غداً.. افتتاح المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية

بلادنا الأحد ١٨/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
غداً.. افتتاح المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية

مسقط - العمانية

يفتتح غداً الاثنين بمرتفعات المطار بغلا المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية برعاية وزير التراث والثقافة صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد.

وقال رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني إن افتتاح هذا المعرض يأتي إيمانا بأهمية إبراز الدور الحضاري والتاريخي للسلطنة عبر الحقب الزمنية المختلفة، ودور العمانيين في الإسهام الحضاري للحضارة الإنسانية، وتأكيدا لما للوثائق من ضرورة وأهمية في البحث العلمي والإبداع الفكري.
وأضاف سعادته أن هذا المعرض هو معرض متحفي، حيث يأخذ الزائر في رحلة تاريخية تبدأ منذ استخدام الإنسان للكتابة عبر الرسومات والصور والدلالات في الصخور والفترات الزمنية لظهورها في السلطنة، كما أنه يتناول التاريخ المتكامل للتوثيق والأرشفة بما في ذلك استخدام الخط المسند إلى بداية ظهور الخط العربي، ثم يتحدث المعرض عن عمان في العصور والحقب الزمنية المختلفة إلى وقتنا الحاضر ويعرض أيضا الأدوات المستخدمة في الكتابة والأحبار.
وأشار سعادته إلى وجود منضدة إلكترونية للبحث عبر الشاشات للتعرف على الموضوعات المعروضة، إضافة إلى قاعة مخصصة تتحدث عن عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- والنهضة العمانية المباركة من خلال فيلم متكامل باللغتين العربية والإنجليزية.
وبين سعادة رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية أنه تم كذلك تخصيص ركن للهيئة للتعريف بمجالات عملها وعرض الخرائط والعملات والطوابع آملا أن يدرج هذا المعرض الدائم في الخارطة السياحية للسلطنة، حيث سيعمل على تعريف الطلبة وأفراد المجتمع والمقيمين والسياح على تاريخ السلطنة وحضارتها عبر هذه المعروضات.
ويأتي هذا المعرض لإبراز المكانة التاريخية الخالدة والحضارة العريقة التي تمتعت بها السلطنة ومن أجل سرد حكاية المجد الرائعة والإرث الحضاري الأصيل للعالم، حيث إن التاريخ العماني لم يُحك على الورق فحسب، بل نُحت على أحجار سومر وآكاد، ورُســــم على الخرائط الدولية، وصُك على العملات والطوابع، ووُثق في المخطوطات، وسُــطر في الصحف والمجلات العالمية، وسُرد في الصور والأفلام.
ويتكون المعرض الوثائقي الدائم من عدة قاعات تلفت الزائر لبعدين: الأول يأخذ لمحة عن تاريخ عمان الضارب في القدم والآخر يتعرف كيف استطاع العماني توثيق هذا التاريخ والمحافظة عليه ابتداء من تسجيله على الأوراق والأحجار وانتهاء بتأسيس مؤسسة وثائقية ممثلة في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تقوم على تنظيم هذه الوثائق التي تحكي التاريخ العماني، وتشــكل ذاكرة وطنية لهــذا البـــلـد العريق.
وتتميز هذه القاعات على نحو منظم ومتسلسل لإيصال المعلومة وتوفير المتعة البصرية وإشباع الفضول والدهشة، حيث تتكون قاعة الاستقبال من صندوقين زجاجيين: الأول لعرض الأدوات المستخدمة في الكتابة قديما، والآخر لعرض حجر أثري يوضح أهمية التوثيق للإنسان العماني القديم. كما توجد في المعرض قاعة تاريخ التوثيق: ويعرض في هذه القاعة تاريخ التوثيق عبر العالم ابتداء من النحت على الصخور في الحضارات القديمة، مرورا بتاريخ الأرشفة وتأسيس المؤسسات الأرشيفية في العصر الحديث وتوضح مدى الاهتمام بتاريخ الأمم والحضارات وحفظها ومنها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في السلطنة.
كما توجد قاعة عمان عبر التاريخ: يعرض في هذه القاعة رواية مشوقة سطرها الإنسان العماني منذ العصور الحجرية القديمة مرورا بإنجازاته التي حققها للحفاظ على أرضه الطيبة من الأطماع الخارجية عبر الفترات التاريخية المختلفة، وصولا إلى الفترة الزاهية في تاريخه كافة التي ابتدأت في السبعينيات من القرن المنصرم بقيادة باني نهضة عمان الحديثة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.
وتروي الرواية أيضا حضارة ماجدة أسسها العمانيون في شرق أفريقيا، والتي لم تزل حتى الآن تروي للأجيال المتعاقبة حضارة ومدنية العمانيين في كل شبر.
يوجد أيضا ركن الخرائط والرسومات والقصاصات الصحفية والصور: ويعرض في القاعة عدد من الخرائط التي توضح امتداد الممالك العمانية عبر التاريخ.
كما تعرض بعض الرســومات والقصاصات الصحفية التي تحدثت عن عمان وزنجبار، وبعض الصور من معالم الحياة في عمان وزنجبار، وكذلك ركن العملات والطوابع البريدية، ويعرض في هذا الركن بعض من العملات والطوابع البريدية التي وثقت بعض الأحداث والمعالم البارزة في تاريخ السلطنة.
ويعرض كذلك تطور العملة العمانية، ومن أهمها درهم من فضة ضرب في عمان في سنة 81 هـ - 700 م، يحمل هذا الدرهم اسم عمان وهو أقدم أثر مؤرخ ذكر فيه اسم عمان، وأقدم قطعة نقدية عثر عليها في شبه الجزيرة العربية، وخصص أيضا ركن للعلاقات الدولية، ويعرض في هذا الركن وثائق تسرد العلاقات الدبلوماسية والودية بين عمان وزنجبار وبقية دول العالم، حيث تبادل الأئمة والسلاطين العمانيون مع غيرهم من حكام ورؤساء الدول الهدايا والزيارات الرسمية وقلدوا وتقلدوا النياشــين، واستقبلوا الرؤســـاء والســـفراء، وعقدوا الاتفاقيات والمعاهدات، وغيرها الكثير.