ترجمة: أحمد بدوي
قد يحاول البعض ضبط منبه الاستيقاظ بما يتيح له فرصة ممارسة تمارين رياضية صباحية قبل تناول الإفطار، وهذا بالفعل سلوك جيد للغاية، فقد جمع الخبراء أدلة على أن ممارسة الرياضة فيما المعدة فارغة تماما من الطعام أشبه بالصيام تحث الجسم على حرق المزيد من الدهون مع احتمالات أكبر لدرء زيادة الوزن والاحتفاظ بلياقة صحية مقارنة بممارسة الرياضة في أوقات أخرى من اليوم.
وفي دراسة رائدة عام 2010، نظم باحثون في بلجيكا مجموعة من الشباب في دراسة بحثية لمدة ستة أسابيع مع اتباع نظام غذائي يزيد بنسبة 30 في المئة من السعرات الحرارية و50 في المئة من الدهون عما اعتادوا تناوله. وجرى تقسيم المتطوعين الى مجموعة تتناول الطعام مع عدم بذل مجهود بدني ومجموعة أخرى انتظمت في تمارين شاقة وقت الضحى بعد تناول وجبة الافطار ومجموعة ثالثة مارست التمارين الرياضية بانتظام قبل تناول وجبة الإفطار. وفي نهاية الأسابيع الستة جاءت النتائج أن المجموعة الأولى التي لم تمارس نشاط بدني كانت الأكثر زيادة في الوزن والأقل في الحالة الصحية ، وكان متوسط زيادة الوزن ستة أرطال، كما تطور لديهم مقاومة للانسولين فيما تراكمت خلايا دهنية جديدة فوق العضلات، ومع افراد المجموعة الثانية التي مارست الرياضة بعد الإفطار زاد الوزن حوالي ثلاثة أرطال وتطور لديهم مشاكل تتعلق بالانسولين، غير أن المجموعة التي انتظمت في ممارسة الرياضة قبل تناول أي طعام لم يطرأ على أفرادها أي زيادة تذكر في الوزن فيما احتفظ أفرادها بمستويات صحية من الانسولين، كما أن أجسامهم كانت تحرق المزيد من الدهون طوال اليوم أكثر من المجموعتين الأخريتين.
وبطبيعة الحال فقد ساهم التريض في الصباح الباكر في درء حدوث زيادة الوزن، إلا أن هذا شيء مختلف عن تحفيز الجسم على فقدان الوزن رغما عن أن النتائج جاءت مشجعة لمن يتطلعون أيضا الى خسارة بعض الوزن كما يرى البروفيسور بيتر هيسبيل الاستاذ في مركز أبحاث ممارسة الرياضة والصحة في الجامعة الكاثوليكية في لوفين بلجيكا وقائد الدراسة، الذي ينصح أن الاستراتيجية المثلى لمنع الزيادة في وزن الجسم هي تلك التي تجمع بين نظام غذائي صحي ومتوازن مع نمط حياة نشط بدنيا. ويلفت هيسبيل الانتباه الى أن التجارب التي أجراها فريق البحث أظهرت أن ممارسة الرياضة في الصباح الباكر في حالة الصيام أكثر فعالية من ممارسة التمارين في أي وقت آخر مع وجود طعام بالمعدة.
نيويورك تايمز