افتتاح مؤتمر الشراكة العربي الهندي الخامس التكنولوجيا والمعرفة مفتاح اقتصاد المستقبل

مؤشر الخميس ١٥/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٠ ص
افتتاح مؤتمر الشراكة العربي الهندي الخامس

التكنولوجيا والمعرفة مفتاح اقتصاد المستقبل

مسقط- فريد قمر - تصوير: طالب الوهيبي

ليس غريباً أن تستضيف السلطنة مؤتمر الشراكة العربي الهندي الخامس الذي يعقد في مسقط، برعاية صاحب السمو السيد كامل بن فهد بن محمود آل سعيد وبرعاية إعلامية من «الشبيبة»، فالعلاقات التاريخية التي تميزت بها السلطنة مع الهند، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي يؤهلها لأن تؤدي دوراً فاعلاً في تطوير العلاقات العربية الهندية بما يخدم مصلحة الطرفين.

ويقول صاحب السمو كامل بن فهد بن محمود آل سعيد رداً على سؤال لـ»الشبيبة» إن السلطنة قادرة على أن تؤدي دوراً كبيراً في تطوير الشراكة العربية الهندية، مؤكداً أن «السلطنة تساهم دائماً في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول».
وعن مدى استفادة السلطنة من تطوير تلك الشراكة يقول سموه إن السلطنة «ماضية في مشروع تنفيذ الذي يهدف إلى تنويع مصادر الدخل، ويركز على بعض الجوانب الاقتصادية المهمة في السلطنة التي ستأخذ الخطوات الأساسية لتطوير التنويع الاقتصادي، ونحن نتطلع إلى العمل مع الهند وغيرها من الدول، وستبحث السلطنة في مصادر التنويع الاقتصادي التي يمكن بحثها مع الهند لنمضي قدماً في برنامجنا للتنويع الاقتصادي».

اقتصاد الجيل الجديد
وعن تركيز المؤتمر على قطاعي المعرفة والتكنولوجيا يقول سموه «إن السلطنة متقدمة في مجالي التكنولوجيا والمعرفة والتعليم، ولها قدرة كبيرة على الاستفادة من هذا الجانب، خصوصاً أن الجيل الجديد بات يعتمد على التكنولوجيا، ولا بد أن ننبت هذا البذرة فيهم وسنرى ثمارها في السنوات المقبلة».

ويؤكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي في تصـــريح خاص لـ»الشبيبة» أن السلطنة هي الجبهة المتقدمـــة للدول العربية لبناء الشراكة مع الهند، لاسيما أننا نســعى لهذه الشراكة في المجالات كافة، والسلطنة بموقعها الاستراتيــجي وتاريخها وتجربتها التنمـــوية الفريـــدة والناجحـــة في اســـتثمار الطاقات، يمكنها أن تؤدي دوراً فاعلاً في هذا المجال».
وعن الهدف من تنمية الشراكة العربية مع الهند يعتبر بن حلي «أن العالم بات يشهد تكتلات تجمع بين رجال الأعمال بين مختلف المناطق والتكتلات، ونحن اخترنا الشراكة مع الهند بسبب العلاقات التاريخية والثقافية، فإذا كنا نتحدث في السابق عن طريق التوابل والعطور اليوم نتحدث عن طريق الاستثمار والتكنولوجيا والإبداع، والهند اليوم ضمن مجموعة البريكس وأحد أهم الأقطاب في الاقتصاد الدولي وهي من مجموعة العشرين ونحن نريد الاستفادة من هذا الدور، لا سيما أنها تشكل سوقاً واسعة مع أكثر من بليون إنسان». ويضيف بن حلي: «هناك جالية هندية كبيرة موجودة في الخليج وهي تشكل جسراً لتوطيد العلاقات بين الهند والدول العربية».
ويؤكد أن الدول العربية «تحتاج للشراكة مع الهند لكونها من الدول الناجحة في التنمية، وهي تحتاجنا بسبب إمكانياتنا المالية ولكون السوق العربية كبيرة وتتقبل السلع الهندية». ويوضح أنه «في إمكان الدول العربية الاستفادة من الهند في مجالات عدة من بينها علم الفضاء حيث هناك علاقة متطورة جداً في التعاون الفضائي بين الهند والجزائر مع إطلاق ثلاثة اقمار صناعية، وهذا ما يمكن تعميمه مع سائر الدول العربية مع وجود الكثير من الصعوبات في هذا المجال مع الدول الغربية».
وبدوره يقول وزير الدولة للشؤون الخارجية في الهند إم جي أكبر لـ»الشبيبة» إن ما يجذب المستثمرين من الهند إلى السلطنة، هو ما تمثله من وجهة مستقرة جداً ما يعد مغرياً لجميع المستثمرين. ويؤكد أن «المؤتمر يمثل نهضة في الشراكة بين الهند والعالم العربي، لأن الهند تشهد تنوعاً كبيراً والعالم العربي كذلك، ولدى كل طرف الكثير من الطاقات. والهدف اليوم هو إيجاد التناغم الصحيح بين هذه الطاقات، وأن نرفع التبادل التجاري الذي يقارب 190 بليون دولار إلى نحو ترليون دولار وبفترة زمنية معقولة، ويمكننا أن نحقق ذلك لاسيما في قطاعي المعرفة والتكنولوجيا».

