العامرات- عبدالله بن خلفان الرحبي
تتميز القرية التراثية في حديقة العامرات ضمن فعاليات بمهرجان مسقط 2016، بتعدد الفعاليات التراثية الشاهدة على الحضارة العمانية العريقة وتاريخها الضارب في القدم، وتتنوع مفردات تلك الحضارة بين بيئة صحراوية بدوية وبيئة زراعية وأخرى ساحلية تكتنز موروثاتها في الفنون الشعبية والصناعات والحرف التقليدية حيث تنقل عادات وتقاليد وثقافة المجتمع العماني.
وخلال تجوالك في القرية ستتأمل المشهد الثقافي والتاريخي وتنبهر بعناصر ذلك المشهد الذي يدل على الاهتمام الذي توليه الحكومة الرشيدة للحفاظ على تراث الآباء والأجداد.
وحرصت اللجنة المنظمة في كل دورة التجديد في زوايا القرية التراثية، ومن أبرز الأشياء التي تم إدخالها لتتميز القرية التراثية هذا العام قال مساعد رئيس لجنة الفعاليات حديقة العامرات والمشرف على القرية التراثية حسن بن علي البلوشي: تحرص إدارة المهرجان كل عام على التجديد والتحديث بالقرية، ومن أبرز الاضافات قمنا بتوسعة البيئة البحرية وكأن الزائر يعيش لحظات وهو على أحد السواحل العمانية ما بين صياد وربان، وصناع للأدوات التي يستخدمها البحار العماني، حيث تقف تلك السفينة العملاقة بأشرعتها شامخة تتوسط ميدان البيئة البحرية ويتواجد حولها خمسة من البحارة الذين تربطهم الحياة البحرية ولهم خبرة بالأسفار.
وفي الجانب الأخر من البيئة البحرية يوجد البحارة الذين يمارسون بعض المشغولات البحرية كصناعة شباك الصيد التقليدية وصناعة القوارب المستخدمة في الصيد قديما "كالشاشة"، والسفن التي كان يستخدمها البحارة العمانيون للتجارة، وبعض من الأدوات التي كان يستخدمها البحارة.
كما توجد بعض المقتنيات مثل الخرائط وأداة الكمال والتي تحدد الرحلة ومسارها واتجاهات الإبحار، وبرزت سفينة الخنجة ذات التاريخ الضارب من القدم وتعتبر من السفن القديمة خاصة بالمنطقة الشرقية بالولاية أيضا على المسرح التراثي وفي هذا العام استغل من قبل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لبث برامج إذاعية على القناة العامة وعلى قناة الشباب وعلى الإذاعات الناطقة باللغة الإنجليزية كما يتواجد بمنتصف القرية التراثية استديو البرنامج التفزيوني "هلا مسقط" هو يبث مباشرة على قناة تلفزيون عمان ويحظى بمتابعة كبيرة سواء من داخل السلطنة ومن خارجها.
وأوضح رئيس الفعاليات بالقرية التراثية أن التجديد يتأصل كل عام في ديكورات القرية بطابعها المعماري الفريد، موضحا أن كل زاوية من زوايا القرية تعكس التاريخ العماني وفي كل زاوية صور تحكي عبق الماضي وتسرد حياة الأجداد وفي كل صورة قصة تحكي إصرار العماني وعزيمته وعشقه لماضيه وحاضره ومن خلال تلك الصور يتعرف الجيل الجديد على حياة أجدادهم والمهن التي كانوا يمارسونها، ويجود جناح الصناعات الحرفية بمجموعة من الحرفين وهم يداعبون حرفتهم بكل مهارة وإتقان ومن خلالها يتعرف الزائر على أبرز تلك الصناعات، كصناعة الأبواب والمناديس وغزل النسيج والشمل وصناعة الفضيات والحلي وتقطير ماء الورد وصناعة البخور وخامات الجريد وصناعة الحصر والسعفيات وغيرها من الحرف التي تمثل واقع التراث العماني.
وأوضح البلوشي أن عدد الحرفين المتواجدين بالقرية يبلغ ثلاثمائة مشارك من مختلف محافظات السلطنة من نساء ورجال، فكل البيئيات متواجدة وسيلاحظ الزائر الحرفية وهي تمارس بطريقة مباشرة، منوها بان القرية التراثية هي مقصد الزوار من العمانيين والمقيمين والسيّاح ويستمتعون بقراءة التاريخ العماني في أجواء معطرة بروائح البخور واللبان والمأكولات الشعبية واللوحات الغنائية الفلكلورية في مشهد عفوي ممتزج بالبساطة والطيبة والابتسامة يدل على حب العمانيين وحرصهم على تمسكهم بتراثهم وعاداتهم ويبرز ملامح الثقافة العمانية وهويتها الوطنية، كما يقدم برنامج أصالة باقات منوعة من الفنون والموروثات العمانية في صور ومشاهد حية من خلال مشاركات الولايات التي تجسد تراثها في ساحة القرية التراثية وتتنافس بتقديم موروثاتها المتنوعة.
وقال المشرف العام على فعاليات القرية التراثية: ما زالت القرية التراثية على مسارحها تستضيف بشكل متواصل عدد من الفرقة المحلية التي تقف ألوانا من الفكلور العماني المتنوع من جميع مناطق السلطنة ومن كما يستضيف المسرح الرئيسي بالقرية التارثية بعضا من الفرق الخليجية والتي تقدم جمكلة من تراثها العريق.