مدنيو الموصل يتمسكون بالعودة

الحدث الثلاثاء ٢٠/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٦:٣٩ ص
مدنيو الموصل يتمسكون بالعودة

مسقط – محمد محمود البشتاوي

خلصت دراسة أعدها "المجلس النرويجي للاجئين"، إلى أن معظم العراقيين النازحين مؤخراً من الموصل والقرى المجاورة، متفائلين بالعودة إلى ديارهم في يوم من الأيام، متمسكين بهذا الأمل رغم هول المعارك، واستفحالها.
وبحسب بيان صحفي صادر عن المجلس، تلقت "الشبيبة" نسخة منه، فإن معظم النازحين أعلنوا عن "رغبتهم في البقاء في العراق حتى ولو تسنت لهم فرصة المغادرة، وأن احتياجاتهم الطارئة متوفرة في أغلبها في مخيمات النازحين، وأن عائلاتهم يمكن أن تتنعم بالراحة والأمان في العراق في المستقبل.
وكشف الاستبيان الذي أجري على 315 عراقياً في مخيمات النازحين خلال الأسابيع الثلاثة الفائتة أن 60% أعربوا عن رغبتهم بالعودة إلى منازلهم عندما تسمح الحالة بذلك، لا سيما أن لديهم منزل يعودون إليه – إلا أن استمرار المعارك قد يغير من هذا الواقع – بالإضافة إلى 7% إضافيين يرغبون بالعودة ولكن لا يملكون بيتاً يعودون إليه.
وعلى العكس من ذلك؛ أعرب 25% أن لديهم منزل ولكنهم لا يستطيعون العودة إليه. كذلك، أعلن 59% من العراقيين أنهم يفضلون البقاء في بلدهم بدل الانتقال للعيش في الاغتراب، بينما صرح 37% – وهو رقم عال نسبياً – أنهم يفضلون ترك العراق في حال سنحت الفرصة، في حين لم يحدد 4% من المستطلعين رأيهم.
ويقول مدير المجلس النرويجي للاجئين في العراق وولفجانج جريسمان: "نستنتج من هذه البيانات أن العراقيين يطالبون بخطة لعودة آمنة إلى ديارهم، وبوضع حد لدوامة العنف، وبآلية سياسية تمنحهم المستقبل الذي يستحقونه. وإن أملهم بمستقبل آمن في بلدهم بعد عقدين من النزاعات والعذاب هو شهادة مدهشة لصمودهم. لكن علينا أن ننتظر خطة تشاورية من إنتاج المجتمع الدولي تفصل كيفية دعم الحكومة العراقية للتأكد من تحقيق ذلك".
ويشير إلى أن الوقت "ما زال مبكراً من أجل عودة الناس إلى ديارها. تمنع المعارك القائمة والنقص في الحصول على الخدمات الأساسية والذخائر غير المنفجرة أغلبية النازحين من العودة بأمان في القريب العاجل. ويجب على أي عودة أن تكون إرادية، بعد تنظيف الأحياء من الألغام والذخائر، وبعد تأمين عودة الخدمات الأساسية في المناطق المعنية".
ومع ذلك، يؤكد جريسمان أن الفرصة مؤاتية الآن للعاملين في "المجال الإنساني، والحكومات التي تقف وراء العمليات العسكرية والجهات المانحة الدولية، للتأكد من عدم خذل هذه العائلات مجدداً. وصحيح أن وكالات الإغاثة توفر المساعدات الطارئة، إلا أن الأمر غير كاف ما لم يحظ العراقيون بالعيش المشترك بسلام. وتكفي أسابيع لقلب هذا التفاؤل إلى غضب وإحباط؛ إنها فرصتنا من أجل الحرص على تحول آمالهم لا هواجسهم إلى حقيقة".
يذكر أن عملية الموصل انطلقت منذ ثلاثة أشهر، وما زالت قائمة، مع أكثر من مليون مدني عالق داخل المدينة يواجهون مخاطر جمة، على عكس عدد قليل نسبياً نجح في الخروج من المدينة والممثل في الاستطلاع. ونزح أكثر من 90,000 عراقي منذ بدء الهجوم في 17 أكتوبر، ويعيش معظمهم في مخيمات للنازحين.
وأشار الاستطلاع أنه في حين أعربت الأغلبية عن شعورها بالأمان نسبياً داخل المخيمات، يبقى الأمن والسلامة الهاجس الأكثر وطأة على المستطلَعين. تلاهما تباعاً المأوى والتعليم والحصول على الرعاية الصحية. كما أشار النازحون العراقيون الجدد بشكل عام إلى تلبية الوكالات الإنسانية لاحتياجاتهم الطارئة، على الرغم من النسبة المتدنية جداً للإجابات الإيجابية في صفوف النساء. ففي حين قال 71% من الرجال إن احتياجاتهم كانت تلبى بشكل كامل أو شبه كامل، فقط 18% من النساء أعطين الجواب عينه، إذ أعربت 82% إن احتياجاتهن الأساسية تلبى جزئياً أو لا تلبى أبداً، ما يتطلب استقصاءً أدق لمعرفة سبب الإهمال واسع النطاق في توفير المساعدات ومعالجتها بشكل عام.