المغاربة يحتفلون بالمولد النبوي رغم الجدل

الحدث الأحد ١١/ديسمبر/٢٠١٦ ١٧:٢٥ م
المغاربة يحتفلون بالمولد النبوي رغم الجدل

يحتفل المغاربة بذكرى المولد النبوي الشريف؛ تعبيراً عن فرحتهم وتقديرهم لهذه المناسبة التي تجسد ارتباطهم الوثيق بصاحب الرسالة العالمية وخير البشرية وذي الأخلاق العظيمة الرسول الأكرم المصطفى صلى الله عليه وسلم، في جو يسوده الأمن والأمان والاطمئنان والسكينة، واستحضاراً للسيرة النبوية العطرة التي ألهمت مختلف المتتبعين من علماء الدين والتاريخ، خاصة منهم المستشرقين.

وفي خضم هذه المناسبة، تتعالى أصوات ويسيل مداد لا بأس به في كل مرة من طَرَف بعض التيارات وبعض المذاهب الإسلامية حول مدى شرعية الاحتفال بهذه المناسبة من عدمه، وهل يجوز الاحتفال بها؟ وهل احتفل بها النبي قيد حياته؟ وما إلى ذلك من نقاش في الموضوع ومحاولات للتشكيك في هذه المناسبة من جهة، كما تحاول بعض "التيارات" الترويج له؛ محاولةً منها للنَيل من هذه المناسبة التي ترسخ قيم وهوية المغاربة وتعزز "الأمن الروحي" لديهم.

منذ استقلال المغرب عن دولة الخلافة في المشرق، بدأت تتشكل القيم المشكِّلة للهوية المغربية من خلال تعايش مختلف المكونات والروافد والتحامهم حول القيم المشتركة للدين الإسلامي والعقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف على طريقة الجُنيد، رغم محاولات الاختراق التي عرفها في مراحل متقطعة من التاريخ من خلال بُعد المذاهب المنحرفة عن الدين الإسلامي والتي حاولت أن تجد لها موطئ قدم في شمال إفريقيا، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل، حيث ساهمت بالمقابل في ترسيخ القيم المشتركة للمغاربة.

إن مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف التي دأب المغاربة على تخليدها منذ قرون من الزمن، ما هي إلا تأكيد على تشبّث المغاربة بقيمهم وهويتهم التي شكّلت أساس تعايشهم والتحامهم وعلى نموذجهم في التدين، المتمثل في الدين الإسلامي والعقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف على طريقة الجنيد، كتراكم تاريخيٍّ محوره إمارةُ المؤمنين، صمامُ أمان للأمن الروحي أساسِ الاستقرار المجتمعي بالمغرب.