البحرين والسودان يعلنان قطع العلاقات مع إيران مساعٍ دولية لحل أزمة الرياض - طهران

الحدث الأربعاء ٠٦/يناير/٢٠١٦ ٠٠:٢٠ ص
البحرين والسودان يعلنان قطع العلاقات مع إيران 
مساعٍ دولية لحل أزمة الرياض - طهران

عواصم – ش – وكالات

نفت وزارة الخارجية في السلطنة التصريح المنسوب إلى معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله حول إعدام الشيخ نمر النمر، مؤكدة عبر حسابها الرسمي على "تويتر" أن هذا التصريح "مختلق وعارٍ من الصحة ولا أساس له وأن السلطنة متضامنة مع أشقائها في دول مجلس التعاون".
وكان موقع "وورلد نيوز" زعم في تغريدة نشرها على حسابه على موقع "تويتر" أن معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في السلطنة صرّح بأن "إعدام الشيخ نمر النمر لاي خدم الوضع الإقليمي في المنطقة مما يترتب عليه توتر إقليمي آخر".

ردود فعل عربية

وفي تداعيات الأزمة عربيا؛ قررت مملكة البحرين أمس الاثنين قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وطلبت من جميع أعضاء بعثتها مغادرة المملكة خلال 48 ساعة.
وجاء في بيان اصدرته وزارة الخارجية البحرينية وبثته وكالة الأنباء البحرينية "بنا": "بعد الاعتداءات (..) التي تعرضت لها سفارة المملكة العربية السعودية الشقيقة في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد والتي تشكل انتهاكا صارخا لكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وتجسد نمطًا شديد الخطورة (..) قررت مملكة البحرين قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتطلب من جميع اعضاء بعثتها مغادرة المملكة خلال 48 ساعة".
كما قررت المملكة إغلاق بعثتها الدبلوماسية لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسحب جميع أعضاء بعثتها . وبحسب الوكالة، ستشرع المملكة في اتخاذ الإجراءات المترتبة على تنفيذ قرار قطع العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية . وقالت الوكالة إنه وبناءً على قرار مجلس الوزراء، استدعت وزارة الخارجية مرتضى صنوبري، القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالإنابة، وسلمته مذكرة رسمية بهذا الشأن.
وعلى ذات الصعيد؛ أفادت وكالة الانباء السعودية" واس" بأن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع تلقى اتصالاً هاتفياً يوم أمس الاثنين من وزير الدولة برئاسة الجمهورية السودانية مدير عام مكاتب الرئيس برئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء الفريق طه عثمان الحسين.
وقالت الوكالة إن الفريق طه بين خلال الاتصال أن الجمهورية السودانية قررت طرد السفير الإيراني من السودان وكامل البعثة، واستدعاء السفير السوداني من إيران، مؤكدا إدانة السودان للتدخلات الإيرانية في المنطقة (..) إلى جانب إهمال السلطات الإيرانية منع الاعتداءات على السفارة والقنصلية السعودية في إيران. وعبر الفريق طه عن وقوف الجمهورية السودانية وتضامنها مع المملكة العربية السعودية في مواجهتها للإرهاب وتنفيذ الإجراءات الرادعة له.
من جانبها؛ ددت موريتانيا أمس الإثنين بأعمال الشغب التي استهدفت بعثات المملكة العربية السعودية في إيران، مؤكدة أن "احترام السيادة والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول تبقى مبادئ أساسية في القانون الدولي وفي الأعراف الدبلوماسية المعهودة".
وقالت الحكومة الموريتانية - في بيان مقتضب أمس - إن "الجمهورية الإسلامية الموريتانية تندد بأعمال الشغب الموجهة ضد البعثات الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وما أسفرت عنه من أضرار مختلفة".
وفي مصر؛ أعربت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عن إدانتها الشديدة لقيام المتظاهرين بالاعتداء على السفارة والقنصلية السعوديتين بطهران ومدينة مشهد الإيرانية. واستنكرت هيئة كبار العلماء في بيان صحفي تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه أمس الاثنين التصريحات الاستفزازية ضد المملكة العربية السعودية وإيذاء الجار الذي حرمه الإسلام وتوعَّد المؤذين بأسوأ العواقب في الدنيا والآخرة.
واعربت الهيئة عن تقديرها للمملكة العربية السعودية ومؤازرتها في محاربة الإرهاب والتطرف وإخماد الفتن الطائفية وإرساء دعائم الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.
وافاد البيان بأن هيئة كبار العلماء بالأزهر، إذ تدين هذا الاعتداء وتستنكر هذه التصريحات، فإنها تشدد على ضرورة أن يتنبه الجميع للأهمية القصوى لوحدة الشعوب الإسلامية، واحترام أوامر القرآن والسنة النبوية في الدعوة للإخاء وعدم التنازع، وتفويت الفرص على أعداء الأمة المتربصين بها والعابثين بوحدتها، وذلك حتى لا تفشل وتذهب ريحها.
وطالبت الهيئة كل العلماء بأن يتحملوا مسؤوليتهم كاملة أمام الله وأمام ضمائرهم وأمام التاريخ في إفشال المشروع الخبيث لتفتيت الشعوب العربية والإسلامية وضرب استقرارها واقتصادها وأمنها.

مساع روسية
وفي الأثناء؛ ألقت الأزمة الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية بظلالها على المنطقة العربية، وتواصلت ردود الفعل لتشمل المجتمع الدولي الذي بذل منذ اللحظات الأولى لإعلان الرياض قطع علاقاتها مع طهران جهوداً لحل الخلاف بين البلدين.
الخارجية الروسية أعربت عن "أسفها لتصاعد التوتر بين السعودية وإيران، مبدية استعداد موسكو للعب دور الوساطة بينهما لتسوية الخلاف، خاصة وأن روسيا تربطها بكل من الرياض وطهران علاقات قديمة وطيبة".
وقال مصدر دبلوماسي في الخارجية الروسية، رفض الكشف عن اسمه، لوكالة "نوفوستي" الروسية": إن موسكو "مرتبطة بعلاقات ودية بالفعل مع كل من طهران والرياض، ونحن بصفة أصدقاء مستعدون، إذا ظهرت حاجة لذلك، للعب دور الوسيط في إطار تسوية الخلافات القائمة والجديدة بين هاتين الدولتين".
وقال المصدر، أمس الاثنين: "نحن نعبر عن أسفنا لتأزم العلاقات بين دولتين كبريين في العالم الإسلامي لهما نفوذ كبير جدا في المنطقة، وفي سوق النفط العالمية". ونقلت وكالة "نوفوستي"، الروسية للأنباء عن المصدر نفسه، قوله إن موسكو كانت دائما حريصة على أن "تكون لدى المسلمين رؤية مشتركة، وفي إطار منظمة التعاون الإسلامي، وكذلك في المنظمات الدولية الأخرى، ورؤية مشتركة كذلك في ما يخص المشكلات الدولية والإقليمية، بما في ذلك الأزمة السورية والوضع في منطقة الخليج". وأشار المصدر كذلك إلى أن موسكو تدعو لمواصلة المباحثات بصيغة فيينا حول سوريا، بمشاركة كل من إيران والسعودية.
وأبدت الصين أمس الإثنين إنها قلقة من احتمال اشتداد حدة الصراع في الشرق الأوسط بعد أن قطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران منافستها الاقليمية.
وقالت هوا تشون ينغ المتحدثة باسم الخارجية الصينية في إفادة صحفية مشيرة إلى تصاعد التوترات "تشعر الصين مثل المجتمع الدولي بالقلق الشديد إزاء التطورات وتبدي قلقها من أن هذه الأحداث قد تصعد الصراع في المنطقة."
واضافت أنه يتعين ضمان سلامة الدبلوماسيين واحترامهم. وتابعت "نأمل أن تلتزم الأطراف المعنية بالهدوء وضبط النفس وأن تحل خلافاتها بشكل لائق عن طريق الحوار والمشاورات وان تحافظ معا على السلام والاستقرار في المنطقة."
وتعتمد الصين على الشرق الأوسط في امدادات النفط لكنها تميل لترك التعاملات الدبلوماسية مع المنطقة للأعضاء الدائمين الآخرين في مجلس الأمن الدولي - الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا.

دعوات للحوار
من جانبه؛ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية جون كيربي إن واشنطن على دراية بقرار السعودية إغلاق مقار البعثات الدبلوماسية الإيرانية في المملكة، لكن الولايات المتحدة تعتقد "أن الحوار الدبلوماسي والمحادثات المباشرة تظل أساسية في العمل خلال الخلافات". وقال كيربي في بيان صدر عنه إن الولايات المتحدة "ستواصل حث القادة في جميع أنحاء المنطقة على اتخاذ خطوات إيجابية لتهدئة التوترات".
في السياق؛ ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" بان تصالا هاتفيا جرى بين وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ونظيره الاميركي جون كيري، اثر التوترات الاخيرة في العلاقات بين ايران والسعودية.
وقالت الصحيفة ان وزير الخارجية الاميركي اتصل هاتفيا من منزله في "ايداهو" امس الأول مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف. ولم يصدر اي تصريح رسمي عن مضمون هذه المحادثات الهاتفية بين الجانبين. وياتي هذا الاتصال الهاتفي في الوقت الذي اعلن فيه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مساء الاحد عن قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع ايران وطلب من جميع الدبلوماسيين الايرانيين مغادرة الاراضي السعودية خلال 48 ساعة.
وقالت الصحيفة ان المسؤولين الاميركيين اعلنوا بان التوتر بين السعودية وايران لا يعد مؤشرا جيدا لجهود المجتمع الدولي السلمية لان هذه الجهود بحاجة الى المصالحة بين البلدين.
أما ألمانيا فقد دعت كلا من السعودية وإيران أمس الاثنين إلى الحوار واستخدام كل الخيارات المتاحة لتحسين العلاقات الثنائية بعد أن قطعت الرياض العلاقات مع طهران أمس الأول.
وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية في مؤتمر صحفي "نحث البلدين على الانخراط في حوار.. ندعو البلدين -السعودية وإيران- إلى استخدام كل الإمكانيات لتحسين العلاقات الثنائية." وقطعت السعودية العلاقات مع إيران بعد اقتحام محتجين سفارتها في طهران في تصعيد لخلاف بين البلدين بسبب إعدام رجل الدين البارز نمر النمر في السعودية.
ومن برلين إلى باريس؛ دعت فرنسا الاثنين الى "وقف تصعيد" التوتر بين السعودية وايران وفق ما اعلنه الناطق باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول.
وقال ان "تميز فرنسا هو قدرتها على الحوار مع الجميع، وقد ذكر وزير الخارجية (لوران فابيوس) بالرغبة في وقف التصعيد" وذلك بعدما قطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران في تصعيد جديد بين القوتين الاقليميتين.

