهم جيل مبشر بالخير، ولا شك أن دورهم كبير وعظيم، فاليوم الشاب أصبح لديه استقلالية كبيرة خاصة في ظل المتغيرات الهائلة في التقنيات وفي الحياة الإنسانية والبشرية والتواصلية فالشاب لم يعد رهنا لوالديه ولا شيوخه ومعلميه وإنما أصبح مستقلا وهو يملك القناة في اليوتيوب وتويتر والفيس بوك ومن ثم فإن الظروف اختلفت واختلف الشباب أنفسهم وأصبح لديهم قدرات مختلفة وهنا علينا أن نوظفها التوظيف الصحيح وأن ونستفيد منها.

نظرة مستقبلية

وعند سؤاله عن نظرته المستقبلية لما يحدث في منطقتنا العربية والإسلامية وصف د.سلمان العودة ما تمر به المنطقة بمرحلة موجة من الفتن، وأضاف: يقينا لن تستمر فلا شيء في الدنيا يدوم، لا حزن ولا سرور، ولا أمن ولا خوف، وكلها أشياء في هذه الدنيا تمر وتتجاوز إلى غيرها والعادة أن مثل هذه الأوضاع المضطربة هي تمهيد فقط لحالة أخرى.. ولكن ما هي هذه الحالة الأخرى القادمة؟ هذا هو السؤال. والأقرب أن هناك قوى عالمية تنظر من بعيد وتجمع الأوراق وتخلطها وتصنع حالة مما يسمى «بالفوضى الخلاقة» لإعادة تشكيل العالم العربي مثل ما كانت اتفاقية سايكس بيكو قبل مائة سنة .
وأضاف: أحيانا بعض الأطراف العالمية ذات الشوكة قد يحلو لها أن تجعل بعض الدول في حالة من عدم الاستقرار حتى تستمر حاجتها إليها، أو أن يكون هذا تمهيدا إلى مزيد من تقسيم المقسم و تجزيء المجزأ بمعنى إعادة رسم الخارطة من جديد ووضع حدود جديدة والسماح بظهور أسماء جديدة على الخارطة.

صورة المسلم

أما عن رؤيته لصورة المسلم وكيف تأثرت بما نراه من يخرج ويقتل أو يفجر ابنه أو بنته أو حتى نفسه فقال: هؤلاء الذين يرفعون شعارات إسلامية وهم بعيدون عنه لا يسيئون إلى أنفسهم فقط بل يسيئون إلى أسرهم ودينهم وإلى الإسلام والمسلمين بسبب الجهل والعدوان والبغض والفظاظة والغلظة والتشدد والتكفير والقتل، وبأفعالهم، وهذه القضية واضحة والأسماء قد تتغير ولكن الأفعال لا تتغير ولذا فعلى العلماء والمراكز الإسلامية وعلى المخلصين وأصحاب الرأي أن يعلنوا رفض هذه المجموعات في كل مناسبة وبدون استثناء وبدون تردد.. وفي الوقت ذاته ينبغي على المتلقين من الناس أن يكونوا واعين بأن بعض هذه الأسماء التي نسمع عنها قد تكون مصنوعة وأن بعض الجهات قد تكون وراءها.

وأرف قائلا: هذه المجموعات كان من الممكن أن تكون موجودة ولكن في نطاق ضيق أو محدود، ولكن من الذي وسع دائرتها ومن الذي أمدها بالعتاد والسلاح المنظم؟ وتسائل قائلا: نرى أن هناك عملية ما تقوم بها قد تستهدف شخصا بذاته في مكان ما وتنجح في حين تترك هذا الجماعات تتحرك في قوافل ومجموعات بعدة عتاد على مرأى ومسمع من الجميع فكيف يحدث ذلك ومن أين أتى التسليح؟ وأيضا لماذا الصمت والسكوت على هذه الظاهرة أن تكبر وتتفشى.

صناعة إعلامية

وأضاف قائلا: كذلك اليوم هناك تقارير تتحدث عن صناعة إعلامية لهذه الجماعات وأن هناك مراكز معينة تعمل على ذلك فكيف يكون لمجموعات ليست ذات خبرة في مجال الإعلام أن تصل لهذا المستوى.. غير أنه أكد على أن هناك أجهزة استخباراتية عالمية ودولية ومراكز معادية تستغل هذه الظواهر أو تصنعها أحيانا.. وأيا كان من وراءها ودوافعه فإنه يتذرع ببعض أبنائنا ممن هم أسماؤهم أسماؤنا ولغتهم لغتنا وينتسبون إلى ديننا ومجتمعاتنا وثقافتنا فينبغي إدانة مثل هذا الأشياء وتحذير الأجيال الجديدة من أن تكون وقودا لمثل هذه الأعمال العمياء التي تضر ولا تنفع.

الجدير بالذكر أن د.سلمان العودة قد جاء إلى السلطنة بدعوة من مؤسسة «تآلف»، حيث ألقى محاضرتين الأولى بعنون: «أين الخطأ» عن الحوار، والثانية بعنوان: «كيف نختلف؟».