رجل أعمال يوناني يفتح فندقه وقلبه للعائلات اللاجئة

الحدث الأحد ١١/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:١٠ ص
رجل أعمال يوناني يفتح فندقه وقلبه للعائلات اللاجئة

مسقط - ش
"لأشهر شعر صاحب أحد الفنادق، أندرياس فاسيليو، بالعجز عندما كان يشاهد أخبار اللاجئين الذين يعيشون في ظروف مزرية في أنحاء اليونان. أراد أن يقدم لهم ما هو أفضل؛ مكاناً يشعرون فيه بالترحيب. لذا، قرر الفندق الذي تديره عائلته والمطل على البحر في إيفيا، ثاني أكبر جزيرة في اليونان، تغيير زبائنه هذا الربيع"، بحسب ما جاء في تقرير نشره موقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
استجاب فاسيليو لدعوة أطلقتها المفوضية للفنادق اليونانية لاستقبال اللاجئين "كجزء من برنامج السكن الممول من المفوضية الأوروبية. وأصبح هذا الفندق منزلاً مؤقتاً لما يصل إلى 88 طالب لجوء من سوريا والعراق وإريتريا وبلدان أخرى، معظمهم من الأطفال".
"الفندق ليس مكاناً للنوم فقط"، إذ قام فاسيليو بكل ما بوسعه وأنشأ بيئة جماعية وأصبح باستطاعة اللاجئين وموظفي الفندق والسكان المحليين في القرى المجاورة في ريفوس تناول الطعام والعمل والعيش معاً -والتعلّم من بعضهم البعض. في فندق روفيس، يعلّم المعلمون المعيّنون عن طريق برنامج السكن مهارات المسرح والسباحة على الشاطئ في الخارج. وتقوم النساء اللاجئات بطهي وجباتهن التقليدية في المطبخ الجماعي المزدحم، في حين أن قاعة الاستقبال تضج بصوت القنوات العربية على التلفاز. ويحضر الأطفال صفوف تعلم اللغة الألمانية والإنكليزية والفرنسية التي يقوم بتدريسها معلمون يونانيون فضلاً عن زملاء من اللاجئين. فالمجتمع الذين بنوه هو مثال عن التضامن الحقيقي.
يقول فاسيليو: “نعيش معاً في الفندق. وأنام في غرفة واحدة. وينام الموظفون من أثينا في غرفة أخرى. وأبوابهم مفتوحة دائماً. ونشعرهم بأنهم في منزلهم وأنهم جزء من العائلة”.
تتقاسم سلام البالغة من العمر 10 أعوام والتي تأتي من خارج دمشق، الغرفة في فندق روفيس مع شقيقيها الأكبر سناً. وقد أصبحت، بشكل افتراضي، مقدّمة الرعاية لهما: فشقيقها أشرف الذي يبلغ من العمر 24 عاماً ضرير، في حين أن شقيقتها غفران التي تبلغ من العمر 22 عاماً تعاني من إعاقات خلقية. وهم من بين العديد من الحالات الضعيفة التي تقيم في الفندق بعد إحالتهم إلى هنا من مواقع أخرى لاستقبال اللاجئين في اليونان.
وتقول سلام: “هذا ليس منزلنا، لكنه أقرب ما يمكننا الحصول عليه في الوقت الحالي".
يعد برنامج السكن جزءًا من برنامج الاتحاد الأوربي للنقل إلى موقع آخر والذي يهدف إلى نقل 66,400 طالب لجوء من اليونان إلى بلدان أوروبية أخرى خلال سبتمبر 2017. فمعظم اللاجئين الذين يقيمون في فندق روفيس هم من بين الذين يستطيعون إيجاد منزل جديد في أماكن أخرى في أوروبا. وقد غادر العديد منهم إلى فرنسا وإسبانيا وسويسرا ورومانيا وهولندا.
لقد سهل برنامج السكن للمفوضية توفير 18,200 إقامة لطالبي اللجوء في الشقق أو الفنادق أو مع العائلات المضيفة. ومن خلال الشركاء، تقدّم المفوضية لهم المساعدة كالطعام ومستلزمات النظافة والترجمة الفورية والمساعدة الطبية والمساعدة القانونية.