مسقط - حمدي عيسى عبدالله
أوضح السفير الدولي للمسؤولية الاجتماعية عبدالله بن سالم الرواس أن المرحلة المقبلة تتطلب العمل بجد لتفعيل مختلف مبادرات المسؤولية الاجتماعية لمختلف الشركات والمؤسسات وفق خطة مدروسة تستهدف العمل على توفير فرص التدريب والتأهيل للشباب، مع التركيز على جانب تقنية المعلومات لرفد سوق العمل بكفاءات متمكنة تعمل وفق أحدث الطرق والأساليب وتطوير كفاءة الموظفين لرفع نسبة عطائهم مما يساهم وبفاعلية في تحقيق نقلة نوعية لمختلف القطاعات الاقتصادية وتجسيد مختلف الخطط الطموحة للحكومة الرشيدة على أرض الواقع، جاء ذلك في حديث خاص لـ«الشبيبة» بعد أن قلّدته الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية الأسبوع الفائت لقب «السفير الدولي للمسؤولية الاجتماعية» خلال فعاليات «مؤتمر عمان الدولي.. للمسؤولية المجتمعية»، الذي احتضنته صلالة تحت رعاية صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد، ويعتبر عبدالله الرواس ثاني عُماني يُقلّد بهذا اللقب بعد رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميل السيابية.
تتعدد المبادرات وتتنافس الشركات
الرواس قال أيضاً: «أولاً وقبل كل شيء أهدي هذا اللقب الذي تُوّجت به إلى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- الذي نستمد من فكره السامي روح العطاء والعمل من أجل عُمان الوطن والإنسان، وهذا اللقب تشريف لعُمان كلها واعتراف عالمي بالخطوات العملاقة التي قطعها قطاع المسؤولية الاجتماعية في السلطنة، حيث تتعدد المبادرات وتتنافس الشركات والمؤسسات في هذا المجال بكثير من السخاء؛ لأنها تدرك دورها في هذا المجال وواجبها نحو الوطن والمجتمع».
منظومة متوازنة
وأضاف: «خلال المرحلة المقبلة سنعمل على توحيد الجهود والرؤى في مجال المسؤولية الاجتماعية لضمان منظومة متوازنة تعطي للجانب الإنساني حقه كاملا دون أن تغفل الجانب الاقتصادي، بخاصة أن مختلف الشركات والمؤسسات تنفق بسخاء على المسؤولية الاجتماعية لأنها تعتبر ذلك استثمارا وهو في الواقع أروع استثمار، وهذا العمل يبرهن على إيمان مسؤولي الشركات بأهمية المسؤولية الاجتماعية ودورهم الكبير نحو المجتمع الذي يعتبر أحد أهم العناصر المساهمة في النجاح والنمو الذي تحققه شركاتهم، والعمل في مجال المسؤولية الاجتماعية مترابط، فنحن حينما نؤهل شابا وندرّبه فإننا نفتح له أبواب الحصول على فرصة وظيفية ليتمكن من بناء مستقبله والرفع من المستوى المعيشي لأسرته، كما أننا حينما ندعم مختلف الحالات الإنسانية والاجتماعية فإننا نخفف عن المعنيين بالأمر أعباء مادية، كما أننا حينما نوفر تمويلا لشاب أو ربة أسرة أو ماكثة في البيت للانطلاق في مشروع اقتصادي مهما كان صغيرا فإننا نفتح آفاقا رحبة للأفراد والأسر والمجتمعات».
الإنسان أداة التنمية وهدفها
وتابع: «الحكومة الرشيدة تعمل وفق خطط طموحة ومتنوعة لتحقيق النمو والوصول إلى اقتصاد متنوع تساهم فيه مختلف القطاعات بفاعلية ويلعب الإنسان دوراً استراتيجياً في تجسيد مختلف الخطط على ارض الواقع، فهو أداة التنمية وهدفها، وللوصول إلى أعلى درجات الكفاءة وضمان أداء نوعي لا بد من تأهيله وتدريبه ضمن مبادرات المسؤولية الاجتماعية ليدخل سوق العمل بقوة، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل يستمر العمل لتطوير الموظف في مختلف القطاعات بصورة مستمرة ليساير الجديد، وهذا لن يتأتى إلا ببرامج تدريبية نوعية ودورات تأهيلية داخل السلطنة وخارجها تساهم فيها الشركات والمؤسسات وبفاعلية ضمن برامجها للمسؤولية الاجتماعية، ولا شك أن الشاب الذي يحصل على تدريب نوعي سيكوم موظفا مثالياً، كما يمكنه أن ينطلق في مشروعه الخاص ويدخل عالم ريادة الأعمال من أوسع أبوابه ليقدم إضافة نوعية لقطاع المؤسسات الصغيرة الذي يحتل مكانة مهمة في منظومة التنويع الاقتصادي للسلطنة، كما سيكون التركيز كبيرا خلال المرحلة المقبلة على جانب تقنية المعلومات الذي أضحى عصب الاقتصاد ومساهماً استراتيجياً في تطور أي قطاع، كما أنه سيساهم في تفعيل منظومة الحكومة الإلكترونية للسلطنة حيث تعمل الحكومة على توفير أحدث التقنيات والنظم في هذا المجال، ونشر ثقافة التقنية سيساهم في تجسيد الأهداف المنشودة بدقة متناهية».
