من تهديدات أوباما لـ «حـفــاوة» ترامب «جوانتانامو»

الحدث الأحد ٢٥/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:١٠ ص
من تهديدات أوباما لـ «حـفــاوة» ترامب

«جوانتانامو»

مسقط – محمد البيباني

أشهر سجون 11 سبتمبر، ومسرح للخروج عن جميع مواثيق حقوق الإنسان وارتكاب ألوان التعذيب وفنون الرعب في حق المتعلقين.

وجوده خارج الحدود الأمريكية، وعدم خضوعه للدستور الأمريكي أمر يؤكد سمعته السيئة التي اكتسبها على مدار السنوات الفائتة.
أغلب من تواجدوا في هذا السجن لم تُقدّم لهم تهم واضحة ولم يتم إثبات أي نوع من الجرائم في حقهم.
إنه سجن جوانتانامو، الذي اعترفت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن أنه سجن ما أطلقت عليهم «الأشرار»، الذين لا يجب معاملتهم وفق المعايير الحقوقية.
«كان لأسوأ السيئين»، هكذا قال الرئيس الأمريكي السابق عن معتقل جوانتانامو الشهير.
في 11 يناير 2002 وصل أول المعتقلين من باكستان وأفغانستان لجوانتانامو، بعد تحويل القاعدة العسكرية إلى سجن ومقر للمحاكمات الاستثنائية.
يقع السجن أقصى جنوب شرق كوبا ويبعد 90 ميلاً عن ولاية فلوريدا، حيث قامت الولايات المتحدة بتأجير قاعدة جوانتانامو في العام 1903 مقابل 2000 دولار سنوياً في عهد الرئيس ثيودور روزفلت، وكان ذلك امتناناً من الرئيس الكوبي على المساعدة التي قدمها الأمريكان لتحرير كوبا.

تعهدات أوباما

وقّع الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة مشروع قانون السياسة الدفاعية السنوية بقيمة 618.7 بليون دولار لكنه أثار اعتراضات على بعض مواد التشريع بما في ذلك مواصلة سياسات منع إغلاق السجن الحربي الأمريكي بخليج جوانتانامو في كوبا.
وتعهّد أوباما أثناء حملته الانتخابية في 2008 بإغلاق سجن جوانتانامو، لكن جهوده واجهت معارضة الجمهوريين في الكونجرس. وبدلاً من ذلك عمل الرئيس الديمقراطي على تقليل عدد نزلاء السجن من خلال نقلهم إلى دول أخرى.

تقليص النزلاء

وفي الآونة الأخيرة قالت الإدارة للكونجرس إنها بصدد نقل ما يصل إلى 18 سجيناً إضافياً من 59 سجيناً متبقين في جوانتانامو قبل أن يترك أوباما منصبه الشهر المقبل.
وقال أوباما في بيان «خلال إدارتي تولينا مسؤولية نقل أكثر من 175 معتقلاً من جوانتانامو... ستستمر جهودنا لنقل معتقلين آخرين حتى آخر يوم لي في المنصب».
وقال مصدر مطلع إن حكومة أوباما أخطرت الكونجرس بنيتها إرسال المعتقلين- الذين يشكلون نحو ثلث الباقين بالقاعدة البحرية الأمريكية البالغ عددهم 59- إلى أربع دول على الأقل قبل أن يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترامب اليمين في 20 من يناير.
يأتي الإخطار قبل مهلة أخيرة تنتهي هذا الأسبوع تلزم أوباما قانوناً بتنبيه الكونجرس قبل 30 يوماً من نقل سجناء من جوانتانامو. وستكون عملية النقل هذه الأخيرة ضمن سلسلة جرت في الفترة الفائتة وتهدف لترك أقل عدد ممكن من السجناء للحكومة المقبلة.
لكن خطة النقل- التي نشرت أول مرة في صحيفة نيويورك تايمز- تشير أيضاً إلى أنه برغم تعهد أوباما الذي يعود إلى حملته لانتخابات الرئاسة في 2008 بإغلاق المنشأة بات من شبه المؤكد إحالة الأمر إلى ترامب الذي تعهّد بإبقائها مفتوحة.
وأوضح مسؤولون بإدارة أوباما أنه لا نية لديه للجوء إلى خيار ينطوي على مخاطر قانونية باستخدام إجراء تنفيذي لإغلاق السجن قبل انتهاء ولايته.
غير أن منتقدي جوانتانامو لا يزال يحدوهم الأمل.

ترامب له رأي آخر

خلال حملته الانتخابية قال الرئيس المنتخب دونالد ترامب إنه سيبقي على سجن جوانتانامو مفتوحاً وتعهّد «بتعبئته ببعض الأشرار».
ولم يلتفت أحد من المراقبين والمتابعين لجنازة المناضل الكوبي «فيدل كاسترو»، صاحب المحاولة اليتيمة لتحرير قاعدة جوانتانامو العسكرية من الأمريكان عام 1968م – أن المقبرة التي دُفن فيها في الرابع من شهر ديسمبر الواقعة في مدينة سانيتا جودي كوبا، والتي أطلق منها «كاسترو»، ثورته عام 1953م، تقع بالقرب من خليج جوانتانامو، الذي يستضيف القاعدة العسكرية الأمريكية، وعجز كاسترو الصغير والكبير من تحريرها من الاحتلال الأمريكي، وتحتل أمريكا الأرض المقام عليها القاعدة منذ أكثر من قرن من الزمان، وشُيّد عليها معتقل سيئ الصيت عقب اعتداءات 11 سبتمبر، وترفض إغلاقه رغم تعهّد الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما بنقيض ذلك، إذ عرقل الجمهوريون مساعيه في هذا الصدد، بسبب سيطرتهم على الكونجرس.

أعداد النزلاء

بلغ عدد النزلاء بسجن جوانتانامو في بداية حكم أوباما مطلع العام 2009م نحو 242 معتقلاً، والآن تضاءل العدد حتى بلغ 59 معتقلاً محتجزين بلا اتهام أو محاكمة.
بلغ عدد نزلاء السجن 780 نزيلاً في عهد جورج بوش الابن، ويتوقع أن يملأه ترامب بالموقوفين خلال الحرب الأمريكية على «داعش» في العراق وسوريا.
المفارقة أن الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، الذي اختاره ترامب مؤخراً، وزير الدفاع، ومن ثم سيخضع السجن لسلطته، كان إبان الفترة الرئاسية الأولى لأوباما قائداً للقيادة المركزية في الجيش الأمريكي، المسؤولة عن أمن الشرق الأوسط، وشارك في الحرب على العراق وأفغانستان، وكثير من الأسرى في سجون العراق الذين تم توقيفهم من ساحات القتال، والذين يتوقع انضمامهم إلى «داعش» عقب إطلاق سراحهم، والذين يسببون صداعاً في الرأس الأمريكية حالياً كان هو أحد أسباب إلقاء القبض عليهم، ولو بشكل غير مباشر، وربما كانت معرفة الجنرال المتقاعد بشؤون الشرق الأوسط والتنظيمات الإرهابية سبب اختيار ترامب له ليرأس البنتاجون.