أنديتنـا بيـن مطرقـة الحضـور «الخجـول» وإثبات الجدارة وسندان ترشيد الإنفاق

الجماهير الثلاثاء ٠٢/فبراير/٢٠١٦ ١٨:٥٢ م
أنديتنـا بيـن مطرقـة الحضـور «الخجـول» وإثبات الجدارة وسندان ترشيد الإنفاق

مسقط – حنان العمدوني

يستعد كل من نادي العروبة بطل الدوري الموسم الفائت ووصيفه نادي فنجاء لتمثيل السلطنة في منافسات تصفيات كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ولكن هل ستكون هذه المشاركة مختلفة أم كغيرها من المشاركات السابقة التي تكتفي فيها أنديتنا بالحضور بعيدا عن المنافسة حتى على المراكز المتقدمة ؟ علما أن نادي عُمان هو من حقق أفضل نتيجة في مشاركات أنديتنا بالبطولات الآسيوية حتى الآن.

ففي ظل هذه الظروف المحيطة بالأندية لن نتوقع جلب الألقاب من المشاركات الخارجية ..ولكن كانت الظروف عادية في المواسم الفائتة ولم تتمكن أنديتنا من تحقيق النتائج الجيدة فإن هذا العام الظروف تبدو أصعب نوعا ما خاصة بعد توجه الأندية إلى ترشيد الإنفاق مما أدى إلى ضغط جدول مباريات دوري عمانتل للمحترفين ما ينجر عنه عادة الإرهاق وضعف المستوى الفني للفرق، ناهيك أن هذه الفرق التي تستعد للمشاركة خارجيا في كأس الاتحاد الآسيوي بدورها تشارك محليا في أكثر من مسابقة.

عن هذا الموضوع تحدثنا إلى ممثلي الأندية المشاركة والمحللين في هذا الاستطلاع خاصة و ان غمار المنافسة الآسيوية سينطلق هذا الشهر.

سيف السمري: العوائق الأساسية

سيف السمري رئيس نادي فنجاء يقول: المشكلة الأساسية التي تنعكس سلبا على مشاركاتنا الخارجية تنطلق من جدول المسابقات المحلية من الاتحاد وهذه المشكلة نعاني منها منذ سنوات وخاطبنا الاتحاد لكن يأتي الرد أن هذا نظام الاتحاد الدولي وهو أن يلعب الفريق مبارياته بين 3 إلى 4 أيام وتختلف المدة بحسب مكان المباراة إن كان على ميدانك أو خارج ميدانك، كما أن هذا الموسم ومع ضغط جدول مباريات الدوري أصبح الجدول أكثر تأثيرا خاصة للفرق التي تشارك خارجيا ونحن لدينا بطولات كثيرة في كأس مازدا وكأس صاحب الجلالة بالإضافة إلى الدوري وكأس الاتحاد الآسيوي كما أن 7 لاعبين من النادي في المنتخب الأول وهذا يؤثر كثيرا على المستوى الفني للفرق وحتى السفر إلى صلالة يسبب ضغوطات من ناحية الإرهاق واللياقة وهذا ليس جديدا ولكننا لم نتعلم ولم نعتبر منه ورغم محاولات الاتحاد ليس هناك حلول.

وأضاف السمري: لمشكلة الثانية هي الأمور المالية حيث أن الوزارة تسند 45 ألف ريال عماني كدعم للأندية التي تشارك خارجيا وهذا لا يكفي لجلب لاعب أجنبي على مستوى عالٍ للتعاقد معه قبل المشاركات الخارجية أو انك تنظم معسكرات خارجية فهذا المبلغ لا يكفي في ظل هذه الأعباء المالية وحتى الاتحاد كان يدعم الأندية ولكن توقف الدعم منذ ثلاث مواسم تقريبا وهذه تعتبر عراقيل وحتى إذا قارنا أنفسنا بالأندية في الدول المجاورة فنحن بعيدين كل البعد فلو يتم دعمنا بـ30 % فقط من الدعم الذي تتلقاه الأندية في هذه الدول فسنتمكن من المنافسة.
واقترح السمري فكرة لدعم الأندية حيث قال : المشاركات الخارجية قد تقتصر على 4 أندية كأقصى تقدير فلماذا لا تتقدم وزارة الشؤون الرياضية بمبادرة لدعم الأندية من خلال القطاع الخاص أو الوزارت ومثال وزارة التجارة والصناعة التي أرى أنها قادرة على دعم الأندية خارجيا كما أن الشركات بإمكانها تبني الفرق وإذا أخذنا هذه الفكرة بعين الاعتبار سنحقق فارقا كبيرا ونتمنى من الجهات المعنية الضغط على القطاع الخاص والوزارات فالأندية المشاركة خارجيا ستشارك باسم السلطنة.

