وفد من السلطنة يتعرف على التجربة الأردنية في السياحة العلاجية

بلادنا الثلاثاء ٢٠/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص

خاص - ش

قام وفد من السلطنة مؤخرا بحضور مؤتمر صحفي خاص بالسياحة العلاجية في الأردن وزيارة 6 مستشفيات خاصة في عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية عمّان.
تكون الوفد من كل من رئيس قسم الشؤون المالية والإدارية بديوان البلاط السلطاني عبدالله الظفري، ونائب مدير دائرة العلاج بالخارج بوزارة الصحة د.فوزي الهاشمي، وفيدراني من مستشفى مسقط الخاص، ورافق وفد السلطة ضمن الزيارة وفد من كازاخستان.
قام الوفد في اليوم الأول بزيارة 3 مستشفيات خاصة وهي مستشفى الرشيد للطب النفسي والإدمان ومستشفى الإسراء والمستشفى التخصصي، وتعرف الوفد عن قرب على أهم التطورات التي تتميز بها وأهم الإنجازات التي حققتها على مستوى الوطن العربي والعالم، وتبادل الوفد الحديث مع الأطباء الأردنيين عن كيفية تعزيز أوجه التعاون في مجال السياحة العلاجية بين البلدين، وقامت المستشفيات بتوزيع الهدايا التذكارية للوفد مع أخذ صورة تذكارية.
وفي مساء اليوم الأول أقيم مؤتمر صحفي في فندق روتانا عمّان حضر فيه وفد السلطنة ووفد كازاخستان بالإضافة إلى مجموعة من مديري المستشفيات الخاصة بالأردن وبعض الصحفيين والمهتمين في مجال السياحة العلاجية، وتم عقد جلسة للوفود وعدد من مديري المستشفيات الخاصة بالأردن أدارها مدير عام المستشفى التخصصي ورئيس جمعية المستشفيات الخاصة ورئيس المجلس العالمي للسياحة العلاجية بالأردن د.فوزي الحموري، بعدها تمت دعوة الوفد لحفل عشاء بحضور وزير الصحة الأردني د.محمود الشياب، حيث تم عرض فيديو يوضح تجربة المملكة الأردنية الهاشمية في السياحة العلاجية، ونقل تجارب بعض المرضى من مختلف الدول واستفادتهم من العلاج في المستشفيات الخاصة بالأردن، بعدها تم تكريم المشاركين من وفد السلطنة وكازاخستان.
وفي اليوم الثاني قام الوفد بزيارة لـ3 مستشفيات خاصة أخرى وهي مستشفى الخالدي ومستشفى الأردن والمستشفى الاستشاري، ثم توجه الوفد لزيارة فندق البحر الميت العلاجي الذي يعتبر أحد المراكز العلاجية الأولى من نوعها في الأردن، واكتسب مكانة عالمية كونه المكان الوحيد في المنطقة الذي يقدم خدمات العناية بالبشرة، وتعرف الوفد خلال الزيارة على أهم الخدمات العلاجية التي يقدمها الفندق وبخاصة للمرضى الذين يعانون من مختلف الأمراض الجلدية كالصدفية وآلام المفاصل، وأخيرا قام الوفد بجولة في منطقة البحر الميت.
وفي لقاء خاص لـ "الشبيبة" أوضح مدير عام المستشفى التخصصي ورئيس جمعية المستشفيات الخاصة ورئيس المجلس العالمي للسياحة العلاجية د.فوزي الحموري أن العلاقات بين السلطنة والأردن علاقات قوية جدا وعلاقة جلالة السلطان -أبقاه الله- وجلالة الملك علاقة طيبة جدا ولابد أن تترجم هذه العلاقات من خلال تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وبخاصة السياحة العلاجية.
وأضاف الحموري بأنهم حاليا يتبنون إستراتيجية جديدة لمدة عامين يتم فيها استقبال وفود من مختلف الدول وإرسال وفود من الأردن لمختلف الدول، حيث قال: بداية استهدفنا سلطنة عمان وكازاخستان ثم دولا أخرى كلها من أجل التسويق للسياحة العلاجية في الأردن وبحث طرق التعاون في هذا القطاع لاسيما أن الأردن يعتبر المقصد الأول ومركز جذب على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في السياحة العلاجية. حيث بدأت الصورة تتضح للعالم بأن الأردن في الصدارة فعلا بعد أن أجرت أول عملية للقلب المفتوح في عام 1970 والتي كانت الأولى من نوعها على مستوى الدول العربية، وصنفت الأردن في عام 2014 كأفضل وجهة للسياحة العلاجية.
جدير بالذكر أن أكثر من 65% من مستشفيات المملكة هي مستشفيات خاصة وهذا يدل على بعد نظر جلالته عندما شجع على الاستثمار في قطاع السياحة العلاجية.
وأشار مدير عام مستشفى الإسراء د.ناجي دار المصالحة إلى أن المرضى العمانيين الذين يترددون على المستشفى نوعان وهم الطلبة وبعض العائلات العمانية المقيمة في الأردن والنوع الثاني لغرض العلاج من خلال العقود، والحالات التي تأتي من عُمان إلى الأردن للعلاج عددها قليل ومعظم هذه الحالات تتعلق بالتلقيح الصناعي أو التي لها علاقة بالأورام وزراعة الكلى أو جراحة القلب.
وعن أسعار العلاج يقول: نحن تقريبا نتنافس في الأسعار مع الهند وتايلاند فهناك عمليات أقل في السعر وبعضها أكثر بقليل، وتعتبر الأردن أقل الدول العربية سعرا في العلاج فهي أقل من مصر وتونس والسودان والإمارات والسعودية.
ويضيف: يعود السبب أحيانا في زيادة الأسعار في مستشفياتنا إلى أننا لسنا دولة مصنعة للمادة والأجهزة لذا نلجأ للاستيراد وخياراتنا تكون في العادة لأفضل نوعية متاحة في العالم لأننا دائما نبحث عن الجودة في العلاج.

