إسدال الستار على المؤتمر الدولي الخامس "علاقات عمان بدول القرن الأفريقي"

بلادنا الأحد ١١/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
إسدال الستار على المؤتمر الدولي الخامس "علاقات عمان بدول القرن الأفريقي"

موروني- سعيد الهاشمي

اختتمت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية القمر المتحدة، فعاليات المؤتمر الدولي الخامس "علاقات عمان بدول القرن الأفريقي"، برعاية وزير الشباب والعمل والاندماج المهني والثقافة والرياضة معالي سالم محمد عبد الرحمن، والذي استمر على مدار ثلاثة أيام بالعاصمة القمرية موروني، خلال الفترة من 6 الى 8 ديسمبر الجاري بمقر البرلمان الاتحادي، وسعى إلى إبراز الدور الحضاري والتاريخي والتراثي الإنساني للسلطنة في دول القرن الأفريقي عبر العصور التاريخية، وقد تضمن المؤتمر 46 ورقة بحثية.
ختام المؤتمر كان عبر طرح مجموعة من التوصيات، أدلى بها مستشار رئيس الجمهورية للشؤون العربية معالي يحيى محمد الياس من أهمها السعي لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بين دول القرن الأفريقي وجمهورية القمر المتحدة وسلطنة عمان، كما أوصى الباحثون بتعزيز دراسة اللغة العربية في دول القرن الأفريقي عامة وجزر القمر خاصة، إلى جانب إبراز العلاقة التاريخية الاستثنائية بين اللغة العربية واللغات الأخرى، والاهتمام بالبحث العلمي المشترك بين دول القرن الأفريقي وسلطنة عمان وتخصيص المزيد من المنح الدراسية للطلاب الراغبين في مواصلة دراسة التاريخ والحضارة بين جمهورية القمر المتحدة والسلطنة، إضافة إلى إبراز دور تجار عمان في نشر الإسلام والحضارة والتراث الإسلامي بدول القرن الأفريقي، إلى جانب ترجمة المصادر الفرنسية والانجليزية الخاصة بتاريخ جزر القمر إلى اللغة العربية، وتضمين موضوعات التاريخ المشترك في المناهج الدراسية، وأوصوا بتعزيز التعاون في الجانب العلمي، وعمل دراسات متخصصة في استقصاء وحصر القبائل والأسر العمانية الموجودة في دول القرن الأفريقي، إضافة إلى إقامة فعاليات ثقافية وعلمية بين عمان ودول القرن الأفريقي، وتعزيز علاقات التعاون والشراكة بين هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عمان، وبين المركز الوطني للبحث العلمي والوثائق بجمهورية القمر المتحدة، ومراكز الأرشيفات والوثائق في دول القرن الأفريقي، وذلك في المجالات الوثائقية والمكتبات بصورة عامة، وتبادل الخبرات في المجال الوثائقي، وإنشاء كرسي باسم جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم للدراسات التاريخية والحضارية العمانية مع دول القرن الأفريقي وجمهورية القمر المتحدة في جامعة جزر القمر، وأوصى الباحثون بفتح سفارة عمانية في جمهورية القمر المتحدة، ومثلها في عمان، لدعم التعاون وتطوير أواصر الأخوة بين الشعبين، وطباعة الأوراق العلمية للمؤتمر باللغات العربية والقمرية والفرنسية والانجليزية، ونشرها بسلسلة البحوث والدراسات التي تصدرها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عمان، وإصدار دورية علمية محكمة سنوية تختص بنشر الدراسات والبحوث التي تتناول التاريخ المشترك بين دول القرن الأفريقي وجمهورية القمر المتحدة وسلطنة عمان.
وفي ختام المؤتمر قال رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية سعادة د.حمد بن محمد الضوياني في كلمة له: "يشرفني أن أرحب بكم ترحيباً يتجلى بالشكر والتقدير والإجلال والاحترام لكم أيها الخيرون القمريون والعمانيون وكل من شارك من الأساتذة الكرام فقد سعدنا بهذا الجمع المبارك وهذه النخب المتميزة من العلماء والمفكرين وأصحاب الرأي وطلاب العلم والمعرفة مما كان له النتائج الإيجابية لسير أعمال المؤتمر بما احتوته أوراق العمل من بحوث ودراسات ثرية وقيمة استجابة لمتطلبات وغايات وأهداف ومحاور المؤتمر فضلاً عما قدم من المشاركين من حوارات ومداخلات ومناقشات أسهمت في إثراء الموضوعات، كان لتفاعلكم ومتابعتكم والانضباط في الحضور ملأ قاعة المؤتمر لهو دليل على الوعي الفكري والعلمي كيف لا وأنتم نخب تمثلون حقولاً علمية وعملية وفكرية متعددة الخبرات والاختصاصات ويؤكد ذلك لما لهذا البلد الطيب الذي يتصف أهله بحب العلم والمعرفة فلا غرابة فيما شهدناه من المشاركة والتجاوب والعطاء الذي تجسد في تحملكم عناء التنقل من مدنكم المختلفة رسخ في نفوسنا هذا الانطباع المتسم بنبل أخلاقكم وخصالكم الحميدة ليؤكد لنا مثابرة القمرين على العلم والمعرفة وحب العطاء والإخلاص في العمل وأمانة الأداء كل ذلك تناولته أوراق العمل وأكده الباحثون من خلال دراساتهم عن اسهامات القمريين لدى حكومة سلطنة زنجبار ها أنتم اليوم تضربون مثلاً رائعاً عظيماً لحبكم لإخوانكم في عمان وتؤكدون ذلك من خلال حسن التعامل وكرم الضيافة والأخلاق الفاضلة.

