"درب السلسلة" بين الحمراء والرستاق شاهد على مهارة الإنسان العماني

بلادنا الأحد ١٨/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
"درب السلسلة" بين الحمراء والرستاق شاهد على مهارة الإنسان العماني

خاص - ش
تحتوي السلطنة على الكثير من المشاهد والآثار التي تدل على قدرة الإنسان العماني على التكيف مع الطبيعة العمانية القاسية، وتتجلى قدراته العبقرية والهندسية في شق الأفلاج والطرق وبناء القرى والحصون والقلاع وغيرها، فهو قد أحسن التعامل معها وسخرها ليتمكن من العيش فيها.
"درب السلسلة" هو أحد هذه المشاهد التي استطاع من خلالها العمانيون بمهاراتهم الربط بين أعالي مسفاة العبريين بولاية الحمراء وقرى وادي السحتن بولاية الرستاق.
وسمي بدرب السلسلة لوجود سلاسل تمسك الخشب المصفوف على شق الجبل، ويتداول بين الناس بأن هذه السلاسل موجودة منذ الوجود الفارسي في عمان حيث استعملها الفرس للوصول إلى الجبال هربا من مالك بن فهم بعد أن طردهم.
ويعتبر هذا الطريق المنفذ المختصر بين قريتين وهي بيت الشرف بمسفاة العبريين وقرية الهويب بوادي السحتن. والطريق عبارة عن خشب من العلعلان والعتم المنتشر هناك المصفوف على شق الجبل والمربوط بسلسلة من حديد يبلغ طولها 15 مترا تقريبا.
يقول زاهر بن سليمان العبري من سكان قرية المسفاة: كان هذا الطريق مسلكاً مهما لأهالي القرى ساعدهم في التنقل ونقل الأغراض الخفيفة التي يمكن حملها على الظهر ولا يمكن للحيوانات استخدامه. وأضاف العبري كان الطريق في السابق يحوي عددا قليلا من ألواح الخشب ومربوطا بسلسلة واحدة فقط ولكن تمت صيانته حديثا واستبدال السلسلة بسلاسل وزيادة عدد ألواح الخشب. وتم الاعتماد على خشب العلعلان والعتم وذلك لقوته ولكونه لا يتأثر بحشرة الرمة، والسلاسل أفضل أداة لربط الخشب وذلك لقدرتها على مقاومة الشمس.
وشكل الطريق بعدا اجتماعيا واقتصاديا للسكان لأنه سهل التنقل وزاد من التواصل والزيارات بين الأهالي كما ساعدهم في الحصول على قوتهم من الجبال.