مسقط - ش
حث خبراء في قطاع الطاقة المتجددة كلاً من الحكومات والبنوك ومُلاّك العقارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مضافرة جهودهم في سبيل تشجيع الإقبال على تركيب نظم توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية فوق أسطح المباني، من أجل التوفير في تكاليف الطاقة وتعزيز فرص العمل في الوظائف "الخضراء". وقد جاءت هذه الدعوة فعلى خلفية توقعات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، التي تقول إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مهيّأة لتشهد استثمارات ضخمة في الطاقة المتجددة تصل إلى 35 مليار دولار سنوياً بحلول العام 2020، في ضوء تزايد الاعتماد على وحدات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بالتقنيات الكهروضوئية ذات التكلفة المنخفضة، في تنويع مزيج الطاقة لدى بلدان المنطقة.
فرص تجارية لا تقل عن 10 مليارات دولار
ومن المتوقع نتيجة لذلك أن تنمو قدرات الطاقة الشمسية في دول مجلس التعاون الخليجي لتصل إلى 10 جيجا واط الأمر الذي يمثل فرصاً تجارية لا تقل عن 10 مليارات دولار حتى العام 2020. ومن المتوقع أن تصل قدرات الطاقة الشمسية للنظم المثبتة فوق أسطح المباني في دولة الإمارات إلى 2.5 غيغاوات وأن تتيح فرصاً تجارية تبلغ ثلاثة مليارات دولار، وفقاً لتقرير صدر حديثاً عن "فروست آند سوليفان". وتعمل هيئة مياه وكهرباء دبي على تعزيز الابتكار في نظم توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، التي يتم تركيبها على أسطح المباني، وذلك من خلال مبادرة "شمس دبي" التي تربط النظم المثبتة فوق أسطح المباني بشبكة الكهرباء التابعة للهيئة، دعماً منها لخطة دبي الاستراتيجية 2021 ومبادرة دبي الذكية،والرامية إلى جعل دبي واحدة من أذكى المدن في العالم، في شتى الجوانب، ومن بينها إدارة التوزيع والطلب على الطاقة. ويأتي مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، التابع لهيئة كهرباء ومياه دبي، في سياق الجهود التي تبذلها الهيئة في سبيل تعزيز الاستفادة من الطاقة الشمسية في دولة الإمارات. ويُعتبر هذا المجمع أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم، ويستهدف إنتاج 5 غيغاوات من الكهرباء بحلول العام 2030، ليساهم في دعم الوصول إلى الهدف الذي حددته الإمارات والمتمثل بإنتاج 10 بالمئة من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول العام 2030، وفقاً لإيرينا.
منصة داعمة للفرص التجارية والابتكار
وقد شكّل معرض الطاقة الشمسية الذي اقيم مؤخرا في ابو ظبي على هامش القمة العالمية لطاقة المستقبل، منصة داعمة للفرص التجارية والابتكار في سوق الطاقة الشمسية بالمنطقة. وشارك في هذا الحدث المتخصص أكثر من 150 عارضاً من الشركات العاملة في حقل الطاقة الشمسية، وشهد تفاعلهم مع مبتكرين ومطوري مشاريع ومشترين مهتمين بتجربة أحدث الابتكارات والتعرف على أحدث التوجهات في هذا المجال، إلى جانب التواصل مع خبراء الطاقة الشمسية في جلسات مؤتمر القمة العالمية لطاقة المستقبل.
تغطي تكاليفها بعد أربع سنوات
وقال الدكتور رائد بكيرات، مدير الأبحاث في جمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية ونائب الرئيس لتطوير الأعمال لمنطقة الشرق الأوسط في شبكة "فيرست سولار"، إن نظم توليد الطاقة الشمسية فوق أسطح المباني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "كانت سوقاً بيئية شديدة التخصص لكنها استطاعت أن تنمو وتحدث تغييراً في قواعد اللعبة نظراً لما تنطوي عليه من إمكانيات كبيرة للمنازل والمكاتب والمشاريع العملاقة، حتى أنها يمكن أن تغطي تكاليفها بعد أربع سنوات فقط".
وأضاف: "ومع ذلك، ينبغي على الجهات المعنية التعاون ومضافرة الجهود لتوسيع نطاق انتشار نظم توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية فوق أسطح المباني، إذ يجب على مُلاك العقارات إدراك أهمية هذه النظم ومفهومها، ويتعين على الحكومات أن تقدّم الأنظمة التشريعية اللازمة والحوافز لدعم الملاك، فيما ينبغي على البنوك أن تكون قادرة على إيجاد طرق مبتكرة لتمويل هذه النظم".
تطوير الحلول المستدامة
يشكّل أسبوع أبوظبي للاستدامة محفلاً دولياً رفيع المستوى يعمل على توحيد قادة الفكر وصانعي القرار والمستثمرين، لمواجهة التحديات المتعلقة بالطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. يروّج هذا الحدث المرموق لتبادل الأفكار ويحثّ على تسريع العمل لتطوير الحلول المستدامة اللازمة لدعم النمو الاقتصادي والسكاني السريع، في ظلّ التوقعات بوصول عدد سكان العالم إلى تسعة مليارات نسمة بحلول العام 2050. يُعتبر أسبوع أبوظبي للاستدامة مبادرة انبثقت عن حكومة أبوظبي، وهو أكبر تجمع بشأن الاستدامة في منطقة الشرق الأوسط، ومنتدى مهمّ لتحفيز الحوار والعمل على الصعيد العالمي. كما تعتبر القمة العالمية لطاقة المستقبل واحدة من أكبر الفعاليات في المنطقة، المخصصة للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والتكنولوجيا النظيفة. تعقد سنوياً في مركز أبوظبي الوطني للمعارض ويستضيفها معهد مصدر. وشهد معرض ومؤتمر القمة العالمية لطاقة المستقبل 2015 مشاركة 650 شركة من 40 دولة حول العالم، واستقبل أكثر من 32 ألف زائراً من 170 دولة.
------------------
بالارقام :
35 بليون دولار سنوياً استثمارات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الطاقة المتجددة
10 بليون دولار الفرص التجارية في قطاع الطاقة المتجددة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا