ترامب وبوتين.. هل يستمر الغزل؟

الحدث الاثنين ١٢/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
ترامب وبوتين.. هل يستمر الغزل؟

مسقط – محمد البيباني

عبارات من المديح المتبادل استمرت طيلة أشهر الحملات الانتخابية بين المرشح الأمريكي وقتها دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

لغة جديدة لم تعهدها طبيعة علاقات الدولتين حتى بعد انتهاء الحرب الباردة.
السؤال هنا هل يستمر ترامب في موقفه من روسيا وهل تظهر عبارات الغزل عند حديثه عن نظيره الروسي أم أن التاريخ سيفرض سطوته على الجميع.
وهل يمكن تفسير تلك العلاقة بما كشفت عنه السي اي ايه حول تدخل بوتين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لمساعدة ترامب على الفوز؟

وهل تستمر وصلات الغزل بعدما تم الكشف عن ذلك أمام الرأي العام الأمريكي، الأمر الذي قد يفسر امتنان ترامب بنوع من رد الجميل لنظيره الروسي؟

من الغزل إلى تبادل الهدايا

استمراراً لدعم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لدونالد ترامب، الرئيس الجديد للولايات المتحدة، بعد تغلبه على منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون في الانتخابات الأمريكية، قام بمنحه حصانًا أبيض من أندر الأنواع في روسيا، حسبما أشارت وسائل إعلام عدة.
وتمّ شحن الحصان، الذي يُقدر ثمنه بـ10 ملايين دولار، في طائرة عسكرية روسية إلى مدينة كاليفورنيا الأمريكية، وهو من الأنواع الأصيلة في موسكو والنادرة جدًا، ولم تكن السلطات الروسية لتسمح بإخراج هذا النسل من روسيا لولا قرار الرئيس بوتين.
وفي المقابل، قرر ترامب الرد على الهدية بأخرى، تمثلت في تقديمه 30% من قيمة أحد أهم الفنادق التي يمتلكها في نيويورك، لصالح فلاديمير بوتين، التي يقدر ثمنها بنحو 300 مليون دولار.

إعجاب أم مصالح؟

التقارير الصحفية أشارت إلى أن الإعجاب المتبادل بين بوتين وترامب، ليس مســتغرباً، في ظل وجود نقاط تشـــابه تجمع بينهما رغــم الاختلاف في التنشئة والتوجهات أحياناً، فكلاهما يمثل الخط اليميني في بلاده.
البداية كانت في العام 2015، بعدما ترشح الجمهوري دونالد ترامب، لرئاسة أمريكا، وقتها وفي المؤتمر السنوي لبوتين، أغدق عبارات الثناء عليه، ووصفه بأنه رجل لامع جداً وموهوب، واعتباره الزعيم المطلق في سباق الرئاسة.
وخلال المنتدى الاقتصادي الدولي في يونيو الفائت، واصل بوتين اشادته بترامب، الذي وصفه بأنه شخصية متوهجة، كما أنه يرغب في استعادة العلاقات الكاملة بين موسكو وواشنطن.
وبعد فوز ترامب في الانتخابات، في بداية نوفمبر الجاري، كان بوتين، على رأس المهنئين له، معبرًا عن أمله في التعاون بشأن القضايا الدولية، على اعتبار أن الحوار بين موسكو وواشنطن يخدم مصالح الجهتين. وفي المقابل، مدح ترامب الرئيس الروسي في مواقف عديدة، فوصفه مرارًا بأنه زعيم قوي، وأن لا شيء يعجبه في النظام الروسي، إلا أن بوتين كان قادراً على إدارة بلاده أكثر من الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

هل يتغير ترامب؟

في أكتوبر الفائت قال المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب إن روســــيا خالفت اتفاقها مع الولايات المتحدة بشأن وقف إطلاق النار في ســوريا وإنها لا تحترم قادة الولايات المتحدة.
وعلقت الولايات المتحدة المحادثات مع روسيا بشأن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا واتهمت موسكو بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في سبتمبر لوقف القتال.
وأدى ذلك إلى تضاؤل الآمال في التوصل لحل دبلوماسي للحرب الأهلية المستمرة من خمسة أعوام ونصف العام والتي أدت إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد 11 مليوناً.
وقال ترامب لتجمع في بريسكوت فالي بولاية أريزونا «خالفت روسيا الاتفاق والآن يطلقون النار ويقصفون، أمر كهذا يجب أن ينتهي ويجب أن ينتهي سريعاً».

علاقة «مريبة»

تناولت صحف أمريكية العلاقة بين بوتين وترامب، وأشار بعضها إلى الإعجاب المتبادل بين الرجلين، فقد قالت صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها إن من بين الجوانب الغريبة للحملة الدعائية لانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016 هي التقارب المذهل بين المرشح الأمريكي ترامب والسلطوي الروسي بوتين.
وقالت إن الرئيس الروسي بوتين يتدخل فعلاً في سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية من أجل مساعدة مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في التغلب على مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.

انفراج أم انفجار؟

يسود اعتقاد أن الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب والذي ستبدأ عملياً مرحلته الرئاسية في 20 يناير المقبل قد يُحدث تغيُّراً في العلاقات الأمريكية الروسية.
الحديث الهاتفي بين الرئيسين بوتين وترامب يعكس الكثير من إمكانيات التحول ليس فقط في علاقات البلدين.
هذا الحديث يحمل بدايات جيدة، ويعكس مقدمـــات لتهدئة الأمور بعـــد أن أوصـــلتها إدارة الرئيـــس باراك أوبــاما إلى نقطـــة الغليان على مســـتويات متعددة وفي مناطق مختلفة، وفي مجــالات وملفات حســـاسة (سوريا، إيران، أوكرانيا..) وغيرها.