الحوسبة السحابية تحتل مكانة هامة في قطاع نظم المعلومات

مؤشر الأربعاء ٠٦/يناير/٢٠١٦ ٠٠:٢٠ ص
الحوسبة السحابية تحتل مكانة هامة في قطاع نظم المعلومات

مسقط - نور الذهلي ولطيفة بالحاف
شهد العقد المنصرم ومع بداية الألفية بدأ العالم بالاتجاه نحو العمل المبني على نظم المعلومات، وذلك لأن الناس أصبحوا يفضلون فكرة العمل في مكان امن ومتصل بمنصة واحدة من السهل الوصول إليها من اي مكان، والحل المثالي لذلك ما يعرف بالحوسبة السحابية.
تعد الحوسبة السحابية نمطا جديدا في الحوسبة، وهي كما عرفها لاودن وكينيث (2011) عبارة عن منصة افتراضية للسماح بالوصول الآمن لمجموعة من مصادر الحوسبة المفعلة التي بالإمكان زيادتها ونشرها بصورة متسارعة بجهود إدارية بسيطة وتواصل قليل مع مقدمي الخدمة. ومن أمثلة هذا النوع من الحوسبة المتعارف عليها من قبل المستخدمين منصة أبل التخزينية iCloud ومنصة Drop Box التخزينية و Google Drive من شركة جوجل.
بصفة عامة، الحوسبة السحابية مقسمة لأربعة أنواع: العامة، والخاصة، والمجتمعية، والمركبة أو الهجينة. السحابة العامة يتم تقديمها من قبل طرف ثالث على سبيل المثال شركة جوجل، ويمكن الوصول للخدمة عن طريق الانترنت من قبل عامة المستخدمين. في المقابل، السحابة الخاصة تكون ملك لعملاء محددين أو منظمات تديرها بنفسها أو بمساعدة طرف مقدم للخدمة. أما السحابة المجتمعية فتتشارك فيها أكثر من منظمة ولها الحرية في إدارتها أو الاستعانة بطرف ثالث مقدم للخدمة. وأخيراً ، السحابة الهجينة أو المركبة التي هي عبارة عن مزيج من السحابة العامة والخاصة وتعتبر أكثر فعالية من استخدام إحدى السحابتين بشكل منفصل.
كما تقسم الحوسبة السحابية لعدة أنماط أو مجموعات على حسب الخدمة التي تقدمها للمستخدمين، ومن هذه الأنماط الرئيسية البنية التحتية كخدمة (IaaS)وموارد البرمجة كخدمة (PaaS) والتطبيقات البرمجية كخدمة (SaaS).
بشكل عام هناك عدة فوائد للحوسبة السحابية، أولها إمكانية الوصول للبيانات بسهولة كبيرة من أي مكان، وثانيها انخفاض التكلفة وقلة العمليات الإدارية لكون كل المنظمات تسعى لخفض التكلفة معاً. في المقابل، تحديات استخدام الحوسبة السحابية قد تجعل الناس تتردد في استخدامها، ويكمن التحدي الرئيسي في الخصوصية والأمن المعلوماتي حيث تكون كل البيانات والملفات مخزنة خارج المنظمة كما إذا كانت الشركة تستخدم طرف ثالث مقدم للخدمة فإن تلك الشركة تملك نسخة من البنية التحتية وبيانات المنظمة.
ظهرت الحوسبة السحابية في سلطنة عمان في عام 2011 بواسطة شركة Oman Data Park الرائدة في هذا المجال، ولكن مع حلول عام 2014 دشنت هيئة تقنية المعلومات (ITA) منصة G-Cloud للقطاع الحكومي بالسلطنة لإيجاد بيئة آمنة وموثوقة للبيانات خاصة الحساسة منها دون إتاحة الفرصة لأي شركة خارجية للحصول على نسخة منها، ومن الأمثلة على الجهات الحكومية التي تستخدم هذه المنصة وزارة الصحة، ووزارة القوى العاملة، والمركز الوطني للإحصاء والمعلومات.
للحوسبة السحابية مستقبلاً مزدهر كونها أصبحت من الدعائم الأساسية لمعظم المنظمات لفوائدها الجمة مثل التكلفة المنخفضة وسهولة الوصول للبيانات من أي مكان، في الوقت ذاته قد تشكل خطراً على المنظمات خاصة في ما يتعلق بالأمن والمعلوماتي فكون البيانات في أيدي أطراف خارجية عن المنظمة قد يوتر المنظمة ويحد من استخدامها لهذه التقنية الحديثة، ولكن بالرغم من هذه الخطورة يضل المختصين ينصحون باستخدام الحوسبة السحابية لإمكانيتها في حفظ أموال المنظمات وتقليل جهودها في العمل. وأخيراً ، عمان تتجه نحو هذه الخدمة بخطى بطيئة، فهيئة تقنية المعلومات (ITA) وشركة Oman Data Park هما الوحيدتان حتى الآن في تقديم هذه الخدمة.