مسقط – ش
"لا يزال الآلاف من الناس بمن فيهم من نساء وأطفال ومرضى وجرحى عالقين في أحياء حلب الشرقية انتظاراً لاستئناف عملية الإجلاء. وكان انتظارهم طوال الليل في البرد القارس بالقرب من خط المواجهة، وفي خوف دائم وجزع"، بحسب بيانٍ لمنظمة الصليب الأحمر، اطلعت عليه "الشبيبة".
وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في سوريا، ماريان غاسر، وهي موجودة حاليًا في حلب: "يتوقع الناس منا أن يستمر الإجلاء. ومن المهم أن تبذل الأطراف على الأرض كل ما في وسعها لإنهاء هذه الحالة من الترقب والقلق. لقد عانى الناس الكثير. ونرجو أن تتوصلوا إلى اتفاق وأن تساعدوا على إنقاذ آلاف الأرواح".
ولقد سبق، بفضل اتفاق جميع الأطراف، أن تمكّن الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) من إجلاء نحو 10000 شخص كان عدد كبير منهم في حالة حرجة. ومع تصاعد التوتر بالأمس بين الأطراف، توقف الإجلاء مؤقتًا تاركاً الآلاف من الناس عالقين في أحياء حلب الشرقية.
وقد تلقى الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية صباح السبت بعض الإشارات من الأطراف بأن اتفاقًا جديدًا قد يتحقق قريبًا. وقالت غاسر: "نحن على استعداد لاستئناف تيسير الإجلاء وفقًا لتفويضنا الإنساني. ولكننا نتوقع الآن من جميع الأطراف على الأرض أن تقدم لنا ضمانات قوية من أجل استمرار هذه العملية. فهذه الأطراف هي من يقع على عاتقها توفير الحماية للناس وممر آمن لهم. لا يمكننا التخلي عن هؤلاء الناس".
وفي الأثناء؛ قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، إن طواقم المنظمة قاموا بتنسيق عملهم على الأرض لتوفير الدعم وللاستجابة إلى عملية الإخلاء في شرق حلب. حيث أجرت الفرق الطبية واللوجستية التقييم الأول للاحتياجات في المنطقة.
كما أرسلت منظمة أطباء بلا حدود "الشحنة الأولى من الإمدادات المؤلفة من 17 متر مكعب من المعدات الطبية والأدوية الى مستشفى عقربات، الذي يعتبر النقطة الأساسية لاستقبال الجرحى الذين تم إجلاؤهم من شرق حلب، والذي يبعد مسافة ستة كيلومترات من أطمة- حيث توجد مخازن منظمة أطباء بلا حدود".
وإضافة إلى الـ45 طناً من الإمدادات الطبية الجاهزة للتوزيع، يوجد 700 حزمة من المواد غير الغذائية في أطمة و1,000 حزمة إضافية على الطريق.
وتزور اليوم ثلاثة طواقم من منظمة أطباء بلا حدود سرمدة والتارب لتقييم وضع النازحين الجدد (النازحين الداخليين) ولتحديد الاحتياجات في مجال الرعاية الصحية الأولية والطعام والمأوى والمواد غير الغذائية.
وقد أبلغ الكادر الطبي الذي يتواصل مع منظمة أطباء بلا حدود أن الناس الواصلين كانوا في وضع مأساوي بعد حصار دام خمسة أشهر في شرق حلب.
وتجدر الإشارة إلى أن الأطباء المدعومين من قبل منظمة أطباء بلا حدود داخل شرق حلب هم في أمان ويشاركون في عملية إجلاء المرضى والجرحى.
من جانبه؛ أكد المدير التنفيذي لـ "اليونيسف" أنتوني ليك إجلاء أكثر من 2700 طفل من شرق حلب الجمعة الفائتة، بما في ذلك بعض الذين كانوا مرضى أو جرحى أو المنفصلين عن أسرهم.
وقال في بيان صادر عن مكتبه حول الأطفال المحاصرين في حلب، "مع ذلك، ما زال هناك المئات من الأطفال المعرضين للخطر غيرهم، بمن في ذلك الأيتام، محاصرين داخل ذلك الجزء من المدينة. نشعر ببالغ القلق إزاء مصيرهم. إذا لم يتم إجلاء هؤلاء الأطفال على وجه السرعة، قد يواجهون خطر الموت".
وأكد أن وسائل النقل وفرق الإجلاء التابعة لليونيسف وشركائها تقف على أهبة الاستعداد لنقل هؤلاء الأطفال إلى مناطق أكثر أمنا. وناشد جميع أطراف النزاع السماح بالقيام بذلك من خلال الوصول الفوري والآمن.