الأكاديمي عبدالرحمن صوفي لـ«الشبيبة»: سوق العمل بالسلطنة بحاجة لتخصص علم الاجتماع

مسقط – عزان الحوسني

أكد أستاذ علم الاجتماع والعمل الاجتماعي في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس أ.د.عبد الرحمن صوفي عثمان أهمية تخصص علم الاجتماع في السلطنة، قائلاً إن علم الاجتماع من العلوم الاجتماعية والإنسانية المهمة، وتتبلور أهميته في كونه يعنى بالفكر الاجتماعي من حيث الرؤى، والتعاليم، ووجهات النظر حول العلاقات المطلوبة بين الناس، وحول العمل والأخلاق والقيم والنظام الاجتماعي.

وأضاف أن ذلك يمكن أن يندرج في التصورات الفلسفية من ناحية اهتمامها بالأساس العميق والجوهري للظاهرة الاجتماعية، والاجتماع البشري ومظاهره المتنوعة وتساؤلاتها عن حركة المجتمع وظواهره وتطوره، وعن طبيعة الاجتماع البشري، وما يترتب على ذلك من علاقات وتفاعلات وحوارات وقضايا تهم المجتمع في كافة المجالات.

وأكد د.عبد الرحمن احتياج سوق العمل في السلطنة لهذا التخصص لأنه يركز اهتمامه على أحوال المجتمع من موضوعات ومشكلات وقضايا اجتماعية واقتصادية، علاوة على ذلك فإن قضية التنمية والنهضة التي هي شاغل المجتمع في الوقت الحالي إنما هي من أولويات هذا العلم والدليل على ذلك اهتمام قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بعقد مؤتمره الدولي الثاني، والذي ناقش قضايا الفكر الاجتماعي والتنمية المستدامة في المجتمعات العربية بشكل عام والمجتمع العماني بشكل خاص، حيث ركزت الأوراق العلمية والأبحاث التي عرضت في المؤتمر على هذه القضايا المهمة والتي تمثل بؤرة اهتمام علم الاجتماع.

وعن المخرجات في علم الاجتماع والعمل الاجتماعي في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس وتقييم الخريجين يقول د.عبد الرحمن: يسعى قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي أن يخرج سنوياً أكثر من 70 طالباً وطالبة يعملون كباحثين اجتماعيين في مختلف الهيئات الحكومية والوزارات المعنية والمؤسسات الاجتماعية المختلفة، ويؤدون دورهم على أكمل وجه نتيجة إعدادهم الجيد الذي يقوم به القسم، وقد قام القسم بإجراء العديد من الدراسات والبحوث العلمية من خلال أعضاء الهيئة الأكاديمية بالقسم أو حتى على مستوى رسائل الماجستير لتقييم مخرجات القسم وكانت النتائج ايجابية في أداء المخرجات لأدوارهم بالصورة المرجوة.

من جانبه، قال الأستاذ المساعد بجامعة السلطان قابوس د.محمد عبد العزيز نجاحي عن تخصص علم الاجتماع وأهميته بالسلطنة: إن هذا العلم يكتسب أهمية استثنائية في الحياة اليومية للشعوب، فهو مجال واسع يغطي مناحي التفاعل الاجتماعي بضروبه المختلفة كالتعاون والتنافس وغيرهما، كما أنه لازمة من لوازم التنمية لأنه بمنهجيته التطبيقية يسبر أغوار المجتمع من الداخل ومن الخارج فيحلل الظواهر الاجتماعية تحليلاً موضوعياً يقود إلى الحلول والمقترحات، فهو علم تطبيقي كالطبيب المختص «يحلل الداء ويقدم الدواء».

عن حاجة سوق العمل في السلطنة لهذا التخصص، أوضح نجاحي: إن حاجة المجتمع لعلم الاجتماع حاجة ملحة في كل مجالات سوق العمل، إذ إن كل اختصاص دقيق في علم الاجتماع يتناول مجالاً بعينه في كافة المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، ومجمل هذه الاختصاصات تكون تحليلاً وتفسيراً يوسع أفق تصور كل فاعل في سوق العمل الواسع بالسلطنة، ومع التقدم المشهود في البلد نحتاج لهذا التخصص لأنه من العلوم المفيدة للمجتمعات ونهضتها.