3 سيناريوهات محتملة للحرب ما بعد حلب

الحدث الأحد ٢٥/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص

مسقط –
تعيد مراكز الدراسات رسم خريطة الحرب وفق المعطيات الراهنة، رغمَ أن المعركة في حلب حسمت في ريفها الشرقي، فإن الريف الشمالي ما زال مشتعلاً، في حرب الجيش التركي، والمعارضة السورية، ضد تنظيم داعش، في مدينة الباب.

وفي ضوء ما يشهده الميدان من تطورات متسارعة، كان السؤال حول ما بعد حلب، يلحُ على مراكز الدراسات، إذ قدرت أن هنالك ثلاثة واجهات يمكن أن يخوض خلالها الجيش السوري الحرب، إدلب، وهي المدينة الأكثر ترجيحا أن تشهد حرب مواجهة، والرقة، ودير الزور.
مركز دراسات روسيا والعالم «كاتيخون»، يرجح أن «يسعى الجيش السوري للتوسع إلى شرق مدينة حلب». فحدود الجماعات المسلحة على بعد مئات الأمتار فحسب من الأحياء المجاورة. والقوات السورية أنشأت خطوط دفاع قوية حول حلب، لكنها غير محصّنة ضد حملة قد يشنّها مقاتلو «جبهة النصرة». وإدلب هي معقل هذا التنظيم الذي كسر مؤقتاً الحصار في أغسطس الفائت على حلب، ثم هدد المناطق الموالية هناك في أكتوبر الفائت».
لكن رغم ذلك، يرى مركز «كاتيخون»، في تحليل اطلعت عليه «الشبيبة»، أن التقدم نحو إدلب يبدو أنه «يتصدر أولويات القوات السورية. فهذه المحافظة هي البؤرة الأكبر لتجمع الجماعات المسلحة»، مستنداً في ذلك إلى إحصائية لـ»معهد دراسات الحرب» إذ أن أكثر من 50 ألف مقاتل يتجمعون فيها تحت لواء «جيش الفتح».
و»تقدُّم القوات السورية نحو الشرق يساهم في حماية حماة من جماعات المسلحين القابعة على بعد عشرات الكيلومترات فحسب الى شمال المدينة. وقد تسعى القوات السورية في المناطق الساحلية الى استعادة مدينة جسر الشغور، التي خسرتها وإدلب في ربيع 2015. وجسر الشغور هي مركز حيوي لحماية المدن الساحلية والقواعد العسكرية الروسية على الساحل»، بحسب «كاتيخون».
ويضع مركز الدراسات الروسي سيناريو آخر بعد حلب، وهو «شن القوات السورية حملة على وادي الفرات تفتتح باستعادة أراض واقعة بين قاعدة كويرس وبحيرة الأسد. وإلى قطع الطريق أمام تقدّم المعارضة المسلحة المؤيدة لتركيا، يبدو أن الأسد وحلفاءه ينوون انتزاع الرقة من داعش»، مشيرا إلى أن «انتزاعها يقتضي السيطرة على سد الثورة على نهر الفرات. والسد هذا يمد الرقة وحلب ودير الزور بالطاقة، ويروي ثلاثة أرباع الأراضي الزراعية في محافظة الرقة. ومن يتحكّم بالمياه، يحكم هذه المنطقة. وهذا ما أدركه حافظ الأسد حين بادر الى تشييد السد في نهاية الستينات، في موازاة سد أسوان على النيل».
معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط يقدر أن وجهة الجيش السوري المحتملة بعد إكمال السيطرة على حلب، تتضمن إحدى 3 مسارات، وهي إدلب أو الرقة أو دير الزور، بحسب تقرير مفصل، اطلعت عليه «الشبيبة».
ورأى واضع التقرير مدير الأبحاث في «جامعة ليون 2»، والزميل الزائر في معهد واشنطن فابريس بالونش أن الجيش السوري يحتاج إلى أيام معدودة للقضاء على الجيوب الأخيرة للمعارضة المسلحة في حلب، مشيرا إلى أن سقوط المدينة بات وشيكا، وأن هذا الانتصار ضربة قاضية للمعارضة، بخاصة من ناحية أنه يحرمها من الادعاء بأنها بديل سياسي وعسكري للنظام.
ولفت بالونش إلى أن نتيجة معركة حلب «ستقوي الجيش وحلفائه من خلال إطلاق العنان لأعداد كبيرة من الجنود والمدفعية والقدرات الجوية الروسية، بهدف شنّ الهجوم التالي وتوفير حماية أفضل لمناطق النظام القائمة على حد سواء».
وقال التقرير الأمريكي إن الجيش السوري بعد سيطرته على حلب، سيسعى إلى توسيع رقعة الأراضي الخاضعة له بالتمدد باتجاه غرب المدينة، حيث توجد خطوط أمامية للمقاتلين. وكشف صاحب التقرير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي وقعا معاهدة عدم اعتداء أثناء اجتماعهما في سان بطرسبوج في أغسطس الفائت، مفسرا ما جرى لاحقا بأنه تنفيذ لهذا الاتفاق، وتمثل ذلك في انفصال «المقاتلين الموالين لتركيا عن «جبهة فتح الشام»، وسهلوا بذلك تطويق شرق حلب. وفي الوقت نفسه، احتل المقاتلون أنفسهم أراض بين أعزاز وجرابلس في وقت سابق من هذا العام بدعم من الجيش التركي. ومن ثم، ما أن تم ضمان انتصار الجيش السوري في حلب، نفذت تركيا هجوماً مباشراً استهدف الباب».