العمل الاجتماعي في عُمان متجذّر
الرواس قال أيضاً: «العمل الاجتماعي في عُمان متجذّر وحقق الكثير من المكاسب التي تجسّد الشعور بالآخر وتكاتف المجتمع، وما يثلج الصدر أن النشاط في هذا المجال لا يسجل وجود الشركات والمؤسسات فقط، بل نجد الكثير من الجمعيات الأهلية والخيرية في مختلف مناطق ومحافظات السلطنة تعمل على خدمة المجتمع تحت إشراف متطوعين يشعرون بسعادة غامرة حينما يزرعون البسمة في القلوب والأرواح، ولغة العطاء في عُمان لا تقتصر على الشركات والمؤسسات والجمعيات بل توجد في كل شبر من أرض عُمان. الكثير من الأسماء التي تتحدث لغـــة العطاء في صمت أناس يقدمون خدمات اجتماعية جليلة ويؤدون أعمالاً خيرية في الخفاء وبسخاء، ولكل هؤلاء نرفع القبعـــة احتراما واعتــرافا ونحثهم على تقديم المزيد، ونتطلع للعمل مع الجميع يـــدا واحـــدة لتبادل الآراء والأفكار وتوحيد الجهـــود والتركيز على المبادرات التي تقدم الإضافة النوعية وتتماشى مع متطلبات المرحلة المقبلة لأننا كلنا نجذف في اتجاه واحد ووقت واحد من أجل هدف واحد».
جذب الاستثمارات
الرواس قال أيضاً: «إن هذا اللقب اعتبره تكليفاً وليس تشريفاً، وخلال وجودي في مختلف المحافل الدولية ضمن مناشط السفراء الدوليين للمسؤولية الاجتماعية سأعمل على أداء دوري في العمل الإنساني والاجتماعي على أكمل وجه؛ لأنني أمثّل السلطنة وهي مسؤولية سأحرص على أدائها على أكمل وجه، كما أنني سأستغل الفرصة في هذه المحافل للتعريف بالسلطنة بكل مقوماتها الفريدة ومناخها الاستثماري والعمل على جذب الاستثمارات إلى السلطنة وكذلك فتح الأبواب أمام المنتجات العمانية لدخول الأسواق العالمية، بخاصـة أننا نملك منتجات عالية الجودة بمواصفات عالمية، إضافة إلى مد جسور التواصل بين الشركات العمانية ونظيراتها في مختلف دول العالم للتواصل والتعاون ومد جسور الشراكة والعمل المشترك».
نتطلع إلى المستقبل بكل تفاؤل
وختم الرواس حديثه قائلاً: «أنا متأكد أنني سأجد كل الدعم والمساندة من الجميع في مختلف مناطق السلطنة وأتطلع إلى التشاور مع الجميع لنرسم خارطة عمل مستقبلية دقيقة بأهداف واضحة نعمل جميعا لتجسيدها على أرض الواقع بروح الفريق الواحد، ومهما تكون التحديات التي نواجهها فإننا نتطلع إلى المستقبل بكل تفاؤل وثقة لأننا ندرك إمكانياتنا، فكل الصعوبات تنحني والتحديات لها حل جذري لدى شعب قائده وقدوته حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه».
1 المدينة الفائزة بجائزة المدينة العربية المسؤولة اجتماعياً.
2 مجلس التعاون الخليجي والمؤسسات المتخصصة التابعة لها.
3 جامعة الدول العربية والمؤسسات المتخصصة التابعة لها.
4 منظمة التعاون الإسلامي والمؤسسات المتخصصة التابعة لها.
5 منظمة الأمم المتحدة عبر برنامج الاتفاق العالمي للأمم المتحدة بمنظمة الأمم المتحدة.
محطات زيارات السفراء:
الترويج للسلطنة
ضمن مناشط السفراء الدوليين للمسؤولية الاجتماعية لجذب الاستثمارات فتَح الأبواب أمام المنتجات العُمانية لدخول الأسواق العالمية