محمد المديلوي: تجاوز العراقيل

محمد بن ناصر المديلوي المشرف العام على فريق كرة القدم بنادي العروبة قال في هذا الشأن :» قلة الإمكانيات وقلة الدعم وضغط الجدول كلها عوامل مؤثرة تأثيرا سلبيا ولا ننسى كذلك طبيعة اللاعب العُماني فهو لاعب هاوي وليس محترف إلى حد الآن فكيف للاعب أن ينهي ارتباطه بالعمل في الثالثة ظهرا ثم يتمرن في الخامسة وهناك من يعمل في مسقط ويتدرب في صور وهذا عامل مؤثر سلبيا على مستوى اللياقة البدنية وبذلك على المستوى الفني وهناك فوارق فنية بينا وبين الدول المشاركة مثل العراق والأردن والأندية السورية فهم أفضل منا ولديهم خبرة طويلة منذ عشرات السنين في المشاركات الخارجية ولديهم احتكاك ولكن نحن في نادي العروبة لدينا الإمكانيات البدنية ورغم علمنا بالعوائق إلا أننا سنحاول تجاوز العراقيل ونقدم مستوى جيدا وستكون أول مباراة لنا في 24 فبراير الجاري مع الفريق الذي سيفوز من بين نادي الوحدة السوري وبالكان التركماني.

فراغ بين الأندية والاتحاد

طلال العامري المحلل الرياضي قال: المشاركات ستستمر بنفس المستوى فالظروف لم تتغير من ناحية الدعم مثلا فالأندية التي تشارك تشارك بدعم بسيط من وزارة الشؤون الرياضية ولكن هذه السنة الظروف الفنية ستكون أصعب كذلك غياب الأدوات التي تساعد الأندية على المشاركات سواء الداخلية أو الخارجية وخاصة ظروف اللاعبين والقصد التفريغ كما أن غياب أدوات الاستشفاء فاللاعب يذهب إلى وظيفته مباشرة بعد المباراة وليس هناك وقت للاستشفاء وهذا يؤدي إلى عامل الإرهاق الذي لا يخدم الفرق وخاصة منها المشاركة في استحقاقات خارجية حتى في مقر الإقامة لن يكون مرتاحاً من ناحية التغذية السليمة والراحة النفسية كما أن نادي العروبة الآن لديه مشكله المدرب ولديه هدف عدم التفريط في الدوري كذلك في نفس الوقت يطمح للمنافسة في كأس الاتحاد الآسيوي ليستفيد منه أدارياً.

وأضاف: الأندية المشاركة خارجياً تستحق دعماً واهتماماً أكثر وكنا قد نادينا وطالبنا بهذا فالالتفاف حول هذه الأندية ضروري والدعم مطلوب ولكن ليس لدينا تخطيط سليم لهذه المشاركات وبذلك فهي تتراجع فنيا ولا تتمكن الأندية من تحقيق نتائج متقدمة ويجب هنا إعادة النظر في هذا الموضوع من كل الأطراف المتدخلة ولا احد ينكر أن على المستوى الفني فهو متذبذب كما أن الإعداد يكون غير صحيح ولا يبدأ في الوقت المناسب ولا ننسى كارثة تغيير المدربين التي تعصف بمستوى اللاعب على مستوى الاستقرار التكتيكي».

