التنمية المستدامة بالسلطنة في المسار الصحيح

مؤشر الأحد ١٨/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص

مسقط - محمود بن سعيد العوفي

تألقت السلطنة في مؤشر التنمية المستدامة بالعالم بحصولها على المركز الثاني عربياً، والذي أصدرته مؤسسة «سول أبيليتي» التي تتخذ من مدينة «السان» بكوريا الجنوبية مقراً لها، ويعكس هذا الإنجاز الجهود الكبيرة والمتواصلة والملموسة التي تبذلها الحكومة في هذا الجانب، ورسالة واضحة للعالم أن السلطنة قادرة على تجاوز أزمة انخفاض أسعار النفط، بفضل الخطط المدروسة الرامية لتحقيق تنمية شاملة، ويعد كذلك دليلاً على صلابة الاقتصاد العماني وأن بوصلته تتجه نحو المسار الصحيح.

وأكد مدير مركز البحوث الإنسانية بجامعة السلطان قابوس د. ناصر بن راشد المعولي في تصريح خاص لـ«الشبيبة» أن هذا الإنجاز يعد فخراً لكل عماني ويعكس الجهود الحكومية في تحقيق التنمية المستدامة بأنواعها المختلفة، ويدل ذلك على الخطط والبرامج والمبادرات الحكومية والأهلية والمدنية التي تسير بشكل صحيح وحسب المسار المخطط له، مشيراً إلى أن هذه النتيجة تعزز مكانة السلطنة الاقتصادية في العالم خاصة مع الأوضاع التي تمر بها المنطقة من تحديات اقتصادية، كما أنها تثبت للعالم أن السلطنة قادرة على تجاوز الأزمة الاقتصادية وأن اقتصادها متين.

إنجاز واطمئنان

وأشار المعولي إلى أن تحقيق السلطنة المركز الثاني عربياً في مؤشر التنمية المستدامة دليل واضح على مكانتها في الاقتصاد العالمي وسينعكس إيجابياً على المستثمرين، سواء كانوا محليين أو أجانب، ويعد عاملاً محفزاً لجلب الاستثمار الأجنبي للبلاد، وأيضاَ يعطي نوعاً من الاطمئنان للمتابعين لهذا الشأن الاقتصادي.
وقال إن الدول كافة تسعى اليوم إلى تحقيق التنمية المستدامة أو الشاملة، والتي تشمل ثلاثة محاور رئيسية هي: «الاجتماعي، الاقتصادي، المؤسساتي»، وتفوُّق السلطنة في مؤشر التنمية المستدامة يدل على أن هناك تطوراً من حيث اكتمال منظومة المؤسسات بكافة فروعها المختلفة، بالإضافة إلى الاهتمام بالجوانب الاجتماعية المصاحبة للجوانب الاقتصادية، وكذلك يشير إلى النمو الاقتصادي الذي تشهده البلاد والذي يتمازج ويتناغم مع مكونات التنمية المستدامة، مؤكداً أن هذا الإنجاز دليل على صلابة الاقتصاد وأن البوصلة الاقتصادية متجهة في اتجاهها الصحيح رغم تقلبات أسعار النفط ومعاناة المنطقة اقتصادياً.

نمو وتطوير

من جانبه، قال رئيس مجموعة «أنجي» بالسلطنة م. حمد بن سالم المغدري في تصريح خاص لـ«الشبيبة»: يضطلع الاستثمار بدور في غاية الأهمية في كافة الاقتصادات النامية، إذ إنها تستمد منه معظم مقوماتها الديناميكية من نمو وتطوير وتغيرات هيكلية، وبالتالي فإن البرامج الاستثمارية المكثفة المنفذة خلال العقود الأربعة الفائتة وبفضل التوجيهات الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- استطاعت تحويل العوائد النفطية المتواضعة إلى هياكل اقتصادية واجتماعية متطورة توفر لها القواعد اللازمة للانطلاقة نحو تحقيق التنمية المستدامة.

وأشار المغدري إلى أن السلطنة تمتلك موقعاً استراتيجياً وجذاباً يسهل فيه تحقيق ما تبذله غيرها من الدول في سبيل استدامة التنمية، إذ إن استقرارها السياسي والاقتصادي والسلام الذي يسود أرجاءها، وموقعها الجغرافي المطل على ممرات بحرية تسهل حركة التجارة مع غيرها من الدول، وبنيتها الأساسية مواردها البشرية وسياساتها الحكومية وتشجيعها للحوار الاجتماعي مع غيرها من الدول، وتقديرها لاتفاقيات حقوق الإنسان ومعايير العمل الدولية، والعمل على حماية البيئة تشكل مجتمعة قاعدة أساسية للتنمية المستدامة في السلطنة.

وأضاف في السياق ذاته قائلاً: اعتمدت السلطنة منهجاً لتسريع التنمية واستدامتها من خلال خطط تنموية طويلة المدى وأخرى متوسطة على مدى خمس سنوات توجه التنمية العمانية إلى طريق الاستدامة وفق خطط واضحة وقابلة للتنفيذ، وتسير الخطط على خطى متوازنة لتحقق ما جاء فيها من أهداف وإن لم تكن قد تحققت بالكامل فإنها تظل في طريق التقدم لتحقيقها.

نتائج السلطنة في المؤشرات

ويعتمد مؤشر التنمية المستدامة في العالم للعام 2016 الذي أصدرته مؤسسة «سول أبيليتي»، التي تتخذ من مدينة «السان» بكوريا الجنوبية مقراً لها، ونشرت نتائجه وكالة الأنباء العمانية، على عدة مؤشرات فرعية كرأس المال الطبيعي ورأس المال الفكري وإدارة الموارد ورأس المال الاجتماعي والحوكمة والابتكار، ويستهدف رصد الكفاءة في استخدام الموارد ومراعاة البعد البيئي بجانب الوقوف على عنصر التماسك الاجتماعي في المجتمع والقدرة على المنافسة والتنوع البيولوجي.
وحققت السلطنة المركز الثاني عربياً في المؤشر، وحازت على المركز 70 عالمياً الذي يضم 135 دولة حول العالم. وتصدرت السويد المؤشر تليها النرويج ثم فنلندا ثم الدنمارك ثم آيسلندا بينما جاءت اليمن في نهاية التصنيف تليها جزر أنتيجوا وباربودا تليها هايتي.
كما حصلت السلطنة على المركز 52 عالمياً في مؤشر الحوكمة والمركز 61 في مؤشر رأس المال الفكري والمركز 17 عالمياً في مؤشر رأس المال الاجتماعي والمركز 61 في مؤشر الابتكار والمركز 141 في مؤشر رأس المال الطبيعي.
يذكر أن مؤسسة «سول أبيليتي» هي مؤسسة استشارات معنية بالتنمية المستدامة في العالم وتقوم بإعداد البحوث المختصة في هذا المجال.