مسقط –
رأى الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية معالي يوسف بن علوي، أن المشكلة في المنطقة العربية أن الجميع لا يزال يرى الأمور بمنظـــور الماضي على الرغم من حالة «الهـــياج» التي تمــــر بها المنطقة، بحسب ما قال في حوارٍ مع صحيفة «الأخبار» المصرية.
وحول ما أثير بشأن «إعلان الوحدة الخليجية» في قمة المنامة الأخيرة، قال إن «الإعلام هو من خلق وتحدث عن الوحدة الخليجيــة وليـــــس القمة»، موضحـــاً أن الوحدة مســألة يحبهــــــــا وكـــل المــــــواطنين يحــــبونهــــا، لكن «لابد أن يكون لها هدف وليس مجرد واقع أو بسبب أن العرب في الماضي كانوا موحدين، ونحن ليس لدينا مانع في الاتحاد أو أي شيء، ولكن نحن في عمان لدينا أسباب كثيرة مثل أننا في عمان منذ ألفي سنة، لا نريد أن نذهب إلى مكان وبالنسبة لنا في دول مجلس التعاون الخليجي مفهوم الاتحاد مختلف عن مفهوم الآخرين، وهذا الجيل سواء مجلس التعاون أو في البلاد العـــربيــــة ليــــس مؤهلاً للاتحاد ولكن سيأتي وقت سيكون هناك عرب مؤهلون سيصلون بمصالحهم، لأن كل واحد منا لديه نظرته الوطنية».
وشدد معاليه على أننا في «العالم العربي بعيدون عن قبول الحقيقة وهي أن عواطفنا تتحكم في عقولنا أمام الحقيقة المطلقة، ونريد أن نكون موحدين ولكننا لا نريد أن نضحي من أجل ذلك، ولسنا مؤهلين لأننا لم نستكمل البناء الوطني، التاريخ نفسه يذكر أن الوحدة دائماً ما تكون عن طريق تضحيات كبيرة»، موضحاً حول العلاقات مع إيران، إلى أن لها جوار حقيقي «لابد من الاعتراف به».
وحول رأيه أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت ترفع يدها عن الخليج، وما يثار من مخاوف من الإدارة الجديدة، قال: نحن العرب في عقولنا نقيس الأمور على ما نعتقد وليس على الواقع، الدول الكبرى مصالحها في كل العالم، وبالتالي فإن الناس عرفت أن العالم محكوم بالقوة ولكن بطريقة قانونية، ولم يعد هناك من يتصرف بمفرده.
وأضاف: ونحن لسنا متخوفين، ومن أي شيء نتخوف؟، ليست أول إدارة أمريكية يقال إنها غير مناسبة، ولكن ربمـــا تكون مناســــبة، واللغة الجديدة من واشنطن بغض النظر عن لهجتها قد يقبلها البعض وقد يرفضها الآخر.
وأوضح معاليه في الحوار أن رؤية السلطنة للتعرف على الإدارة الأمريكية الجديدة تنطلق من أن كل دولة لها وجهة نظر وليس بالضرورة أن تتطابق وجهات نظر كل الدول، أمريكا دولة عظمى وبالتالي مصالحها واسعة جداً مع كل الدول، والعالم العربي كله مربوط بالدولار، وحتى عمليات التحويل التي تتم بين الأشخاص في العالم تتم عن طريق عملة الولايات المتحدة.
وبشأن الأزمة السورية قال: إن إبليس هو الذي حول الصراع في سوريا من الناحية السياسية إلى الطائفية عن طريق استغلال ضعف النفوس الذي زين بعض الأشياء في العقول على أنها طيبة، ودخلت كل الأطراف في مسار لا تعرف كيف تخرج منه.
وحول استضافة السلطنة لأعضاء اللجنة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي في صلالة، قال معاليه إن «الأطراف الليبية طلبت توفير المكان المناسب وهم لديهم الإرادة لتحقيق ذلك ولكننا لم نتدخل في شؤونهم، وكل ما قمنا به هو توفير المكان، والصراع الليبي الآن أصبح باطنياً وغير ظاهر عن طريق مذاهب وقبائل، ولكن سيأتي الوقت الذي يشعرون فيه بالتعب ويبدأون في البحث عن الحل»، موضحاً أنه «ما دام الجميع يشعر بقوته وأنه قادر على الفوز أمام الخصم ستظل الصراعات قائمة وعند الشعور بالتعب يبدأ البحث عن الهدوء وهذه سنة الحياة».
وعن تعدد مظاهر الإرهاب في العالم، قال: نحن بشر وهؤلاء الناس الذين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش، صورت لهم الحياة بطريقة معينة بأن مصلحتهم في الآخرة والجنة وما فيها، وإلى درجة أنهم اقنعوهم بأن اللحظة التي يدخل فيها النعيم عندما يفجر نفسه.. الناس في الهند مثلا وصلوا لدرجة كبيرة من التطور والعلم ورغم ذلك يعبدون البقر، بالتالي هذا ليـــس شيئاً غريبــاً لأن هناك فراغــاً بالمعنى البشري.