تصعيد وتوتر
وسجل خلال الساعات الماضية تصعيد جديد بين ايران والسعودية بإعلان المملكة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الاسلامية، وغادرت عائلات الدبلوماسيين السعوديين طهران، فيما ردت وزارة الخارجية الايرانية أمس باتهام السعودية بتصعيد التوتر في المنطقة.
واندلعت الازمة الجديدة بين السعودية وايران على خلفية اعدام رجل الدين السعودي النمر مع 46 شخصا اخرين بتهمة "الارهاب". وكان النمر (56 عاما) واحدا من أبرز وجوه التحركات المعارضة في السعودية في العام 2011. وأدين بتهم "إشعال الفتنة الطائفية" و"الخروج على ولي الامر" و"حمل السلاح في وجه رجال الأمن". بينما أدين معظم المحكومين الآخرين الذين اعدموا معه بالضلوع في اعتداءات منسوبة الى تنظيم القاعدة.
وبعد الاعتداء على المقار الدبلوماسية السعودية في طهران مشهد اعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني ان الهجومين على الممثليتين "غير مبررين على الاطلاق".
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ليل أمس الأول إن المملكة قررت "قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران وتطلب مغادرة جميع افراد البعثة الدبلوماسية الايرانية، السفارة القنصلية والمكاتب التابعة لها، خلال ثمانية واربعين ساعة، وقد تم استدعاء السفير الايراني لإبلاغه بذلك".

*-*
سجال في التصريحات بين السعودية إيران في أعقاب قطع العلاقات
أعرب مجلس الشورى السعودي عن إدانته واستنكاره للاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة العربية السعودية في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية، مؤيدا قطع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران بعد نفاد صبرها إزاء سياسات إيران.
واستنكر المجلس، في بيان له أمس الاثنين، نشرته وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) التهديدات التي تلقاها الدبلوماسيون السعوديون في طهران ومشهد، من قبل مجموعات إيرانية، اقتحمت مقر السفارة السعودية والقنصلية، دون أن تتحرك سلطات الأمن الإيرانية لحماية الدبلوماسيين السعوديين ومقر بعثتها الدبلوماسية، في خرق واضح للأعراف الدبلوماسية، ومبادئ العلاقات الدولية.
واستنكر المجلس، في بيان تلاه نائب رئيس المجلس الدكتور محمد بن أمين الجفري خلال رئاسته الجلسة العادية التي عقدت اليوم، التصريحات العدائية التي وجهها عدد من مسؤولي النظام الإيراني تجاه المملكة العربية السعودية، وتجييش وسائل الإعلام التابعة لطهران ضد المملكة.
وأيد مجلس الشورى قرار المملكة العربية السعودية قطع علاقاتها رسمياً مع إيران، بعد نفاد صبرها إزاء سياسات إيران ، والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، والسعي لزعزعة أمنها واستقرارها والتصريحات العدائية من قبل مسؤولي طهران، وعدم التزامه بحماية مقر سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد من الاعتداءات التي جاءت بعد الإعلان عن تطبيق حدود الله في إرهابيين.
وفي طهران، قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية جابر الانصاري أمس ان السعودية ترى "مصالحها ووجودها في مواصلة التوتر والمواجهات، وتحاول حل مشاكلها الداخلية عبر تصديرها الى الخارج".
كما وصفت وزارة الخارجية الإيرانية قرار السعودية بقطع العلاقات مع ايران وسط تصاعد التوتر بالقرار "المتسرع وغير المنطقي".
في غضون ذلك؛ نقل موقع "عربي 21" الإخباري، مقالاً للكاتب البريطاني سايمون تيسدال تناول فيه توتر العلاقات السعودية الإيرانية، وأثر ذلك على الحرب الدائرة في سوريا، قائلا إن السوريين هم الخاسر الأكبر. ويقول تيسدال في تقرير نشرته صحيفة “الغارديان”، إلى أن التنافس الدائر بين السعودية وإيران في المنطقة، وفي عدد من المحاور، التي تتراوح بين اليمن وسوريا إلى لبنان، ويقوم كل منهما بدعم كتلة سياسية وعسكرية في كل بلد، وكلاهما يخاف من المخاطر الخارجية التي تؤثر على استقرارهما.