حملة وطنية لتغيير نمط الحياة اليومي تستمر إلى نهاية 2017 37% نسبة الخمول البدني في السلطنة

بلادنا الأربعاء ٢٨/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
حملة وطنية لتغيير نمط الحياة اليومي تستمر إلى نهاية 2017 
      37% نسبة الخمول البدني في السلطنة

مسقط- سعيد الهاشمي

دشنت صباح أمس في قاعة المعرفة بالمجلس الأعلى للتخطيط الحملة الوطنية لتعزيز النشاط البدني تحت شعار (الصحة تبدأ بخطوة) وذلك برعاية وكيل وزارة الصحة لشؤون التخطيط سعادة د.علي بن طالب الهنائي رئيس اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الأمراض غير المعدية.
وقال سعادة د.علي بن طالب الهنائي في تصريح صحفي عقب التدشين: إنه نتيجة لتغير نمط الأمراض في العالم وفي السلطنة بخاصة ومع التطور الاقتصادي والحضاري وجب على منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية أن تلزم جميع الدول بسياسة وطنية في مكافحة الأمراض غير المعدية والتي تشمل مرض السكري ومرض السرطان وأمراض جهاز الأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي.
وأضاف الهنائي: تعد السلطنة من الدول السباقة في العالم في مكافحة الأمراض غير المعدية، وقد تم اختيارها من ضمن 12 دولة في العالم لوضع سياسة وطنية في هذا الإطار لتكون نموذجا للدول الأخرى.

أهمية الحملة
وأوضح سعادته أن الحملة ستستمر عاما كاملا ومن المؤمل أن تعود بنتائج مهمة للمجتمع وتكون نموذجًا للعالم، حيث استطاعت السلطنة أن تتخذ كافة الإجراءات اللازمة والمهمة والايجابية في هذا الشأن، وفي هذا الإطار ستقام فعاليات مصاحبة للحملة في معرض الكتاب الدولي وفي جميع المناسبات كما ستكون هناك حملات توعوية في جميع المدارس والجامعات، وسيكون هناك يوم مخصص لممارسات النشاط البدني.
وبيّن سعادة وكيل وزارة الصحة لشؤون التخطيط أن اللجنة قامت منذ تشكيلها بوضع السياسة الوطنية، من خلال إجراءات استراتيجية وتدشين هذه الحملة يعد باكورة الحملات التي ستقوم بها وستستمر الى نهاية 2017م.

تغيُّر نمط الحياة
من جانبه قال مدير عام الرعاية الصحية الأولية د.سعيد بن حارب اللمكي في كلمة خلال التدشين: إن تغيُّر نمط الحياة وقلة النشاط البدني ساهم بشكل كبير في ارتفاع أمراض القلب والأوعية الدموية، وقد بيّن تقرير الصحة العالمية 2008 أن قلَّة ممارسة النشاط البدني والخمول في الحياة من الأسباب الرئيسية المؤدية للوفاة على مستوى العالم، ويقدر معدل انتشار هذه المشكلة في العالم بحسب الإحصائيات الرسمية 28 % بين الرجال وتزداد ارتفاع بين النساء لتصل إلى 34%، وتبلغ نسبة الخمول البدني في السلطنة حوالي 37%، لذلك وجدنا لزاماً علينا في وزارة الصحة مواجهة هذا التحدي الكبير، ويعتبر تشكيل فرق العمل التخصصية التي تتبع اللجنة الوطنية للحد من انتشار الأمراض المزمنة غير المعدية والصادرة بموجب قرار وزاري في 2016 أحد أبرز أدوات مواجهة هذه التحديات.
إلى ذلك قدم طبيب اختصاصي أول بالمديرية العامة للرعاية الصحية الأولية د.أحمد بن سعيد البوسعيدي ورقة حول عبء الأمراض غير المعدية في السلطنة جاء فيها: تعد الأمراض غير المعدية الأسباب الرئيسية للوفيات المبكرة على الصعيد العالمي، ومعظم هذه الوفيات المبكرة يمكن تجنبها من خلال تمكين الأنظمة الصحية للاستجابة بشكل أكثر فعالية للاحتياجات الصحية للأشخاص الذين يعانون من الأمراض غير المعدية، إضافة إلى التأثير على السياسات العامة في القطاعات الأخرى خارج نطاق القطاع الصحي، وإدراكا للالتزامات العالمية والإقليمية لتحقيق الأهداف التسعة العالمية للأمراض غير المعدية بنهاية عام 2025، بما في ذلك تخفيض 25 ٪ من الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية، فقد وضعت اللجنة الوطنية للأمراض غير المعدية سياسة وطنية بالتعاون الوثيق مع الشركاء الوطنيين والدوليين، وقد احتوت السياسة الوطنية على استراتيجيات تنفيذية تضمنت توجيهات واضحة بشأن التدخلات المطلوبة للحد من عبء هذه الأمراض وتحسين نوعية الحياة.
وأضاف البوسعيدي: يُعزى عالميا ظهور 44% من حالات السكري و23% من حالات مرض القلب الإقفاري وبعض حالات السرطان إلى فرط الوزن والسمنة.
وحول أبرز الطرق للوقاية من الأمراض المعدية قال البوسعيدي: يمكن الوقاية من قسم كبير من الأمراض غير المعدية والتقليل من انتشارها من خلال الحد من أربعة عوامل خطر سلوكية رئيسية هي النظام الغذائي غير الصحي وغير المتوازن، والخمول وقلة النشاط البدني، وتعاطي التبغ، وتعاطي الكحول.

