سـوء التغذية يقتـل أطفـال اليمـن

الحدث الأربعاء ١٤/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٠ ص
سـوء 

التغذية 
يقتـل 
أطفـال 
اليمـن

عدن - صنعاء – قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن نحو 2.2 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية، ويحتاجون إلى التغذية العاجلة، مشيرة إلى أن حوالي 462000 طفل منهم يعاني من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهي زيادة كبيرة تصل إلى 200 بالمائة مقارنة بعام 2014. كما يعاني 1.7 مليون طفل يمني من سوء التغذية الحاد المتوسط. إن أعلى معدلات سوء التغذية الحاد تظهر بين أطفال محافظات الحديدة وصعدة وتعز وحجة ولحج، حيث تشكل هذه المحافظات الخمس أكبر عدد من حالات سوء التغذية الحاد الوخيم في اليمن، في حين تسجل محافظة صعدة أعلى معدلات التقزم بين الأطفال على مستوى العالم، إذ يعاني 8 من أصل كل 10 أطفال في المحافظة من سوء التغذية المزمن في نسبة لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل. وتقول القائمة بأعمال ممثل اليونيسف في اليمن د. ميريتشل ريلانو: إن معدلات سوء التغذية في اليمن هي الأعلى والأكثر تصاعداً من أي وقت مضى، وصحة أطفال البلد الأفقر في الشرق الأوسط لم تشهد مطلقاً مثل هذه الأرقام الكارثية التي نشهدها اليوم». ويواجه اليمن صعوبات تمثلت في انتشار الفقر وانعدام الأمن الغذائي وندرة الخدمات الصحية حتى قبل تصاعد حدة النزاع في البلاد في مارس 2015، وأصبح نظام الصحة اليمني اليوم على وشك الانهيار. تقتصر الرعاية الطبية في اليمن على أقل من ثلث تعدادها السكاني، بينما أكثر من نصف المرافق الصحية فيها معطلة، ولم يتلقَ العاملون في مجال الصحة رواتبهم منذ شهور، كما تواجه وكالات الإغاثة صعوبة في إيصال الإمدادات المنقذة للحياة للناس بسبب الأزمة السياسية القائمة بين الأطراف المتنازعة. يموت في اليمن على الأقل طفل واحد كل عشر دقائق بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، مثل الإسهال وسوء التغذية والتهاب الجهاز التنفسي. وبحسب ريلانو: «أفقدَنا العنف والنزاع مكاسب كبيرة تَمكن اليمن من تحقيقها خلال العقد الماضي في مجال صحة وتغذية أطفال. فقد انتشرت الأوبئة مثل الكوليرا والحصبة، ونظراً لتوفر عدد قليل من المرافق الصحية العاملة زاد تفشي هذه الأمراض ليشكل عبئاً كبيراً على الأطفال». ودعمت اليونيسف خلال العام 2016 علاج 215000 طفل ممن يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم في اليمن، وقدمت الفيتامينات والمكملات التغذوية لأربعة ملايين طفل ممن هم دون الخامسة من العمر لتعزيز مناعتهم. إلا أن هذا العمل المنقذ للحياة يظل مقيداً بسبب نقص التمويل وعدم القدرة على الوصول إلى المناطق التي يشتد فيها القتال. تضيف ريلانو في بيانٍ أصدرته المنظمة: «ندعو أطراف النزاع في اليمن إلى توفير سبل الوصول غير المشروط إلى الأطفال المحتاجين في مختلف أنحاء البلاد كي نتمكن من تزويدهم بالإمدادات الغذائية وعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ودعم الخدمات الصحية اليمنية». لا يزال هناك نقص في التمويل، إذ تحتاج اليونيسف إلى 70 مليون دولار أمريكي في العام 2017 كي تتمكن من توفير خدمات الصحة والتغذية للأمهات والأطفال في مختلف أرجاء البلاد. وعلى صعيد متصل، دعا وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح، المنظمات الإغاثية والإنسانية إلى سرعة تقديم المساعدات الإغاثية إلى مديرية عتمة في محافظة ذمار. وقال الوزير فتح «إن المديرية تشهد أوضاعاً معيشية صعبة، ونزوح للعشرات من الأسر بسبب الهزات الأرضية التي ضربت بعض قراها خلال الأيام الفائتة». وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن وزير الإدارة المحلية اليمني، أكد أن النازحين بحاجة إلى (4000) سلة غذائية، ومواد إيوائية وعلاجية، لمساعدتهم في التغلب على معاناتهم والتخفيف من أوضاعهم الصعبة.