الجابري: حجم الاستثمار الصيني في الدقم 11 بليون دولار

مؤشر الاثنين ١٢/ديسمبر/٢٠١٦ ٢١:٥٢ م
الجابري: حجم الاستثمار الصيني في الدقم 11 بليون دولار

جوانزو - يوسف بن محمد البلوشي
قال رئيس هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم معالي يحيى بن سعيد الجابري إن العلاقات العمانية الصينية ممتدة الجذور منذ قديم الزمان متخذة صورة مشرقة في التواصل الإنساني والتواصل الحضاري وتحقيق المنافع المشتركة التي شكلت من خلالها عُمان محطة رئيسية آمنة عن طريق الحرير البحري الذي كان يربط الصين بالشواطئ الجنوبية لأوروبا على البحر الأبيض المتوسط والشواطئ الشرقية للقارة الأفريقية على المحيط الهندي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها معاليه خلال الحفل الذي أقامه الطيران العماني - الناقل الوطني للسلطنة- على هامش التدشين الرسمي لمحطة جوانزو الجديدة بجمهورية الصين الشعبية وذلك بفندق فور سيزونز بمدينة جوانزو.
وأشار رئيس هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في كلمته إلى أن الزيارات التي قام بها البحار الصيني المشهور زينج هي إلى مدينة صلالة بأسطوله البحري قبل حوالي 600 عام ما هو إلا شاهد على العمق التاريخي للعلاقات التجارية والثقافية والحضارية التي تربط بين البلدين الصديقين.

تعزيز أواصر الصداقة
وأوضح معاليه أن في العصر الحديث أدركت القيادة السياسية في البلدين أهمية توظيف هذا الموروث التاريخي والحضاري في تعزيز أواصر الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، مؤكدا أنه منذ انطلاق عصر النهضة الزاهر للسلطنة في العام 1970 أولى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- العلاقات العُمانية الصينية رعاية واهتماماً خاصين.
وذكر الجابري أن احتفال السلطنة في ديسمبر من العام الجاري برعاية وزير التراث والثقافة صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد بمناسبة مرور 35 عاما على وصول السفينة صحار إلى ميناء كانتون في جمهورية الصين الشعبية ما هو إلى دلالة على عمق العلاقة بين البلدين.

التمثيل الدبلوماسي
وأكد معاليه أن التمثيل الدبلوماسي بين البلدين بدأ في العام 1978 ومنذ ذلك التاريخ تم التوقيع على اتفاقية ترويج وحماية الاستثمار في العام 1995م واتفاقية منع الازدواج الضريبي في العام 2002، كما تم تأسيس اللجنة العمانية الصينية المشتركة وجمعية الصداقة في كل من البلدين إضافة إلى قيام مسؤولين من الجانبين في القطاعين العام والخاص بالعديد من الزيارات المتبادلة وعقد اللقاءات التشاورية من أجل تفعيل قنوات الاتصال وبرامج العمل المشترك.

حجم الاستثمار الصيني في السلطنة
وقال معاليه إن حجم الاستثمار الصيني في السلطنة في العام 2015 قارب من سقف بليوني دولار أمريكي، فيما بلغ حجم التبادل التجاري في نفس العام 17.2 بليون دولار أمريكي، وحجم الصادرات العمانية النفطية إلى الصين 237 مليون برميل مشكلة ما نسبته 77 في المئة من الصادرات النفطية الإجمالية للسلطنة وحوالي 10 في المئة من الواردات النفطية الإجمالية لجمهورية الصين الشعبية.
وأضاف إن إجمالي الصادرات العمانية إلى الصين بلغت حوالي 5 بلايين دولار أمريكي مشكلة ما نسبته 49 في المئة من العوائد الإجمالية للسلطنة من الصادرات، أما الصادرات غير النفطية من السلطنة إلى الصين فبلغت حوالي 192 مليون دولار أمريكي.

الاستثمار الصيني في الدقم
وقال معالي رئيس هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إنه من المؤمل أن يبلغ حجم الاستثمار الصيني المباشر في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم خلال العقد المقبل حوالي 11 بليون دولار أمريكي وأن تتولّد عن ذلك 12 ألف فرصة عمل دائمة جديدة و22 مليون طن من البضائع التي سيتم تناولها عبر ميناء الدقم البحري.
وذكر أنه على صعيد التعاون متعدد الأطراف فقد استجابت السلطنة لدعوة الصين في تأسيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية حيث غدت السلطنة دولة مؤسسة وشريكة في البنك، إضافة إلى وجود تعاون بين جهات استثمارية رسمية في كل من السلطنة والصين في إنشاء وتطوير ميناء بحري في دولة تنزانيا بالإضافة إلى ما تقوم به حكومة السلطنة حاليا في دعم الجهود الرامية إلى توقيع اتفاقية تجارة حرة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية الصين الشعبية التي من المؤمل أن يتم إنجازها في نهاية العام الجاري.

مد جسور التواصل
من جانبه سلّط الرئيس التنفيذي للطيران العماني بول جريجورويتش، في كلمته أثناء الحفل، الضوء على السلطنة كنموذج للبلدان التي عُرف عنها الاستقرار والازدهار ومد جسور التواصل ما بين الشعوب.
وقال جريجورويتش إن خط الطيران العماني الجديد إلى جوانزو سيساهم في تقوية الروابط الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية إضافة إلى مساهمته الإيجابية المتوقعة على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

دعم ومساندة
من جانبه قال أمين عام مجلس الدولة سعادة د.خالد بن سالم السعيدي ممثلاً عن جمعية الصداقة العمانية الصينية، في كلمة له، إن الجمعية التي أُشهرت بمباركة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- وبدعم ومساندة من قِبل الرئيس الفخري للجمعية معالي د.عمر بن عبدالمنعم الزواوي في 31 أكتوبر من العام 2010، تهدف إلى تطوير العلاقات العمانية الصينية في مختلف المجالات.
وأكد سعادته أن مشاركة جمعية الصداقة العمانية الصينية في هذا الاحتفال تأتي في إطار دعمها لجهود تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياحية بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية الصديقة.

فقرات الحفل
شمل الاحتفال تقديم عرض مرئي تناول أهم المقومات السياحية والطبيعية والتاريخية التي تتميز بها السلطنة، كما استعرض الخدمات والمميزات التي يقدمها الطيران العماني، وقدمت فرقة جمعية هواة العود عدداً من المعزوفات العمانية التراثية والعربية، إضافة إلى رقصات ومقطوعات صينية قدمتها فرقة صينية.
حضر الاحتفال سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية الصين الشعبية سعادة السفير د.عبدالله بن صالح السعدي وعدد من المسؤولين من وزارة الخارجية الصينية ومن سلطات الطيران المدني الصيني.