الانتحاريون... إرهاب طائش خارج عن السيطرة

الحدث الاثنين ١٩/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
الانتحاريون... إرهاب طائش خارج عن السيطرة

مسقط – محمد البيباني

لا شك أن محاولة معرفة الأسباب التي قد تدفع شخصاً إلى تنفيذ عملية انتحارية قد تكون عملية صعبة ومعقّدة، إذ إنه لا يقدم فقط على قتل العشرات من الأشخاص الأبرياء في الغالب، إلا أن الغريب في الأمر أنه يضحي بحياته في سبيل إزهاق أرواحهم دون معرفة سابقة بأشخاصهم أو مجرد التساؤل عمّا إذا كانوا يستحقون هذا العقاب القاسي من عدمه.
يتّفق علماء النفس على أن شخصية المريض النفسي تعتبر أفضل أرضية للمتشدّدين والجماعات الإرهابية، حيث يسهل تطويعهم وغسل أدمغتهم، لكنّهم يؤكّدون أيضاً أن ليس كل الإرهابيين مرضى يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة.

سباق إلى الموت
في أكتوبر الفائت تداولت مواقع التواصل الاجتماعي شريطاً مصوراً لـ"داعش" يظهر فيه عنصران من التنظيم بمدينة حلب السورية، أحدهما تونسي والآخر سوري، وهما يجريان قرعة لاختيار مَن منهما سيفوز بتنفيذ عملية انتحارية.
ونشر التنظيم الإرهابي المقطع المصور هذا تحت عنوان "الباحثون عن الحياة"، ركز فيه على القصص الملفتة للنظر لبعض عناصره الذين أقدموا على تفجير أنفسهم، ومن بينهم تونسي كنيته "أبو لقمان التونسي".
ويظهر أبو لقمان التونسي، قبل قيامه بالعملية الانتحارية، وهو يختلف مع زميله السوري "أبو الفاروق الشامي" حول مَن منهما سيركب العربة المفخخة المجهزة بشكل تام لتنفيذ عملية انتحارية.

رقم قياسي
كشف تنظيم داعش عن 81 عملية انتحارية نفذها عناصر من التنظيم خلال شهر أغسطس الفائت في سوريا والعراق وليبيا، ضد عدد من القوى والفصائل العسكرية.
واستهدف التنظيم 6 قوى رئيسية في تلك الدول، هي: الجيش العراقي وجيش النظام السوري والجيش الليبي، إضافة إلى فصائل المعارضة السورية، ووحدات حماية الشعب وقوات البيشمركة، وذلك بحسب ‹إنفوغرافيك› ونشرته وكالة ‹أعماق› الموالية لتنظيم ‹داعش›.

اليمن
عدن.. أكثر المدن اليمنية التي نزفت جراء العمليات الانتحارية... لماذا؟
تحظى عدن برمزية لكون الرئيس عبدربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، أعلنها عاصمة مؤقتة لليمن إثر سيطرة الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.
صباح الأمس قُتل ما لا يقل عن 30 جندياً وأصيب العديدون بجروح في عملية انتحارية في عدن بجنوب اليمن، بحسب ما أفاد مسؤولون عسكريون وأطباء.
وقال مسؤول عسكري إن انتحارياً فجّر نفسه مستهدفاً جنوداً كانوا متجمعين لتقاضي راتبهم الشهري في قاعدة الصولبان بشمال شرق عدن بجنوب اليمن. وأوضح المسؤول أن الانتحاري اندس بين حشد العسكريين في القاعدة في حي العريش قبل أن يفجر نفسه.
ووقع اعتداء مماثل في 10 ديسمبر تبنّاه تنظيم داعش وأسفر عن مقتل 48 جندياً كانوا متجمعين أيضاً لتقاضي رواتبهم.
وصعّد تنظيما داعش والقاعدة في عدن في الأشهر الأخيرة من هجماتهم في المدينة رغم الخطط الأمنية التي تحاول القوات الحكومية تطبيقها لمنع وقوع هجمات إضافية.

مراكز التجنيد هدف ثابت
في أواخر أغسطس الفائت قتل 71 مجنداً على الأقل وجرح نحو ستين آخرين بينهم مدنيون في هجوم انتحاري تبنّاه تنظيم داعش واستهدف مركزاً للتجنيد تابعاً للجيش في مدينة عدن (جنوب)، بحسب مصادر طبية.
وأكدت مصادر في ثلاثة مستشفيات بعدن، حصيلة التفجير الذي نفذه انتحاري يقود سيارة مفخخة قرب تجمع لمتطوعين ينتظرون للانضمام إلى الجيش على مقربة من مدرسة في شمال المدينة.
وتبنّى داعش عبر وكالة أعماق التابعة له، التفجير الانتحاري. وقالت الوكالة إن الهجوم كان "عملية استشهادية لمقاتل من التنظيم استهدفت مركزاً للتجنيد في مدينة عدن".
وقال مسؤول أمني إن انتحارياً يقود سيارة مفخخة فجّر نفسه قرب تجمع لمتطوعين ينتظرون للانضمام إلى الجيش، على مقربة من مدرسة في شمال المدينة الساحلية، مشيراً إلى أن الحصيلة لا تزال أولية.

الكنيسة البطرسية
تفجير كاتدرائية القديس مرقس بالقاهرة وقع يوم الأحد 11 ديسمبر 2016، قُتل على إثره 25 شخصاً وأصيب 31 آخرون في الكاتدرائية المرقسية في العباسية بمدينة القاهرة، بسبب عبوة ناسفة تزن 12 كيلوجراماً.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تفجير هذه الكنيسة.
وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجير، وقال التنظيم إن التفجير تم بحزام ناسف ارتداه أبو عبدالله المصري.

تركيا
أمس الأول قتل 14 جندياً تركياً وأصيب عشرات الأشخاص بجروح في اعتداء انتحاري نسب إلى حزب العمال الكردستاني استهدف حافلة كانت تقل مجندين في مأذونية في قيصرية بوسط تركيا.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش، لمحطة "ان تي في"، إن "كل العناصر في الوقت الراهن تشير إلى حزب العمال الكردستاني". وأعلن أن المكونات المستخدمة في الاعتداء مشابهة لتلك التي استخدمت في الاعتداء الذي أوقع 44 قتيلاً في إسطنبول قبل أسبوع وتبنّته مجموعة تعتبر مقربة من حزب العمال الكردستاني.
وأعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أن 56 شخصاً أصيبوا بجروح، إصابات ستة منهم بالغة.