الـرمـحـي: لا نية لمراجعة عقود شـركــات النــفـط بالسـلطـنة

مؤشر الثلاثاء ٠٢/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٤٥ م
الـرمـحـي: لا نية لمراجعة عقود شـركــات النــفـط بالسـلطـنة

مسقط - يوسف بن محمد البلوشي

قال وزير النفط والغاز معالي د.محمد بن حمد الرمحي إن أعمال الاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز مستمرة في السلطنة مشيرا إلى أن هناك إقبال كبير من الشركات العالمية للعمل في السلطنة، مؤكدا أن أزمة أسعار النفط عرضية ولا يمكن أن تؤثر على أعمال الاستكشاف والتنقيب.

وأضاف الرمحي في تصريح خاص لـ«الشبيبة» خلال رعايته حفل تخريج الدفعة الأولى من خريجي برنامج اللحام 6 جي والبالغ عددهم 195 متدرباً باحثاً عن عمل، مما يؤهلهم للعمل في مشروع رباب – هرويل المتكامل، وهو مشروع عملاق لإنتاج النفط والغاز: أن لا نية للسلطنة في مراجعة عقود شركات النفط في الوقت الحالي مؤكدا أن حقوق السلطنة في هذه العقود والاتفاقيات مصانة كما أن هذا العقود ملزمة للطرفين ولا يمكن تغييرها باستمرار موضحا أن ذلك يضر بسمعة السلطنة دوليا.

وبين الرمحي أن تكلفة الاستثمار في استخراج النفط في السلطنة تبلغ 27 دولاراً تقريباً لبرميل النفط من ضمنها تكلفة التشغيلية لاستخراج النفط والتي تقل عن عشرة دولارات للبرميل الواحد.

حجم إنتاج السلطنة

وأشار معاليه إلى أن حجم إنتاج السلطنة من النفط يصل تقريباً إلى 980 – 990 ألف برميل يومياً وتم تجاوز المليون برميل يومياً خلال شهري ديسمبر ويناير الفائتين.
وأوضح الرمحي أن السلطنة تبيع النفط من خلال السوق وكذلك من خلال تعاقدها مع بعض الشركات في آسيا موضحاً أن مشتريات الصين من النفط العُماني تتم من خلال السوق وبالتالي ليس هناك خوف من خسارة الزبائن للنفط العُماني.

وأشار الرمحي أن السلطنة تسعى إلى تحقيق القيمة المضافة لإنتاج النفط والغاز وليس فقط استخراجه وبيعه وذلك من خلال عمليات التكرير وإقامة المصانع القائمة على المشتقات النفطية وكذلك تأهيل الشباب العُماني للعمل في هذا القطاع.

استثمارات شركة النفط العُمانية

وأكد وزير النفط والغاز أن استثمارات شركة النفط العُمانية ما زالت قائمة وتسير بشكل جيد موضحاً أن لا نية للشركة في تأجيل أية مشاريع ومن ضمنها مشروع مصفات الدقم الذي يمضي قدما وسيتم بدء العمل به خلال المرحلة المقبلة.
وعن مبادرة السلطنة في خفض 5- 10% من الإنتاج في حالة تم الاتفاق على ذلك من قبل الدول المصدرة قال الرمحي أن السلطنة جادة في هذه المبادرة لتحقيق السعر العادل لبرميل النفط مشيراً أي أن السلطنة تلقت إشادة واسعة من عدد كبير من الدول المصدرة للنفط التي أكدت تأيدها لهذه المبادرة وإمكانية الاتفاق عليها.

تدريب الكادر العُماني

وعن حفل تخريج الدفعة الأولى من خريجي برنامج اللحام 6 جي قال الرمحي أن تدريب الكادر العُماني يقع من ضمن الاهتمامات الرئيسية لشركة تنمية نفط عُمان والتي تعمل على الاستثمار في الكادر العُماني لتحقيق القيمة المضافة في قطاع النفط والغاز.
وبين الرمحي أن هناك مبادرات عديدة في هذا الإطار من مختلف الشركات النفطية العاملة في السلطنة وذلك لرفد قطاع النفط والغاز بالكوادر المدربة والقادرة على العطاء بما يحقق ازدهار هذا القطاع. وقد اجتاز الخريجون بنجاح برنامجاً تدريبياً استغرق 20 شهراً، وهم الآن بصدد البدء في العمل لدى شركتين متعاقدتين مع شركة تنمية نفط عُمان، هما شركة المقاولون العرب وشركة التركي للمشاريع. يشار إلى أن هذا البرنامج المهني، الذي تموله وتشرف عليه شركة تنمية نفط عُمان، يشمل تدريساً نظرياً وتدريباً على رأس العمل لتأهيل المتدربين حتى أعلى المستويات الدولية في مجال اللحام، وهو معتمد من قبل مؤسسات اعتماد عالمية كمعهد اللحام البريطاني وجمعية اللحام الأمريكية.