ويشير رئيس قسم الشؤون المالية والإدارية بديوان البلاط السلطاني عبدالله الظفري إلى أن أكثر اتجاهات المرضى الذين يخرجون من عمان للخارج تكون إلى الهند وتايلاند وعدد محدود يذهب للأردن بسبب ضعف التسويق والذي برأي هو السبب الرئيسي في عدم توجه العمانيين للعلاج في الأردن، فالتسويق مهم جدا في أي قطاع تجاري وكذلك القطاع الصحي فإذا لم يقدم الإنسان نفسه ويظهر نجاحاته لن يأتيه أحد، دائما الناس بحاجة إلى أن ترى الواقع من خلال تجارب مرضى ذهبوا للأردن ونجح العلاج لديهم حتى يتشجع الآخرون ليأتوا للعلاج للأردن.

ويقول: بالنسبة للمقومات الأساسية التي يمكن أن يسأل عنها المريض خارج بلده كاللغة والأكل وحرية ممارسة الطقوس الدينية متوفرة في الأردن، لكن يبقى هناك تحديان ألا وهو التسويق فهو ما تحتاجه الأردن حتى توصل رسالتها للناس في خارج الأردن سواء عمان أو أي بلد آخر وتوفير سعر مناسب للعلاج، فالإنسان يبحث عن العلاج وفي نفس الوقت يبحث عن الشيء الرخيص لذا معظم الاتجاهات تكون للهند لأنها دولة رخيصة ودولة متقدمة وجيدة في العلاج لذا أغلب اتجاه العمانيين يكون للهند.
ويضيف: بعد زيارتنا للأطباء والمستشفيات الخاصة بالأردن تبين لنا أن الأسعار مقارنة بالدول الأخرى ربما تكون متقاربة في بعض الحالات أو مرتفعة قليلا عن الحالات الأخرى التي يمكن أن يتجاوزها الإنسان بسبب توفر المقومات الأخرى كاللغة والأكل وحرية ممارسة الطقوس الدينية.
ويتابع: حسب ما سمعنا من د. فوزي الحموري سوف تكون هناك زيارات من الأردن إلى السلطنة، يحاولون من خلال زياراتهم مقابلة المسؤولين في السلطنة ومقابلة المرضى العمانيين بالتعاون مع المستشفيات الخاصة في السلطنة وهذا بدوره يروج للمستشفيات الأردنية الخاصة، كما أقترح أن تقوم المستشفيات الأردنية الخاصة بعمل إعلانات في الصحف العمانية لزيارة أطباء من عندهم فنحن دائما نرى بعض الإعلانات لزيارة بعض الأطباء أو الأساتذة من الخارج ولكن أغلب الحالات تكون استشارية أكثر من كونها علاجية وإذا استعدت الحالة أن تعالج في الخارج يتم التنسيق بين المريض والطبيب، وبإذن لله نرى في المستقبل مستشفى أردني في المدينة الطبية بالسلطنة.
