2017.. التحديات تنتظر ترامب

الحدث الثلاثاء ١٣/ديسمبر/٢٠١٦ ٢٣:٠٠ م
2017..

التحديات 

تنتظر 
ترامب

مسقط – محمد محمود البشتاوي

يرحل الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن البيت الأبيض، تاركاً لخلفهِ دونالـــد ترامب تركةً ثقيلةً، تتمثلُ في أزماتٍ متصاعدةٍ، ومعقدةٍ، ومستعصيةٍ على الحل، وثمةَ تهديدات وتحديات خارجيــة تواجـــه الولايات المتحدة الأمريكيــة منذ عقــود، من بينهـــا، وعلــى رأسهــا، كوريـــا الشمالية، كما يقول الجنرال المتقاعد من البحرية الأمريكية جيمس ستافريديس، موضحاً أن المشكلة التكتيكية الأكثر إلحاحـــاً فهـــي «تملك أسلحة نووية وزعيم لا يمكـــن التنبؤ بما سيقوم به»، وليس لدى واشنطن «وسيلة فعالة للسيطرة على بيونج يانج».

وأضاف ستافريديس في جلسة حوارية لمعهد واشنطن، شارك فيها أيضا الجنرال الأمريكي المتقاعد جون ألين، أن «على الولايات المتحدة مواجهة روسيا عندما يتوجّب عليها القيام بذلك، والتعاون معها عندما يمكنها فعل ذلك»، وهو رأي لا يبتعدُ كثيراً عن وجهة نظر مدير مركز «كارنيغي» في موسكو ديمتري ترنين، الذي رأى أن وصول ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة بدد الهواجس والمخاوف من تأزم العلاقات الأمريكية الروسية، موضحاً أنّ «روسيا في 2017 سوف تتبع مصالحها الوطنية»، وأنها لا تحمل في أجندتها «إيديولوجية» تريد فرضها على الآخرين. وتوقع أن تتحوّل المواجهة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا إلى منافسة، وأن تكون هناك لغة مشتركة بين الرئيسين ترامب وبوتين.
ورغم هذه الصورة المتفائلة لدى ترنين، فإن ستافريديس يشدد على ضرورة أن تواجه واشنطن موسكو «لدعم الأخيرة للرئيس السوري بشار الأسد، وأنشطتها في شبكات الفضاء الحاسوبي، وضمها لشبه جزيرة القرم»، إلا أنه في المقابل يحدد أوجه التعاون معها في قضايا من بينها «مكافحة المخدرات، ومكافحة الإرهاب، وفي القطب الشمالي». وخلص إلى القول: «عندما تكون هناك فرصة قد يكون هناك (فن الاتفاق) مفيداً في الواقع».
جون ألين، رأى في جلسة «معهد واشنطن» الحوارية، أنه «لم تعمل الولايات المتحدة على حل القضايا المرتبطة بالشرق الأوسط، «فنحن مقبلون على أزمة استراتيجية كبيرة»، وقال ألين، الذي شغل منصب كبير مخططي التحالف العالمي لهزيمة تنظيم («داعش») إنه ليس هناك شك في أن الولايات المتحدة وحلفاءها سوف يستعيدون الموصل ويلحقون هزيمة عسكرية بتنظيم داعش، وأضاف أن «المشكلة مع تنظيم «داعش» هي أن الولايات المتحدة كأمة لا تبحث في.. العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية المسببة لتطرف مئات الآلاف من الرجال والنساء في جميع أنحاء العالم والتي أسفرت عن قيام سلسلة من المنظمات المتطرفة».
ووفقاً لستافريديس، يكمن مفتاحيْ نجاح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في إقامة تحالفات مع شركاء محليين والاستفادة من التقنية لتجنب نشر قوات أمريكية كبيرة في المنطقة. وأكد أنه يتعيّن على الولايات المتحدة «امتلاك» شبكات تواصل اجتماعي على الإنترنت بقدر سيطرتها على ساحة المعركة في العراق. وعلّق أن «الولايات المتحدة بارعة في إطلاق الصواريخ والعمليات العسكرية في جميع أنحاء العالم، ولكن عليها أن تُحسّن إطلاق الأفكار».
وحول سؤال «إذا كان لديهم عصا سحرية لإصلاح قضية واحدة من قضايا السياسة العامة، فما هي؟»، قال ألين إنه «سيعالج عمليـــة السلام بيـــن الفلسطينيين والإسرائيليين، وهي موضوع سبق وأن تناوله كمبعـــوث خاص في إدارة أوباما. وقــال: «اعتقـــد أنـــه بإمكـــان تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وأعتقد أنه لا بد من تحقيقه».
ستافريديس اختار التركيز على قضية داخلية: «الشيء الذي سأعمل على تغييره على الفور هو الشعور بأزمة الجمود القائمة في النظام السياسي. إن فكرة كون المرء معتدلاً، وفكرة إيجاد حل وسط، وفكرة التغلب على الجمود لم تعد قائمة، وهذا يقلقني بعمق. إذا كان لديّ عصا سحرية سوف أُلوّح بها فوق ‹المستنقع الذي يجب أن ينضب وبث شعوراً بالمسؤولية المشتركة لكامل مستقبلنا».