وختم العامري كلامه قائلا:»لدينا مشكلة كبيرة وسنوياً يغيب التقييم الصحيح بعد المشاركات وليس هناك لجان فنية لتقييم المشاركات وهناك فراغ كبير بين الأندية والاتحاد في المشاركات الخارجية وهنا هل يستطيع الاتحاد حل هذه المشاكل المرتبطة بهذه المشاركات بالتعاون مع وزارة الشؤون الرياضية؟ وسنوياً نطرح نفس الأسئلة لماذا تغيب النتائج خارجيا ولماذا تكتفي أنديتنا بالحضور فقط ولكن غياب الأدوات اللازمة للمعالجة يجعل المشاركات تظل على حالها ولا ننتظر منها شيء.

المؤشرات لا تبشر بخير

المحلل الرياضي محمد العاصمي بدوره كان له رأي مشابه لما طرح سابقا حيث قال: لا تعدو مشاركات أنديتنا الخارجية سوى تحصيل حاصل خلال السنوات الفائتة وهذا أمر طبيعي في ظل العوامل المحيطة بالمشاركات الخارجية مثل قلة الدعم المقدم للأندية وضعف إمكانيات الأندية المادية ومن الناحية الفنية يلعب الإرهاق الدور الأكبر في هذه المعادلة حيث تبرز هذه المشكلة بشكل كبير كون روزنامة دورينا غير ثابتة وتحدث بها العديد من التعديلات إلى جانب أن المشاركات الخارجية تتطلب نوعية جيدة من اللاعبين ففي كل عام نتحدث عن سلبيات المشاركات الخارجية وأخص هنا كأس الاتحاد الآسيوي حيث نجد أنديتنا تغادر من دور المجموعات في كل مرة ولا تستطيع الصمود أمام أندية تعتبر الصف الثاني والثالث في القارة كون هذه البطولة هي ليست البطولة الرئيسية وبالتالي لا تضم أندية النخبة في أسيا. ورغم الحديث المتكرر مـــن الأندية حول الصعوبات التي تواجهها في مشاركاتها الخارجية إلا أن الواقع لا يتغير ولذلك نشاهد نسخ كربونية من المشاركات في كل عام ونعود لنتحدث بنفس الطريقة والأسلوب ونناقش نفس المحاور التي أشبعت نقاش خلال السنوات الفائتة.

وأضاف: هذا العام يشارك فريقا العروبة وفنجاء خارجياً وهناك مؤشرات تنبئ بضعف المشاركة مرة أخرى وربما أهمها الحالة البدنية التي تعاني منها الفرق نتيجة ضغط الدوري وتقارب المباريات والإصابات كما أن فنجاء ما زال يصارع على جبهتين داخليتين هما الدوري والكأس وحتى العروبة المتصدر يمر بفترة ليست جيدة فبعد تعادلين خلال الجولات الماضية احتاج إلى نيران صديقة ليفوز على النصر وهذه المؤشرات لا تبشر بخير في المشاركات الخارجية القادمة لكن حتماً لا نجزم بذلك ولذلك يجب على الاتحاد العُماني لكرة القدم ومن قبل وزارة الشؤون الرياضية أن تحلل وتناقش المشاركات الخارجية فإن كانت ترغب باستمرار مشاركة أنديتنا عليها أن تقوم بما يسهل مهمة الأندية الوطنية من دعم مادي ولوجستي وتوفير عوامل النجاح التي تضمن التمثيل المشرف للسلطنة أو التوقف عن المشاركات التي لا تكبد الأندية إلا الخسائر وتساهم في إعطاء صورة غير مشرقة لكرة القدم العُمانية. وهذا أمر ليس بغائب عن المسؤولين في الوزارة أو الاتحاد ويجب الوقوف معه طويلاً».

أولى المواجهات

تنطلق رحلة ممثلي السلطنة في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي في 24 فبراير الجاري حيث سيلتقي نادي فنجاء بنادي الجيش السوري في حين يلتقي نادي العروبة الفريق الفائز في مباراة نادي الوحدة السوري بالكان التركماني التي ستقام في 9 فبراير. وجدير بالذكر أن نادي العروبة وبعد فسخ العقد بالتراضي مع المدرب الصربي ميلوفان يشرف عليه حاليا فاروق عبدالله مع المساعد مدرب اللياقة أليكس لحين انتهاء إدارة النادي من التفاوض مع المدرب الهولندي الجديد وللعلم فهذا هو التغيير الثالث بالجهاز الفني في نادي العروبة منذ انطلاق هذا الموسم.