وأوضح نائب مدير دائرة العلاج بالخارج بوزارة الصحة د.فوزي سالم الهاشمي بأنهم كانوا يرسلون عددا بسيط من المرضى للأردن خاصة حالات الإخصاب (أطفال الأنابيب) ولكن بسبب الأوضاع الراهنة التي تمر بها السلطنة (الاقتصادية) تم إيقاف إرسال العمانيين للأردن.
وعن رأيه بالنسبة لجودة العلاج والأسعار في الأردن يقول: من وجهة نظري تتميز الأردن بجودة في العلاج ولديها كوادر طبية جيدة، ولكن الأسعار نوعا ما مرتفعة مقارنة بالدول الأخرى كالهند.
وتقول فيدراني من مستشفى مسقط الخاص: شدني كثيرا الحضور القوي لجمعية المستشفيات الخاصة بالأردن، ووجودها يضيف قيمة للمستشفيات الخاصة، فهي تقوم بعمل عظيم في رفع جودة الرعاية الصحية في الأردن وكانت زيارتنا ل 6 مستشفيات مفيدة جدا، وألهمتني للشروع في تأسيس جمعية للمستشفيات الخاصة في السلطنة.
وصادف الوفد أثناء جولته في مستشفى الخالدي المواطن العماني عثمان البلوشي من ولاية صحار الذي اختار الأردن لعلاج طفلته التي تعاني من مشكلة في العيون "الحول" حيث قال لـ "الشبيبة" عن سبب اختياره الأردن للعلاج: وجدت العلاج في الأردن ممتازا، وتعتبر هذه الزيارة السابعة للعلاج في الأردن والحمد لله جميع النتائج كانت طيبة، ومن المميزات التي دفعتي للعلاج هو دخولي الأردن بلا فيزا (تأشيرة) فأي حالة طارئة تستطيع أن تحجز وتأتي للأردن، والحمدلله الشعب الأردني شعب طيب جدا ويرحب بالشعب العماني حتى في المطار تعاملهم مع العمانيين مميز جدا ويعاملونك معاملة وكأنك منهم، وما دفعني للمجيء أيضا هو أننا نشترك في أمور اللغة والأكل والتعامل ونفهم بعضنا بشكل أسهل وعملية التواصل تكون سهلة جدا بالنسبة لتشخيص المرض والعلاج.

وعن الأسعار يقول: أرى بأنها مرتفعة قليلاً ولكن الحمدلله النتائج طيبة واستفدت من علاجهم لذا أنا رجعت للأردن عدة مرات.
وقابل الوفد مصادفة في المستشفى الاستشاري حنان بكير محمود الممرضة في الخدمات الطبية التابعة للجيش والتي عملت كمدربة في المستشفى السلطاني من عام 1993 إلى 1996 حيث تقول عن تجربة عملها في السلطنة: أنا كنت ضمن الفريق الثاني الذي تم إرسالنا من الأردن للسلطنة لتدريب العمانيين في المستشفى السلطاني وافتتحنا معا وحدة جراحة القلب حيث كانت فترة جميلة قضيتها مع أناس خبراء وأناس متعاونين جداً.
وتضيف: عدد العمانيين الذي يأتون للعلاج إلى الأردن بدأ يقل وذلك بعد افتتاح وحدة جراحة القلب في السلطنة.