القدس المحتلة – زكي خليل
تتصاعد جهود حركة المقاطعة العالمية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وفي كل شهر يصل إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية عشرات التقارير من السفارات والممثليات في العالم عن محاولات لعزل إسرائيل. ووصلت إلى صحيفة "معاريف الأسبوع" بعض الرسائل في الأيام الأخيرة التي تصف ظاهرة عزل دولي متصاعد – سواء في أوروبا أم في الولايات المتحدة.
وجاءت احدى الرسائل الباعثة على القلق من برشلونة، حيث يعمل حزب اليسار، الذي يتبنى "الانعزالة الكتالونية" والانفصال عن اسبانيا. فقد طرح أعضاء الحزب في بلدية برشلونة ممن وصفتهم الممثلية الإسرائيلية بـ "الفوضويين" استجوابا يدعو مجلس البلدية إلى الاطلاع على الاتفاقات القائمة مع إسرائيل والنظر في الغاء اتفاق التوأمة مع تل أبيب. وتجدر الاشارة إلى أن برشلونة هي من المدن الاوروبية التي يسكن فيها تجمع عال على نحو خاص من المسلمين.
وأنهت البرقية فقالت ان "ظواهر النشاط المناهض لإسرائيل في اسبانيا مقلقة ومزعجة، ولكنها تركزت في الماضي في مدن صغيرة. اما عندما يأتي هذا من برشلونة ومن منتخبي الجمهور حقا، فان الامر يتلقى ابعادا مختلفة تماما.
حالة اخرى وقعت في مدينة لياج في بلجيكيا، حيث قرر منظمو مهرجان الرقص السنوي التخلي عن رعاية إسرائيل بسبب تهديدات المقاطعة. وكانت الفكرة الاصلية من السفارة الإسرائيلية التي عرضت رعايتها للمهرجان لاختيار فرقة الرقص بات شيفع لتستهل العروض.
وكتبت السفارة الإسرائيلية في بلجيكيا لوزارة الخارجية تقول: "ابلغونا بانهم لا يريدون ان يرتبطوا بالسفارة ويتنازلون عن دعمنا ويعيدون المال. وكل هذا بسبب تهديدات المقاطعة. وقد باءت محاولات الحديث والاحتجاج مع منظمي المهرجان بالفشل".
ومن مدينة شيكاجو وصل في الاسبوع الماضي تقرير عن الغاء مناسبة "البيت المقدسي المفتوح" في ندوة طائفة المثليين المحلية. فقد دعي مندوبو البيت لاستقبال السبت والقاء كلمة في الندوة، ولكنهم حذروا مسبقا من امكانية المقاطعة. وفي البرقية التي ارسلت من الممثلية في المدينة الامريكية يصل رجال الممثلية كيف اسعدهم المساعدة للندوة "دون أن يكون في الجبهة وبدون اعلام إسرائيل في القاعة، طالما سمح لمندوبي "البيت المقدسي المفتوح" الفرصة لالقاء كلمتهم.
ولشدة المفاجأة، قبل بضعة ايام من الندوة أعلن المنظمون عن تراجعهم عن المشاركة الإسرائيلية في الندوة لانها "تقسم الطائفة" ولانهم لا يمكنهم ان يضمنوا أمن المشاركين. ومع ذلك، بعد وقت قصير تراجعوا ووصل المندوبون الإسرائيليون إلى الندوة.
خيبة أمل اخرى كانت بانتظار اعضاء الممثلية الإسرائيلية في ولاية جورجيا في الولايات المتحدة ممن حاولوا العمل ضد مؤتمر اقليمي لكل فروع منظمة "SJP" (طلاب من اجل العدالة في فلسطين) والذي انعقد في نهاية الاسبوع الماضي في جامعة أموري التي تعتبر الجامعة اليهودية الاكبر في الولاية الجنوبية. وتقول البرقية التي بعثتها الممثلية الإسرائيلية ان هدف المؤتمر كان الكفاح ضد اساس الدعم المسيحي للصهيونية وتعزيز وتعميق العلاقة المسيحية – الفلسطينية. وكتبت وزارة الخارجية تقول: "لم نفاجأ، لاسفنا من الاستعداد المعدوم من جانب الطلاب اليهود في جامعة أموري للعمل ضد المؤتمر".
وفي حركة معاكسة؛ قرر الكونجرس الأمريكي، المصادقة على منح إسرائيل مبلغ 120 مليون دولار لتطوير منظومة إسرائيلية لكشف الأنفاق. كما زار وزير الدفاع الأمريكي، دولة الإحتلال الإسرائيلي قبل عدة أسابيع، واطّلع على المشروع وأبدى حماسة كبيرة له، حيث أبدت الولايات المتحدة اهتماما خاصا بالمشروع "لحاجتها له على حدودها مع المكسيك"، حسب ما أفاد تليفزيون "نابلس" الفلسطيني، يوم أمس الثلاثاء، ويشمل المشروع اكتشاف الحفر، أو أي أعمال أخرى على عمق عشرات أمتار تحت الأرض، في أعقاب كشف حركة حماس أنها مستمرة في حفر الأنفاق استعدادا لمواجهة مستقبلية مع الاحتلال.