خطط مهمة
وفي ورقتها حول دور التعاون القطاعي في تعزيز النشاط البدني قالت مديرة دائرة المبادرات المجتمعية بوزارة الصحة د.هدى بنت خلفان السيابية: إن هناك سبعة مجالات رئيسية كفيلة بتحقيق عائد من الاستثمارات في تعزيز النشاط البدني وهي قابلة للتطبيق في جميع أنحاء العالم وهناك حاجة ماسة في السلطنة إلى وضع الخطط وتنفيذها على الصعيد الوطني في كل مجال من هذه المجالات منها مناهج شاملة للمدارس لتعزيز النشاط البدني في جميع المدارس، وسياسات ونُظُم النقل الداعمة وتُعطى الأولوية لأنشطة المشي وركوب الدراجات ووسائل المواصلات العامة ولوائح التصميم العمراني والبنية الأساسية التي تكفل إتاحة آمنة للنشاط البدني ودمج تعزيز النشاط البدني ضمن برامج الوقاية من الأمراض غير المعدية في نُظُم الرعاية الصحية الأولية وتثقيف الجمهور، بما في ذلك إطلاق حملات إعلامية لرفع مستوى معرفة المجتمعات ووعيها، وتغيير الأعراف الاجتماعية ووضع برامج خاصة بالنشاط البدني على نطاق المجتمع بأسره تحشد الموارد المجتمعية، وتحقق التكامل فيما بينها في مواقع متعددة الأنظمة والبرامج الرياضية التي تُروِّج لشعار الرياضة للجميع.
وذكرت السيابية أن 70.1 % من الطلبة الذكور بمدارس السلطنة لا يمارسون النشاط البدني المطلوب ليصبحوا بصحة جيدة، و84.4% من الإناث في المدارس لا يمارسن النشاط البدني المطلوب، مشيرة إلى أنه ينبغي التأكيد على ضرورة وجود التشريعات المناسبة وتطبيقها تطبيقاً فعالاً بما يدعم تقديم النشاط البدني العالي الجودة يومياً باعتباره مكوناً أساسياً من مكونات العملية التعليمية الشاملة في المدارس والجامعات للفتيان والفتيات على حد سواء، وتنفيذ منهج على نطاق المدارس ككل يتيح فرصاً أكبر للنشاط البدني أثناء اليوم الدراسي، ووضع برامج تستهدف تقليل الوقت الذي يقضيه الطلاب في القيام بأنشطة التي تتسم بقلة الحركة.

برامج مجتمعية
وقالت د.روث ميبري من منظمة الصحة العالمية: يمثل الخمول البدني مصدر قلق كبير في إقليم شرق المتوسط. وعن أسباب عدم ممارسة الناس قدرا كافيا من النشاط البدني قالت: إن نقص المعرفة بأثر الخمول البدني على الصحي، والبيئة التي يعيش فيها الناس والتي تقيد حركتهم ولا تتيح لهم مساحة كافية للترفيه عن أنفسهم، وتغيير نمط الحياة مع زيادة الاعتماد كثيرا على المركبات الشخصية ونقص وسائل النقل العامة، والإتاحة المحدودة للنوادي الصحية العامة وتداخل أولويات الحياة وساعات العمل الطويلة كلها عوامل تحد من النشاط البدني، وأضافت: من الأهمية وجود برامج مجتمعية تشمل أوساطا متعددة وقطاعات كثيرة تهدف الى حشد موارد المجتمع ومشاركته في هذه البرامج وتكثيف دور البرامج الرياضية التي تروج لشعار الرياضة للجميع.

زيادة الوعي
وقدم مدير عام الأنشطة الرياضية بوزارة الشؤون الرياضية رئيس فريق عمل قلة ممارسة النشاط البدني خليفة العيسائي في ورقة عمل جاء فيها: لقد تبنى فريق قلة ممارسة النشاط البدني هدف خفض انتشار الخمول البدني بمعدل 10% وذلك في إطار التعاون والتنسيق مع مختلف القطاعات ذات العلاقة.
وتهدف هذه الحملة التي تستمر لمدة عام إلى توعية المجتمع وتثقيفه بأهمية ممارسة النشاط البدني، واستخدام وسائل مبتكرة ورسائل محدده لإقناع وتشجيع وتحفيز أفراد المجتمع على ممارسة النشاط البدني.
كما تهدف الحملة الى زيادة الوعي بالمرافق المتوفرة لممارسة النشاط البدني، وتحفيز وتشجيع أفراد المجتمع على الاشتراك في البرامج الرياضية، وزيادة عدد الممارسين للنشاط البدني، وتستهدف الحملة جميع أفراد المجتمع من العمانيين ذكورا وإناثا.