4 سيناريوهات للأزمة بين روسيا و«الناتو» في العام 2017

الحدث الخميس ٢٩/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٠ ص
4 سيناريوهات للأزمة بين روسيا و«الناتو» في العام 2017

مسقط - محمد محمود البشتاوي

لا قواعدَ ثابتة في العلاقات بين روسيا، وحلف شمال الأطلسي «الناتو»، إذ ثمةَ أزمات قائمة حتى الساعات الأخيرة من العام 2016، قد تتفاقم في العام المقبل، وهي سيناريوهات يعاينها الخبراء واضعين عدة فرضيات للمسار الذي ستسير فيه عدة أزمات بين موسكو والناتو.

ورغمَ ما شهدتهُ الساحة الدولية من متغيّرات، كانتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وهو الصديق القديم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي يحمل في أجندته رؤى وسياسات مختلفة عمّا لدى سلفهِ الرئيس باراك أوباما، ورغم تقدم موسكو عسكرياً في سوريا، وتصاعد أزمات الاتحاد الأوروبي، إلا أن «مجلس العلاقات الخارجية»، وهو منظمة أمريكية غير حكومية ومركز أبحاث، يرى أن التعارض بين موسكو والناتو يشكل تهديداً واضحاً في العلاقات بين الجانبين في العام المقبل.
موقع «روسيا ما وراء العناوين»، المختص في الشؤون الروسية، تناول تلك العلاقة المتوترة بين الطرفين، نقلاً عن «مجلس العلاقات الخارجية» الأمريكي، ضمن 4 أزمات، يحتمل أن تتفاقم، وقام بالرد عليها عبر خبراء روس، في تقرير اطلعت «الشبيبة»، وفيما يلي ملخص له.

الانتشار العسكري في البلطيق

ترتفع احتمالات الصراع في أوروبا الشرقية (دول البلطيق) في ظل انتشار قوات عسكرية تابعة لقوات الناتو، وتزايد عديدها وعتادها، حيث يحذّر الباحث في مركز كارنيجي، بيوتر توبيشكانوف، من احتمال حدوث مواجهة بين الطرفين نتيجة «خطأ أو لاستفزاز ما» بيد أنه يتداركُ قائلاً: ليس من المرجح أبداً وقوع هذا السيناريو، فلا أحد يريد الحرب في أوروبا».

وثمة سيناريو آخر للحرب يرجحهُ الخبير في الأكاديمية الروسية للعلوم ومعهد الأمن العالمي إليكسي فينينكو، إذا ما فرض الناتو حصاراً عبر دول البلطيق على روسيا شبيهاً بما حدث في الينينجراد.

الاشتباك في سوريا

يرجح الخبراء أن ينقل الناتو صراعه مع روسيا إلى سوريا إذا ما قرر الغرب تفعيل تهديداته وترجمتها إلى واقع ضد الحكومة السوريـــة، إلا أن الخبيـــر العسكري والمحاضر في جامعة موسكو الحكومية لاناتولي تسيجانوك، استبعد هذا السيناريو خلال الأشهر المقبلة، موضحاً أن واشنطن ستنشغل في عهد ترامب بنفسها، ولن يكون لدى الرئيس الجديد الوقت الكافي لسوريا، وعلى أقلِّ تقدير، فإن هذا الانشغال قد يستمر حتى نهاية مارس المقبل.
الخبير العسكري المستقل والصحفي ألكسندر جولتس، يرى أن ترامب لديه توجه لمراجعة نهج أمريكا في سياستها الخارجية، الأمـــر الـــذي لا يمكـــن الجـــزم بشأنهِ، حول شكل التغيير الـــذي سيحملـــهُ معـــهُ، إلا أنه يوضح، أن الحديث عــن الصراع مع موسكــو فـــي الشــرق الأوسط، مردهُ إلى أن المنطق الناظم لتلك النتيجة ما يزال يستند إلى رؤية الرئيس المنتهية ولايته أوباما.

الأزمة في أوكرانيا

منذ اندلاع الأزمة في تلك البلاد، والخلافات بين روسيا والغرب تتفاقم، لذا تم إدراج هذه الأزمة ضمن سيناريوهات 2017 للصراع بين الطرفين، ورغم ذلك يستبعد موقع «روسيا ما وراء العناوين» هذا الاحتمال؛ لأن مفاوضات مينسك شهدت حضوراً لأطراف كأوكرانيا وألمانيا، وهما دولتان ستتجهان إلى انتخابات رئاسية قريبة، ما يعني حاجتهما إلى الاستقرار والهدوء، لا التصعيد.

القرصنة والهجمات الإلكترونية

زادت الاتهامات في الآونة الأخيرة لموسكو في القيام بعمليات قرصنة إلكترونية، وهجمات تهدد الأمن السايبيري لدول من ضمنها دول حلف شمال الأطلسي «الناتو»، كان من بينها اتهامات البيت الأبيض لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية عبر القرصنة وشن الهجمات، الأمر الذي جعل الخبراء الروس، يؤكدون أن العلاقات بين موسكو والناتو، لا تقف عند حدود الجغرافيا، وإنما تشمل أيضاً الفضاء الإلكتروني.
يرجح بيوتر توبيشكانوف، أن تتوتر العلاقات بين موسكو والناتو بسبب الأمن السايبيري، ويرى أن ذلك مرجح جداً، إلا أنه في الوقت نفسه، يحدد طبيعة أهداف الهجوم، هل يصل إلى درجة العدوان على محطة للطاقة النووية، أو مترو، بحيث قد يتطلب رد فعل عسكرياً؟