الصراع اليمني ينعش الكوليرا

الحدث الاثنين ١٩/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
الصراع اليمني ينعش الكوليرا

عدن – إبراهيم مجاهد

"نصف اليمن موبوء بالكوليرا"، حيث تفشى الوباء في 15 محافظة يمنية، وسجلت 92 حالة وفاة، فيما بلغت عدد الحالات المشتبه إصابتها بالوباء 10 آلاف و184، بحسب ما أفادت به منظمة الصحة العالمية.
وأفاد بيان لفرع المنظمة باليمن، إن عدد الحالات المصابة المؤكدة مختبريا بلغ 156 حالة، في 15 محافظة، وإن المرض ما يزال محصورا في 11 محافظة فقط من أصل 22، أي نصف محافظات البلاد.
وذكر البيان أن المنظمة "مستمرة في تعزيز القدرات في مجال التشخيص وتوسيع نطاق مراكز علاج الإسهال وتدريب القوى العاملة الوطنية على تعريف الحالات وتدبيرها علاجياً والتخزين المـُسبق للإمدادات الطبية في المناطق عالية الخطورة وتنفيذ حملات للتوعية والتثقيف الصحي للسكان".
ولفتت إلى أنها أرسلت، اليومين الفائتين، شاحنتين محملتين بمعدات طبية وأثاث متكامل لتجهيز أربعة مراكز لمعالجة حالات الإسهال في محافظتي حجة وإب لمواجهة وباء الكوليرا.
إلى ذلك أظهرت وثائق ومراسلات يمنية أن أكبر تجار اليمن أوقفوا واردات القمح الجديدة، بسبب أزمة في البنك المركزي، في انتكاسة أخرى للبلد الذي مزقته الحرب حيث يعاني الملايين من نقص شديد في التغذية.
وبسبب الحرب المستمرة منذ قرابة عامين يواجه أكثر من نصف سكان اليمن البالغ عددهم 28 مليون نسمة «انعدام الأمن الغذائي»، مع معاناة سبعة ملايين منهم من جوع دائم وفقا للأمم المتحدة.
وفي السياق ذكرت وكالة "رويترز" أن "مجموعة فاهم"، إحدى أكبر شركات التجارة في البلاد، قالت في خطاب إلى وزارة التجارة اليمنية في صنعاء في 30 نوفمبر الفائت: إنها تود أن تخطر الوزارة بأنها غير قادرة على تنفيذ أي عقود للقمح، لأن البنوك المحلية عاجزة عن تحويل قيمة النقد الأجنبي لأي شحنات.
وقال خطاب منفصل وجهته مجموعة «هائل سعيد»، إحدى أكبر شركات الاستيراد، وتجار كبار آخرون إلى السلطات المسيطرة على صنعاء إن تلك الشركات أوقفت شحنات القمح الجديدة، وحثوا السلطات على حل مشكلات التمويل. وتشكل هذه المجموعات معا معظم بقية واردات القمح.
وفي الأثناء؛ قال مصدر في البنك المركزي في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون إن البنك لا يستطيع الوصول إلى احتياطيات النقد الأجنبي على الإطلاق. وقال المصدر "سيكون على المستوردين التحول إلى البنك المركزي في عدن للحصول على النقد الأجنبي. هذا أمر خارج عن سيطرتنا".
وتابع "واردات القمح متوقفة منذ أقل قليلا منذ شهر، والاحتياطيات تكفي قرابة شهرين حاليا مع وصول بعض الصفقات السابقة". ويبدي بعض التجار في اليمن خشيتهم من التعامل مع البنك المركزي وسلطات هادي في عدن، خاصة وأن عدداً من التجار كان الطيران الحربي لقوات التحالف قد استهدف مخازنهم وعدداً من منشآتهم التجارية في أكثر من محافظة يمنية بحجة أنه يتم استخدام هذه المستودعات كمخازن أسلحة من قبل الحوثيين وصالح.
تأتي هذه الأنباء في وقت قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن جون كيري، سيزور العاصمة السعودية الرياض، يوم الأحد، لإجراء محادثات مع القادة السعوديين حول ملفات عدة بالشرق الأوسط.
وأوضح مساعد المتحدث الرسمي باسم الوزارة مارك تونر أن كيري سيبحث أثناء زيارته التطورات الإقليمية، بما في ذلك الوضع في اليمن، وجهود نظرائه لتسوية الأزمة هناك بطرق سياسية.
وعلى الصعيد ذاته التقى رئيس الوفد الحكومي لمشاورات السلام ووزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، في الرياض، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وأوضح المخلافي خلال اللقاء أن الحكومة الشرعية تنتظر من المبعوث الأممي تقديم ورقة جديدة لتحقيق السلام، تتضمن تصوراً واضحاً وفقاً للملاحظات والردود التي قدمتها الحكومة على الورقة السابقة، التي لم تتوافق مع المرجعيات الشرعية المتفق عليها سابقاً.
وأكد المخلافي أن تطبيق قرار مجلس الأمن 2216 والقرارات ذات الصِّلة هو الخيار الوحيد لتجنيب الشعب اليمني ويلات الحرب، وأن على الطرف الآخر تنفيذها.
كما جدد حرص الحكومة على السلام والوئام لإخراج اليمن من جحيم الاحتراب وجدية السلطة الشرعية في التعاطي الإيجابي مع كافة الجهود الدولية، الهادفة إلى تحقيق السلام وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.