وقد عبر فخامة الرئيس عثمان غزالي رئيس جمهورية جزر القمر خلال مؤتمر صحفي مع وسائل الإعلام العمانية بعد حفل الختام عن ارتياحه لنجاح المؤتمر مشيرا فخامته إلى أهمية التوصيات والنتائج التي تمخضت عن 3 أيام من النقاشات والحوارات حول محاور المؤتمر.
وأشار فخامته بأنه أصدر توجيهاته إلى وزير الثقافة ووزير التعليم بجمهورية القمر المتحدة ليهتما بمتابعة التوصيات التي صدرت عن المؤتمر ويعملا كل ما في وسعهما لتنفيذ كل ما جاء بهذه التوصيات.
كما قال فخامته: إنه وجه تعليماته إلى وزير التعليم للاهتمام بموضوع إدراج جوانب من التاريخ العماني مع دول افريقيا وجزر القمر في المناهج الدراسية بناء على توصيات المؤتمر موضحا في الوقت نفسه أن الأمر يحتاج إلى لجان فنية مختصة لإعداد هذا الأمر.
وحول العلاقات العمانية القمرية قال فخامته: إن علاقة بلاده بالسلطنة علاقة فريدة من نوعها خاصة أنها علاقة ضاربة في القدم ولها تاريخ عريق، مشيدا بالمستوى الحالي للعلاقات العمانية القمرية، معربا عن أمله في تعزيزها وتطويرها لآفاق أرحب خاصة على المستوى الثقافي والاقتصادي والسياحي لما فيه صالح الشعبين الشقيقين، كما أشاد فخامته بجهود حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -حفظه الله- على المستوى الدولي لتحقيق الأمن ونشر السلام وحل المشاكل في العالم بالطرق السلمية.
وحول الجانب الاستثماري في جزر القمر والضمانات المتاحة للمستثمرين قال فخامته: إنه يعتقد أن قوانين الاستثمار في جزر القمر هي من أفضل القوانين الاستثمارية على مستوى أفريقيا، مشيرا إلى أن القوانين المتعلقة بهذا الجانب هي في تطور مستمر وفقا للحاجة وأن حكومته على استعداد تام لتعديل القوانين الاستثمارية باستمرار بشكل يتناسب مع تطلعات المستثمرين ويحفظ حقوقهم.
وأضاف فخامته أن بلاده تمتلك مقومات سياحية كبيرة كالشواطئ الممتدة والجميلة والمسطحات الخضراء وهناك الكثير من الامتيازات التي تقدم للمستثمرين في هذا الجانب، مؤكدا في الوقت نفسه أن جزر القمر تتمتع بمستوى عال من الأمن والاستقرار.