غرفة عربية-هندية

ويعتبر رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان سعادة سعيد بن صالح الكيومي في تصريح خاص لـ»الشبيبة» أن السلطنة ترفع في هذا المؤتمر الشعار العربي، ونتمنى أن تكون هناك علاقات اقتصادية قوية مع الهند بما تمثله من قوة اقتصادية وسكانية». ويضيف سعادته: «تشهد الهند نمواً اقتصادياً كبيراً، وفيها فرص كبيرة ونتمنى أن نستثمر قربنا منها لنقيم علاقات اقتصادية وشراكات». ويكشف الكيومي عن اقتراح ستتقدم فيه السلطنة خلال المؤتمر يقضي بإنشاء «غرفة عربية هندية تحت مظلة جامعة الدول العربية ويتبناها اتحاد الغرف العربية لأن من شأنها تقوية العلاقات الاقتصادية بين الطرفين».
ويعتبر الكيومي «أن الحكومة تعمل بشكل مستمر على تحقيق التنويع الاقتصادي، والهند هي من الأسواق المستهدفة في رفع التبادل التجاري وتنمية الأعمال ورجال الأعمال في السلطنة يعملون كذلك في هذا الاتجاه».
من جهته، يعتبر رئيس اتحاد الغرف العربية نائل الكباريتي في تصريح لـ»الشبيبة» «أن مجرد إقامة المؤتمر في السلطنة يعني الكثير، لاسيما أنها تتمتع بموقع جغرافي حساس وعلاقة طيبة مع مختلف العالم العربي ومع الهند، وتؤدي دوراً توفيقياً ومعتدلاً بين جميع الأطراف».
وعن المؤتمر يعتبر «أن مجرد اجتماع الطرفين هو بداية الطريق»، ويضيف: «اعتقد أن هذا المؤتمر مختلف عما سبق، إذ رأينا جدية في وضع استراتيجية ومد جسور ليس فقط لرفع التبادل التجاري بل التبادل المعرفي بين الهند الدول العربية لتكون العلاقات على أساس شراكة حقيقية».

التبادل المعرفي

وعن التركيز على التبادل المعرفي والخبرات أكثر من التبادل التجاري، يقول: «لا تحتاج التجارة إلى تسويق فالتاجر يبحث عن السوق الأفضل والسعر الأفضل ويقوم بعمله ضمن معطيات معروفة، لكن إيجاد شراكة لا يكون بالبيع والشراء، إنما من خلال بناء جيل جديد، وهذا يتم من خلال أن نأخذ من الهند قوتها ونعطيها من قوتنا، وفي المؤتمر نلمس نية جدية من الهند في المضي بتبادل الخبرات وهذا ما يمثل توجهاً جديداً».
وشهد المؤتمر في يومه الأول أمس حلقات عمل عدة وجلسة وزارية شارك فيها رئيس الهيئة الاقتصادية الخاصة بالدقم معالي يحيى بن سعيد الجابري، ونائب رئيس وزراء الأردن د.جواد عناني، ووزير التجارة السوداني محمد الحسن فضلاً عن وزير التجارة والتصنيع في الهند راجندرا شوكلا ووزير أول ولاية جارخند الهندية راجوبار داس.
وتضمن المؤتمر، الذي يختتم اليوم، عرضاً عن الفرص الاستثمارية في كل من السلطنة والهند، وعدداً من أوراق العمل التي تتحدث عن قطاعات التقنية والابتكار والسياحة وغيرها.