اكتساب المهارات

وفي هذا الإطار قال المدير العام لشركة تنمية نفط عُمان راؤول ريستوشي،: «إننا فخورون جداً بتمكننا من مساعدة هؤلاء الشباب على اكتساب المهارات اللازمة للعمل في مجال اللحام، انطلاقاً من مشروعنا العملاق في رباب – هرويل الذي يمثل أهمية استراتيجية كبيرة للسلطنة».

«هذا الإنجاز يضاف إلى رصيد النجاح في مسيرة برنامج الأهداف الوطنية الذي يُعنى بتوفير برامج تدريب لها قيمتها وأهميتها فضلاً عن فرص العمل المستدامة للعُمانيين. ونفخر بأننا تمكنا حتى الآن من إيجاد نحو 20 ألف فرصة تدريب وعمل منذ العام 2011، وما زلنا عاقدين العزم على تحقيق المزيد».
ومن الجدير بالذكر أن برنامج اللحام حتى المستوى (6 جي) يمنح المنتسبين إليه مزايا مالية وغير مالية معززة، وهو أول برنامج على مستوى المنطقة يضم مركزاً خارج المملكة المتحدة معتمداً من قبل معهد اللحام البريطاني. ومن المؤمل أن يصبح البرنامج معياراً معتمداً على مستوى قطاع النفط والغاز والصناعات الأخرى في السلطنة.
وتدرب الشباب، وعددهم 195 شاباً، في ورشة معهد ركن اليقين للتطوير بحلبان في مسقط.

تعزيز وتحقيق الهدف

وقال تيم بايفينس، رئيس قسم اللحام بالمعهد: «إنني فخور جداً بالمشاركة في تحقيق الهدف الوطني الرامي إلى تعزيز مهارات اللحام لدى هؤلاء الشباب حتى بلوغ المستوى (6 جي) الأعلى دولياً. ولم يقتصر الأمر على التأثير إيجاباً على تفكيرهم، بل علمناهم أيضاً بأنه لا شيء يقف في وجه العزيمة والطموح».
وأضاف أن «هؤلاء الخريجين يستحقون كل الاحترام لأنهم مؤهلين الآن وفق المستوى (6 جي) المعتمد من معهد اللحام البريطاني، وأضحت أبواب المستقبل مُشرَعة أمامهم».

أراء المشاركين

أما الخريج سعود الحبسي، وعمره 22 عاماً، فقد قال: «لقد غيّر البرنامج حياتي كثيراً، وتعلمت الكثير، واستفدت من الوقت الذي قضيته في هذا البرنامج، وأدركت أن الاجتهاد في العمل سيثمر عن فرص عديدة في المستقبل».
وأضاف زميله أسعد الريامي، وعمره 27 عاماً: «لقد تعلمت الكثير، وهذه المهارات التي اكتسبتها إنما هي بمثابة البداية الواعدة التي سأنطلق منها نحو مسار مهني في مجال اللحام وتفتيش اللحام. وصحيح أن البرنامج كان حافلاً بالتحديات لكن من خلال العمل باجتهاد وتفانٍ تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات والتعرف على أصدقاء كثر».
وقد أشرف على هذا البرنامج المدير التنفيذي للشؤون الخارجية والقيمة المضافة م.عبدالأمير بن عبدالحسين العجمي، الذي أضيفت إليه مؤخراً مهام جديدة تمثلت في الإشراف على برنامج الشركة للقيمة المحلية المضافة الذي يهدف إلى الاحتفاظ بقدر أكبر من ثروة النفط والغاز داخل البلاد. وإلى جانب إيجاد فرص التدريب والتوظيف سيشرف العجمي أيضاً على الجهود الرامية إلى تدشين سلسلة توريد محلية تتسم بالمتانة والاستدامة، وهو ما يتأتى من خلال العمـــل يداً بيد مع الشركات العُمانية، بما فيها المؤسســـات الصغيــرة والمتوسطة.
وقال عبدالأمير: «لقد أثلج صدري تولي هذه المهام الإضافية، وأنا مصمّم على البناء على العمل الرائع الذي تحقق حتى الآن في برنامج القيمة المحلية المضافة بما في ذلك التدريب الناجح للعديد من العُمانيين في مجال اللحام. وقد شرعنا في تقديم عدة مشاريع مهمة أخرى، ونخطط حالياً للعديد من المبادرات الأخرى التي تهدف إلى تأمين منافع اقتصادية مستدامة على المدى البعيد للسلطنة».
يضاف إلى ذلك أن شركة تنمية نفط عُمان بصدد البدء بتدريب نحو 200 شاب آخرين في هذا البرنامج ما زالوا الآن في مرحلة المقابلات والتقييم.