بلقيس الخروصية.. متعة التنقيط والزخرفة

مزاج الأحد ١١/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
بلقيس الخروصية.. متعة التنقيط والزخرفة

مسقط – لورا نصره

شابة غير تقليدية، تعشق الفنون وتحب التجريب، تخرج من إطار المألوف، لتبحث في عالم الفن عن أنواع أخرى تستهويها، تجربها، وتحاول أن تتعلمها، فمن رسوم «الإنمي» إلى فن التنقيط، ثم «المانديلا» تمضي بلقيس الخروصية في خوض تجاربها بحثاً عن الواحة التي ستركن إليها، وتجد فيها شغفها الحقيقي.

تدرس بلقيس الهندسة المعمارية في الكلية التقنية العليا، وحول حبها للفنون والأنواع التي مارستها تقول: «مازلت فنانة مبتدئة، كانت بداياتي قبل 5 سنوات تقريباً، حين خُضت أولى محاولاتي في رسم الإنمي أو الرسوم المتحركة، وبعدها انتقلت لرسم المباني، وأول رسمة لي كانت برج الساعة في المملكة العربية السعودية، وبعدها انتقلت للرسم باستخدام فن «التنقيط»، ومضيت في رسم الحيوانات كالقطط وغيرها، ولكن هذه الرسومات كانت فقط تجارب ولم أجد فيها ذاتي، وفي النهاية وصلت لمرحلة رسم الزخارف المسماة بفن الـZENTANGEL والـ MANDALA. وحالياً مستمرة في تعلم وممارسة هذه الفنون، وما زلت طامحة لخوض تجارب فنية جديدة في مختلف الفنون».

فن رسم الزخارف

وحول ماهية فني «المانديلا» و»الزنت انجل» تقول بلقيس: «فن المانديلا كان متداولاً بشدة في الديانات الأخرى، وهو فن يشبه كثيراً فن الزخارف الإسلامية، وقد انتشر بشكل كبير في الآونة الأخيرة على أنه فن للزخارف، يستعمل في تزيين الحقائب المدرسية والسجاد أو كتب التلوين وغيرها الكثير، وهدفها هو تخفيف الضغط عن الشخص، وهو يجمع بفوائده بين المتعة والبساطة والعلاج النفسي».
أما فن الزنت انجل، فهو عبارة عن نوع من أنواع الرسوم الزخرفية، لكنه يختلف عن فن المانديلا في كونه ليس بالضرورة أن يكون في أشكال دائرية، كما يختلف عن فن الخربشة أو doodle art في أنه لا يتخذ أشكالاً عشوائية، وهذا الفن عبارة عن شكل يملأه الفنان بنقوشات تحمل طابع الطبيعة من أوراق وزهور وغيرها، وفي بعض الأحيان قد تحمل أيضا طابعا هندسيا وليس هناك أي شروط لاستخدام أي نقشة محددة.
وتضيف بلقيس: «هذان الفنّان متشابهان إلى حد كبير، ولكن الفرق الوحيد بينهما أن فن المانديلا يركز أكثر على الدائرة، أي بما معناه اللوحة الناتجة عبارة عن دوائر ويتم استخدام الفرجار فيه كأداة هندسية لعمل الدوائر بمختلف القياسات، وقد يتم رسم هذه اللوحات ابتدأ من الزخارف ونهاية إلى الدوائر أو العكس.
وبالنسبة لفن الزنت انجل، يستخدم فيه أي شكل يرغب الرسام بملئه بالزخارف والنقوشات، ودائما يبدأ الرسام فيه من الشكل الخارجي إلى الداخلي، أي إلى الزخارف والنقوشات، وهذا يعاكس فن المنديلا، إلى جانب ضرورة أن تكون تفاصيل الرسمة دقيقة ومتساوية الأبعاد، وليست عشوائية كما في فن الدودل، فيجب أن تكون الدوائر والمربعات أو أي شكل آخر مستخدم متساوية، ومن شروطه أن يكون للرسمة هدف ومعنى، ويجب أن يكون الشكل النهائي للرسمة واضحا ومفهوماً».

انتشار محدود

ترسم بلقيس مواضيع متعددة، لكن أغلب رسوماتها تغلب عليها فكرة الحرية، وفي أغلب الأوقات هي لوحات للترفيه عن النفس، وقد يستغرق رسم لوحة واحدة منها يوماً أو يومين بحسب دقة الزخارف والتفاصيل الموجودة في اللوحة.
وحول انتشار هذا الفن بين الشباب في عُمان تقول بلقيس: «في الآونة الأخيرة شهد هذا الفن انتشاراً كبيراً، خاصة بعد ظهور دفاتر التلوين، والتي تستخدم للتخفيف عن الضغوطات النفسية، ولكن بشكل عام ما زالت نسبة انتشار هذا الفن برأيي أقل من الدول المجاورة، حيث تعتبر هذه الفنون غريبة عن ثقافة البلاد وفنونها المتداولة بكثرة».
وحول مشاركاتها تقول: «شاركت في مسابقات أقيمت في الكلية ولكن لم يحالفني الحظ بالفوز، كما كانت لي مشاركات في حساب أصدقاء عمان وسناب أصدقاء عمان، وكنت أتحدث فيه عن الفنون التي أمارسها، وما زلت في مرحلة خوض وصوغ تجاربي الخاصة، حيث إنني أهوى أيضاً الرسم الهندسي والرسم بفن التنقيط إلى جانب الرسم على الورق الأسود بألوان الجل، وأطمح للمشاركة في المعارض الفنية التي تقام في مرسم الشباب وأن أضع بصمتي على أحدى الجدران، سواء في المنزل أو في أي مكان عام، كما أنني أحلم بافتتاح معرضي الخاص مستقبلا الذي سألخص من خلاله كل أفكاري وأحلامي التي آمل أن أحققها».