مسقط –
«العقيدة الروسية الجديدة التي أقرها الرئيس فلاديمير بوتين، تكشف أنه تمت إضافة بند جديد يخص تهديدات الأمن الإلكتروني في المجالين العسكري والاقتصادي، وهذا التهديد، يستهدف إضعاف القيم الأخلاقية التقليدية الروسية»، بحسب ما جاء في مركز دراسات روسيا والعالم «كاتيخون».
ويأتي هذا البند الجديد، في عقيدة الأمن الإلكتروني الروسي، بعد اتهامات واشنطن لموسكو بتنفيذ هجمات إلكترونية، وقرصنة لمواقع أمريكية، لاسيما خلال فترة الانتخابات الرئاسية في واشنطن، والتنافس بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
الاتهامات لموسكو بالتدخل في الانتخابات الأمريكية تجسدت في التجسس على المراسلات الإلكترونية للحزب الديمقراطي، ومراسلات مساعد بارز لهيلاري كلينتون، ومدها لترامب وحملته، وذلك من أجل معرفة خطط الحزب الديمقراطي، والعمل على التفوق عليها عبر خطط مقابلة.
«إنه هجوم على ديمقراطيتنا، وهجوم على هويتنا كشعب. إن عبث حكومة إحدى الدول الأجنبية بانتخاباتنا يعني في وجهة نظري تهــديداً وجودياً لمنهج حياتنا. الأمر بالنسبة لي يشبه أحداث 9/11، النظير السياسي لها»، بحسب وصف المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية مايك موريل، في تعليقهِ على ما أشيع من تدخل لموسكو في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها دونالد ترامب العام الجاري.
أضاف: «لا أقول ذلك من باب المُبالغة، الأمر جسيم، وما صدمني هو أنه لم يحظَ بالمزيد من الاهتمام من قبل إدارة أوباما، أو الكونغرس، أو حتى وسائل الإعلام».
وقال موريل في تقرير صحيفة «واشنطن بوست» إن وكالة المخابرات المركزية توصلت في جلسة تقييم سرية، إلى أن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية لم يكن بهدف التلاعب بالنظام الديمقراطي، بل من أجل مساعدة دونالد ترامب على الفوز بالرئاسة.
ووفقا للعقيدة الروسية الجديدة لأمن المعلومات، التي وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإن إحدى التهديدات الرئيسية لروسيا تتمثل «بزيادة عدد الدول الأجنبية التي لديها تأثير على البنية الأساسية لمعلومات الأغراض العسكرية في روسيا». تم نشر الوثيقة على موقع الإنترنت الرسمي الروسي للمعلومات القانونية.
العقيدة التي صممت من قبل مجلس الأمن الروسي وضعت فورا قيد التنفيذ. وتفرض العقيدة الجديدة وجود قيود على الخدمـــات التي تخص وسائل النفوذ الإعلامي والنفسي التي تمارسها البلدان الأخرى بهدف زعزعة استقرار الوضع السياسي الداخلي في روسيا، وفق «كاتيخون»
وتهتم الوثيقة بشكل خاص بعمل وسائل الإعلام الأجنبية وتأثيرها على الروس، في المقام الأول على الشباب في البلاد. وتشير الوثيقة إلى أن الهدف من هذا التأثير هو التأثير على القيم الثقافية والروحية، لتقويض المبادئ الأخلاقية والأسس التاريخية والتقاليد الوطنية.
أحد الأهداف الرئيسية لواضعي هذه العقيدة للأمن السيبراني (الإلكتروني)، هو «الردع الاستراتيجي والوقاية من النزاعات العسكرية، والتي يمكن أن تنجم عن استخدام تكنولوجيا المعلومات».
تقييم العقيدة
يقول الخبير في الأمن السيبراني، أوليغ ديميدوف، وهو من مؤسسة بحثية مستقلة مقرها موسكو: «العقيدة في شكلها الحالي هي العقيدة الأفضل بما يخص التهديدات الموجهة للأمن العسكري والتكنولوجي في روسيا. على سبيل المثال، هي تعمل بشكل مؤكد على الحماية من-العمليات السيبرانية من قبل الأجهزة الخاصة الأجنبية، فضلا عن مكافحة النشاط الاستطلاعي الأجنبي في روسيا». ويشير الخبير إلى أن الحكومة الروسية أولت اهتماما خاصا لمواجهة «ثورات التويتر» الجديدة، كتلك التي حدثت في الشرق الأوسط في بداية العقد الجاري. وأضاف ديميدوف «الربيع العربي يشير إلى ما فعله الفيسبوك والتويتر وغيرهما من وسائل التواصل الاجتماعي، مما يسمح بتهديد الاستقرار الاجتماعي والسياسي، والشيء الرئيسي هو أننا لم يكن لدينا نموذج فعال لمنع حدوث ذلك».