تقرير إخباري: مفاوضات جنيف تتواصل بلقاءين بين دي ميستورا ووفدي الحكومة السورية والمعارضة

مزاج الأربعاء ٠٣/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٥٥ م
تقرير إخباري:
مفاوضات جنيف تتواصل بلقاءين بين دي ميستورا ووفدي الحكومة السورية والمعارضة

جنيف – ش – وكالات

يواصل موفد الامم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا مهمة الوساطة الحساسة التي يقوم بها بين اطراف النزاع السوري، على امل ان يعزز دخول مرتقب لمساعدات انسانية إلى مناطق قرب دمشق عملية التفاوض الصعبة .واطلق دي ميستورا عبر لقائه الوفد الحكومي السوري الجمعة ووفد المعارضة أمس الأول عملية التفاوض الرسمية في مقر الامم المتحدة في جنيف.
واستقبل صباح أمس الثلاثاء للمرة الثانية الوفد الحكومي السوري قبل لقاء جديد يعقده مع المعارضة. لكن العملية الهادفة إلى اجراء مفاوضات غير مباشرة بين الوفدين بهدف التوصل إلى حل للنزاع السوري، تبقى هشة جدا. وأعلن وفد المعارضة بعد لقائه أمس الأول دي ميستورا على مدى ساعتين، انه تلقى من الامم المتحدة "رسائل ايجابية جدا". لكنه كرر مطالبه باجراءات انسانية.
وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية سالم المسلط "ثلاث مسائل مهمة بالنسبة الينا: رفع الحصار عن بلدات والافراج عن معتقلين ووقف الهجمات ضد المدنيين بواسطة الطيران الروسي ومن قبل النظام". وبعد ساعات على انتهاء اللقاء، اعلنت الامم المتحدة ان دمشق وافقت مبدئيا على ارسال قوافل انسانية إلى بلدة مضايا المحاصرة قرب دمشق حيث توفي 46 شخصا جوعا منذ ديسمبر، وبلدتين اخريين هما كفريا والفوعة المحاصرتين من مسلحي المعارضة في شمال شرق البلاد.
لكن هذه البادرة قد لا تكون كافية لاقناع المعارضة المتمسكة بتلبية الحد الاقصى من مطالبها في الشق الانساني. وقال المتحدث باسم المعارضة منذر ماخوس ان "النظام قادم ببادرة صغيرة. لكن المشكلة اكبر بكثير من هذا الامر وسنشدد على التطبيق الكامل لمطالبنا".
وتطالب الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية والتي تضم مسؤولين سياسيين وممثلين عن الفصائل المعارضة المقاتلة في سوريا، منذ ايام بتحسين الوضع الانساني على الارض فيما يتدهور وضع المدنيين في سوريا يوما بعد يوما بسبب القصف ونقص المواد الغذائية.
وتطرق دي ميستورا إلى هذا الموضوع بقوله ان الشعب السوري يستحق أن "يرى شيئا ملموسا، بعيدا عن المفاوضات الطويلة والمؤلمة". واذا كان وقف القصف على المدى القصير يبدو غير واقعي، فان العمل بهدف الافراج عن المدنيين من نساء واطفال "سيكون مؤشرا اول على ان شيئا مختلفا يحصل"، كما اضاف دي ميستورا.
وبدأت المعارضة بوضع لوائح باسماء معتقلين، كما قال عدد من اعضائها في الايام الماضية. وقال دي ميستورا الذي سيستقبل وفد الحكومة السورية "نستمع بانتباه إلى هواجس الهيئة العليا للمفاوضات، وسنستمع إلى هواجس الحكومة". واتهم السفير السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري، ابرز مفاوضي الوفد الحكومي، وفد المعارضة بانه "غير جدي" وبانه يضم "ارهابيين".
ووصل محمد علوش، كبير مفاوضي وفد المعارضة، وعضو المكتب السياسي لفصيل جيش الاسلام السلفي المقاتل والمدعوم من السعودية إلى جنيف مساء أمس الأول. وتهدف المحادثات السورية التي حدد اطارها بموجب قرار صادر عن مجلس الامن الدولي في ديسمبر إلى تشكيل سلطة انتقالية قبل تنظيم انتخابات في منتصف العام 2017.
وعلى صعيد متصل بالأزمة السورية؛ قال العاهل الأردني الملك عبد الله إن بلده يحتاج مساعدة طويلة الأمد من المجتمع الدولي للتعامل مع التدفق الضخم للاجئين السوريين وحذر من أن "السد سينفجر" ما لم يحصل على دعم. وفي مقابلة مع هيئة (بي.بي.سي) بثتها أمس الثلاثاء قال الملك عبد الله إن أزمة اللاجئين تفرض عبئا على الخدمات الاجتماعية في الأردن وتهدد استقرار المنطقة. وقبل الأردن بالفعل أكثر من 600 ألف لاجئ سوري مسجل بالأمم المتحدة.
وقال "يعاني الأردنيون من محاولة العثور على فرص عمل ومن الضغوط على البنية التحتية وبالنسبة للحكومة فإنها متضررة عندما يتعلق الأمر بالنظام التعليمي والرعاية الصحية. أعتقد أن السد سينفجر إن عاجلا أو آجلا." وقال مسؤولون يوم الخميس الفائت إن الاتحاد الأوروبي سيتعهد بتخصيص نحو بليوني يورو (2.2 بليون دولار) في مؤتمر دولي للمانحين يعقد في لندن هذا الأسبوع لمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان والعراق.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الشهر الفائت إنه سيحث الاتحاد الأوروبي على تخفيف قواعد التصدير إلى الأردن للمساعدة في إنعاش النمو الاقتصادي. وأبلغ الملك عبد الله بي.بي.سي "الأسبوع الحالي سيكون شديد الأهمية للأردنيين ليروا ما إذا كان سيتم تقديم مساعدة أم لا.. ليس من أجل اللاجئين السوريين وحسب وإنما أيضا من أجل مستقبلهم."
ونال الأردن -الذي يشارك في تحالف تقوده الولايات المتحدة لقصف سوريا- الإشادة لمساعدته اللاجئين وكان من أكبر المستفيدين من المساعدات الأجنبية. لكنه تعرض لانتقادات من حلفائه في الغرب والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة بسبب الوضع على مقربة من حدوده مع سوريا حيث آلاف اللاجئين بعيدون عن أي مساعدات.
وتدهور الوضع منذ أن بدأت روسيا حملة جوية في سبتمبر الفائت لدعم الرئيس بشار الأسد. وقال الملك عبد الله إن أزمة اللاجئين ستسوء إذا لم يحصل الأردن على مساعدة. وقال "المجتمع الدولي.. نقف دوما إلى جانبكم كتفا بكتف. ونحن الآن نطلب مساعدتكم ولا يمكنكم أن تقولوا لا هذه المرة."