الصين قد تتمدد في عهد ترامب

الحدث الأحد ١١/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:١٠ ص
الصين قد تتمدد في عهد ترامب

مسقط - محمد محمود البشتاوي
يثير توجه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نحو انكفاء أمريكا عالميًّا، أو الحد من تدخلها الخارجي، التساؤلات إن كان ذلك يعني تقاسم النفوذ سياسيا مع موسكو؟ أو فتح الباب لتدخل أوسع قد تقوم فيه الصين، لاسيما في مجال الدعم الإنساني.
يحمل ترامب أولويات مختلفة عن الرئيس باراك أوباما، الأمر الذي من شأنهِ أن يدفع عدة دول في العالم لإعادة حساباتها، وضبط إيقاعها في ضوء توجهات الرئيس الجديد؛ فمحاربة داعش بالنسبة لهُ أولى من إسقاط حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، ومواجهة تحديات الإرهاب تتقدم على تعزيز قدرات الناتو في مواجهة روسيا، وعلاوة على ذلك، فإن ترامب غير معنيٍّ بنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط.

ترامب والصين
بعدما أثار أزمة مع الصين، لاتصالهِ مع رئيسة تايوان تساي إينج وين الأسبوع الفائت، رجع ترامب أول أمس ليؤكد على أهمية أن تتحسن العلاقات مع الصين، مشيراً إلى أن واشنطن وبكين، هما صاحبتا أكبر اقتصادين في العالم لذا يجب أن يتجاوزا جميع الخلافات ويتوجها إلى تطوير اقتصادهما.
عميد معهد العلاقات الدولية في جامعة تسينجهوا ومقرها بكين، يان شيتونج توقع أن تستمر العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والصين في عهد الرئيس المنتخب الجديد دونالد ترامب، مشيرا إلى أن "الأجندة السياسية لترامب لا تستطيع منع الاقتصاد الأمريكي من التدهور النسبي. ولن تغير حالة النظام الدولي بعد الحرب الباردة، والتي تقلصت خلالها فجوة القوة بين الولايات المتحدة والصين"، بحسب ما قال لصحيفة "ايشن ريفيوز" اليابانية.
الدبلوماسي الصيني هوا لي مينج ينظر إلى ترامب باعتباره "رجل أعمال بلا خبرة سياسية"، ما يعني أن رئاسته "سيتأثر بها العالم أجمع، والشرق الأوسط ليس استثناء".
ويضيف مينج في مقالٍ نشر في صحيفة الشعب الصينية أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت عبئا كبيرا على أكتاف الولايات المتحدة بعد 70 عاما من الحرب، مشيراً إلى أن ترامب سيستمر في الانسحاب من هذه المنطقة، كما فعل أوباما، إلا أن الرئيس الجديد قد يذهب إلى أبعد من ذلك.
ويرى الدبلوماسي الصيني، أن تصريحات ترامب، تؤشر على أنه سيركز على الشؤون الداخلية الأمريكية، لكن الخروج من الشرق الأوسط ليس سهلاً، لأن هنالك قيوداً تفرضها الجماعات اليهودية والحزب الجمهوري الحاكم على ترامب.

باب العمل الإنساني
الباحث المختص في شؤون آسيا جاريد فيري، قال في تحليل نشرته وكالة الأنباء الإنسانية "إيرين"، إن الصين قد تتجه إلى ملء الفراغ المحتمل في العمل الإنساني، في ظل توجهات ترامب للانكفاء.
وتساءل قائلاً: "كيف يمكن للحكومة الصينية أن ترتقي بدورها في العمل الإنساني الدولي، بينما في الوقت نفسه لا تجرؤ على شجب الأنظمة غير الديمقراطية التي تعد مسؤولة إلى حد كبير عن الأزمات العالمية في العمل الإنساني".
مدير معهد لاو الصين في كلية كينجز كوليدج في لندن، كيري براون يرى أن تحركات الصين باتجاه زيادة التعددية "معقدة"، مشيرا إلى أن الصين "ترغب في لعب دور إقليمي أقوى وأكثر هيمنة، ولكنها لا تريد أن تُفرض عليها مسؤوليات ضخمة في العالم الأوسع" مع ذلك، فقد أشار إلى أن أموراً كثيرة تعتمد على ما ستفعله الإدارة الأمريكية الجديدة.
ويرى براون أن "موقف إدارة ترامب بشأن تغير المناخ وعدد من المجالات الأخرى تدفع الصين نحو خيار وحيد، وهو القيام بدور أكثر نشاطاً في القضايا الدولية، بسبب الفجوة التي ستخلقها الانعزالية الأمريكية التي تتوخى المصلحة الذاتية".
وقد يشمل الدور الصيني على الصعيد العالمي، عمليات حفظ السلام، التي تُعد المساهمة الإنسانية الصينية الأكثر وضوحاً، فـ"في السنوات الخمس المقبلة ستقوم الصين بتدريب 2,000 جندي على العمل ضمن قوات حفظ السلام في دول أخرى، وإطلاق 10 برامج مساعدة في كسح الألغام، وتقديم 100 مليون دولار في صورة مساعدات عسكرية لا تُرد إلى الاتحاد الأفريقي، وتخصيص جزء من صندوق الصين والأمم المتحدة للسلام والتنمية لدعم عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة". كما ذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".