الانتخابات البلدية .. والواجب الوطني

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢١/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
الانتخابات البلدية .. والواجب الوطني

عيسى المسعودي

تسير السلطنة بخطوات ثابتة نحو ترسيخ مبدأ المشاركة المجتمعية في تعزيز التنمية الشاملة في البلاد، وذلك من خلال فتح القنوات والأبواب أمام المواطن لكي يساهم برأيه وبأفكاره في مختلف الأمور والقضايا التي تهم مجتمعه، وبالتالي يقول كلمته بكل ثقة وبشفافية تامة ويشارك المؤسسات الحكومية في هذا الواجب الوطني الذي بلا شك يحقق المشاركة المجتمعية والتي أرسى دعائمها منذ بزوغ النهضة العمانية قائد البلاد المفدى، حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ولقد حققت السلطنة إنجازات وخطوات إيجابية ومتقدمة نشهد تفاصيلها يومياً سواء على مستوى مجلس الشورى -والذي تشهد المشاركة المجتمعية فيه حضوراً وإقبالا كبيراً ومنافسة قوية من قبل المواطنين- أو من خلال المشاركة في المجالس البلدية والتي شكلت مفاجأة كبرى في الدورة الأولى من خلال التنافس الكبير واهتمام وحرص المواطن على المشاركة في إنجاح هذه التجربة الديمقراطية الجديدة، حيث أثبت المواطن العماني طوال السنوات الفائتة -رغم اختلاف الآراء والأفكار أحياناً- أنه مواطن مثالي ولدية الوعي الكافي في أهمية المشاركة الإيجابية في كل ما من شأنه المساهمة في إنجاح الأحداث الوطنية والتي من بينها انتخابات المجالس البلدية التي تساهم في تعزيز مشاركة المواطن ودوره في العمل المؤسسي وإيجاد قناة جديدة ومهمة لإيصال صوت ورأي المواطن في كافة المشاريع والأعمال التي تنوى المؤسسات الحكومية تنفيذها في مختلف القطاعات والمجالات، وكذلك معرفة الخطط الحالية والمستقبلية وطرح احتياجات الولايات وأولوياتها من هذه المشاريع أمام المسؤولين وأصحاب القرار، فهذه من الأمور المهمة والميدانية التي يشعر بها المواطن بشكل مباشر كل حسب ولايته.
تأتي انتخابات المجالس البلدية للفترة الثانية بعد النجاح الكبير الذي حققته الفترة الأولى من عمر المجالس والتي شهدت التعريف باختصاصات المجالس البلدية وطريقة عملها والدور الذي يجب أن تلعبه وتقوم به في التنمية الشاملة، ورغم أن الفترة الأولى كانت جديدة بالسلطنة إلا أن المواطن كان حريصاً من الدورة الأولى على المشاركة وإنجاح هذه المجالس واليوم ونحن على أعتاب انتخابات الفترة الثانية نجد المواطن أكثر وعياً وإدراكا بأهمية هذه المجالس خاصة وان الفترة الأولى من عمل هذه المجالس شهدت تحقيق خطوات إيجابية تمثلت في إشراك المواطن وإبداء رأيه وأفكاره في المشاريع التي تنوى الحكومة تنفيذها في كل ولاية من خلال عضوية المجالس البلدية، حيث لعب عضو المجلس البلدي دوراً بارزاً في إيصال صوت المواطن لأصحاب القرار في المؤسسات الحكومية، فقد تم تنفيذ العديد من المشاريع التنموية بناء على مقترحات وتوصيات هذه المجالس البلدية، إضافة إلى تعزيز دور العضو كحلقة وصل بين إخوانه المواطنين في قرى ومدن الولاية والمسؤولين في مختلف القطاعات الخدمية، فالمجالس البلدية نجحت في تنظيم عمل العديد من اللجان البلدية التي كانت موجودة في السابق بحيث تقوم هذه المجالس حاليا بدور أكبر وخاصة في المجال الميداني المتعلق بتنفيذ المشاريع الخدمية والتنموية، لذلك فإن الفترة الثانية من انتخابات المجلس البلدية ستشهد تنافساً كبيراً بين المرشحين وذلك بعد زيادة الوعي بدور هذه المجالس وهذا كان واضحاً من خلال القوائم التي تم اعتمادها، فهناك ولايات أعطت مؤشرات كبيرة في نسبة المرشحين وهذا دليل ومؤشر إيجابي أننا أمام انتخابات بلدية قوية، كما أن المرشحين بدؤوا قبل فترة كافية في التعريف بأنفسهم أمام المجتمع وبطرح رؤيتهم المستقبلية في المشاركة خلال الفترة الثانية وهذه خطوات مهمة تعزز من نجاح الانتخابات القادمة، كذلك ما يجعلنا متفائلين بدور أكبر ومميز لهذه المجالس البلدية خلال الفترة الثانية هو دخول مرشحين جدد وتمازج رائع بين الشباب والخبرة ودخول أصحاب الشهادات العلمية وغيرهم من الشخصيات التي تؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح بترسيخ مبدأ المشاركة المجتمعية الإيجابية وجعل هذه المجالس أكثر فاعلية في تحقيق المزيد من الإنجازات خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى النقطة الأهم وهي مشاركة المواطنين والإدلاء بأصواتهم في مراكز الانتخابات المنتشرة في كافة ولايات السلطنة لاختيار المرشحين الأنسب لتمثيل المواطنين في عضوية المجالس البلدية.
إن ما تقوم به وزارة الداخلية من دور كبير في التنظيم والإعداد لهذا الحدث الوطني يجعلنا نفتخر بهذا الدور، فقد وصلت السلطنة لمرحلة متقدمة في هذا المجال بحيث تحولنا اليوم من مفهوم التجربة لكي نصبح نموذجاً يحتذى به في تنظيم مثل هذه الانتخابات، وذلك من خلال الاستعداد الجيد واستخدام أحدث التقنيات والأنظمة المتقدمة، والأهم من ذلك الشفافية والتنظيم الذي يضمن انتخابات عادلة، كما علينا التقدم بالشكر لوسائل الإعلام المختلفة على دورها البارز في تسليط الضوء على الانتخابات البلدية والتعريف بها من خلال البرامج التلفزيونية والإذاعية والاستطلاعات والتحقيقات الصحفية والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل، فالجميع يجتهد ويشارك في إنجاح هذا الحدث الوطني؛ لذلك ولتكملة هذا النجاح فإن المشاركة في انتخابات المجالس البلدية واجب وطني من حق كل مواطن ومواطنة، وعلينا عدم التفريط في هذا الحق وخاصة المشاركة الشبابية فهي ضرورية ومهمة بحيث نكون على الموعد يوم الانتخابات بالمشاركة والحضور إلى مركز الانتخابات واختيار المرشحين ذوي الكفاءة والمعرفة من أجل غد مشرق، فهذا حق من حقوقنا يكفله القانون، وأن نكون -كالعادة- إيجابيين ومشاركين في هذا العرس الوطني العماني الذي سيتزين بالمشاركة المجتمعية يوم الانتخابات لكي يبرهن العماني من جديد على دوره الحضاري وتقدمه في إنجاح مثل هذه الأحداث المهمة ورسم لوحة وطنية تؤكد تقدم السلطنة بخطوات ثابتة نحو الديمقراطية والعمل المؤسسي المنظم.
Ias1919@hotmail.com