لوى – ناصر الغيثي
تدفقت المياه مرة أخرى وبأحسن من السابق في فلج الصباخ بقرية فزح الجبلية التابعة لولاية لوى بعد إجراء صيانة له. ويعتبر فلج الصباخ واحدا من الأفلاج الغيلية بقرية فزح الجبلية ويبلغ طوله الكلي حوالي 2350 مترا ويعتمد عليه الأهالي في ري مزروعاتهم بمساحة 5 أفدنة تقريبا، ونظراً إلى البنية التقليدية والقديمة لهذا الفلج فإنه فقد القدرة على توفير وإمداد المياه للعديد من المناطق والمزارع المعتمدة عليه بشكل كبير، وقامت مؤسسة جسور بأعمال الصيانة عن طريق بناء قناة مغطاة بطول 70 مترا وبناء ساقية مكشوفة بطول 1400 مترا حسب المواصفات الفنية مما أدى الى سهولة وزيادة تدفق المياه في مجرى الفلج ليخدم حوالي 35 مزرعة في القرية.وبلغت تكلفة صيانة الفلج 45 ألف ريال عماني وقال نائب والي لوى الشيخ أحمد بن حمد المعولي إن مشروع صيانة فلج الصباخ جاء ضمن جملة من المشاريع التي تشهدها ولاية لوى خلال هذه الفترة بتمويل من مؤسسة جسور والشركات المؤسسة لها والمتمثلة في (أوربك وصحار ألمنيوم وفالي) وهو بلا شك يشكل أهمية بالغة لدى الأهالي، حيث يعتمد عليه عدد كبير من الأهالي في ري مزروعاتهم وبقية الاستخدامات الآخرى فهو بالنسبة لهم يمثل شريان حياة.
من جانبه قال مدير دائرة شؤون موارد المياه بالمديرية العامة للبلديات الإقليمية وموارد المياه بمحافظة شمال الباطنة مبارك بن سالم الجابري إن العمل في المشروع استمر حوالي 9 أشهر بطول إجمالي يصل إلى 1470 مترا تمثلت في بناء ساقية مفتوحة بطول 1400 متر وأخرى مغطاة بطول 70 مترا وفق مواصفات فنية تسمح بتدفق المياه بشكل أفضل وأسرع، مشيرا إلى أنه خلال أعمال الصيانة للفلج تم الحرص على ضمان استمرارية تدفق المياه في شريعة الفلج وضمان وصول المياه الى الأهالي والأراضي الزراعية دون انقطاع، حيث ومن أجل ضمان الجودة تم استخدام الخرسانة التي تحافظ على قوة الفلج واستدامته لأقصى فترة ممكنة مع إضافة معايير السلامة والوقاية بتغطية الأماكن التي من الممكن أن تتأثر بأية عوامل تؤدي إلى انقطاع الجريان.
وأوضح مدير المشاريع بمؤسسة جسور عمر بن محمد العبري إلى أن مشروع فلج الصباخ يعتبر من المشاريع التي نرى فيها تقديم خدمة لأهالي قرية فزح حيث يعتمد الأهالي على هذا الفلج بشكل رئيسي في ري مزروعاتهم فضلا عن الاستخدامات الأخرى ولذلك كان من الأهمية بمكان أن يعود هذا الفلج إلى دوره المهم بالنسبة للأهالي، ونحن اليوم نشعر بالسعادة حينما نرى الفرحة في وجوه أهالي القرية بعد صيانة الفلج وعودته إلى سابق عهده، وهنا نتقدم بالشكر الجزيل لأهالي القرية على تعاونهم خلال مرحلة تنفيذ المشروع.
فيما عبر الأهالي عن سعادتهم بإنجاز هذا المشروع الذي يرتبط بحياتهم اليومية في القرية، حيث قال الشيخ خالد بن سيف الريسي إن الفلج يستفيد منه الأهالي في ري الكثير من المحصولات الزراعيه التي تُعد من مصادر الرزق القويه لكثير منهم وبلا شك فإن صيانة الفلج ستعمل على منع هدر الكثير من المياه التي تتسرب منه في حالة وجود التشققات في جسم الفلج بما يؤدي لزيادة كمية المياه المتجهه لمزارع المواطنين، ونحن في هذا الشأن نقدم الشكر لمؤسسة جسور على تبنيها تمويل صيانة هذا الفلج.
وعبر سالم بن سيف الريسي عن فرحته بصيانة هذا المشروع وقال: نحمد الله على عودة الحياة لفلج الصباخ الذي نعتمد على مياهه منذ سنوات طويلة وكنا نخشى أن يموت هذا الفلج كليا، ولكن الحمدلله اليوم عاد الى نشاطه الذي عرفه أهالي منطقة الصباخ.
من جانبه قال يعقوب بن سالم الريسي: حقيقة كنا بحاجة ماسة لمثل هذا المشروع، حيث كنا نعاني في الفترة الفائتة من تشققات في أرضية الفلج وتصدع جدرانه الجانبية وعدم وصول الماء الى المزارع الأخيرة خاصة في فترة جفاف الوادي وقلة المخزون الجوفي وتأخر نزول الأمطار والوديان، واليوم الحمدلله جاءت مبادرة جسور مشكورة لصيانة الفلج فكل الشكر والتقدير للجهود التي كانت وراء هذا الجهد.
وبدوره أوضح عبدالله بن سعيد الريسي أهمية هذا المشروع بالنسبة للأهالي فقال: بالنسبة لنا أهالي منطقة الصباخ يعتبر الفلج شريانا حيويا يغذي المزارع، حيث يتم استخدام مياه الفلج في ري المزارع التابعة لمنطقة الصباخ وذلك على حسب التقسيم المتعارف عليه منذ القدم وكل على حسب الحصة المخصصة له بحيث لا يتعدى شخص على حصة غيره، ومع أهمية هذا الفلج فإننا نشكر مؤسسة جسور على مبادرتها للتكفل بتكلفة مصاريف مشروع صيانته ونثمن هذه المبادرة البناءة منهم وهم دائما في موضع تقدير واحترام الجميع لما يقوموا به من مبادرات بناءة في خدمة المجتمع في ولاية لوى.
وأضاف: نأمل من جسور وبقية المؤسسات والجهات ذات العلاقة أن تقوم بمبادرات اخرى لتطوير بلدة فزح وبالأخص منطقة الصباخ، حيث تعتبر منطقة سياحية مهمة يرتادها السياح دائما، فالمنطقة تحتاج لبعض الاهتمام مثل عمل المظلات ودورات المياه وعمل استراحات للسياح وكذالك الاهتمام بمنبع فلج الصباخ وهي الثوارة بحيث يعمل لها حوض لتتدفق المياه فيه ثم تتدفق المياه من الحوض للفلج وهذه الثوارة لا تقل أهمية عن أمثالها المنتشرة في بعض ولايات السلطنة.