يواجه العديد من طلاب الطب داخل المملكة العربية السعودية، مشكلة في مسألة الدراسة العملية المتعلقة بمادة التشريح؛ بسبب صعوبة الحصول على جثث بشرية بطرق نظامية للدراسة، وفي ظل ندرة الأماكن التي "تصدر" الجثث البشرية إلى المملكة، وهو ما يثير تساؤلًا عن كيفية حصول طلاب الطب على الجثث التعليمية؟
مدير الطب الشرعي والوفيات بصحة جدة سابقًا ومدير تشغيل مستشفى جدة الوطني الجديد الدكتور طلال إكرام، كشف أن جميع جثث التشريح في كليات الطب بالمملكة، يتم استيرادها من الخارج، مبينًا أن الصين تعتبر المصدر الأول للجثث التعليمية.
عملية الشحن
وأضاف -في تصريحات صحفية- أنه يتم التخلص من هذه الجثث أو الأجزاء البشرية بعد الانتهاء من التدريب عليها، عن طريق الدفن بمقابر غير المسلمين في جدة، موضحًا أن هناك عقبات تواجه المسؤولين في الكليات في الحصول على الجثث، أهمها ندرتها ومحدودية الدول التي تصدرها وقلة المنظمات التي تعنى بذلك، بحسب صحيفة "الوطن السعودية" السبت (10 ديسمبر 2016).
من جانبه، أوضح مصدر مطلع، أن الأزمة لا تتوقف على ندرة العينات التي يتم تصديرها، ولكن كذلك تلف الجثث أثناء عملية الشحن؛ حيث يتسبب الإهمال في حفظ الجثث بشكل ملائم أثناء النقل من الدول المصدرة في تعفنها وبالتالي تصبح غير مفيدة بالنسبة للطلاب.
شخصيات الموتى
وعن نوعية الجثث التي يتم إرسالها إلى المملكة، أوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن نفسه، أن هناك بعض الدول تصدر جثث من نفذ فيهم أحكام بالإعدام، أو المساجين الذين قضوا نحبهم داخل السجون، أو غير معروفي الهوية الذين راحوا ضحية جرائم قتل.
أستاذ تشريح العصب في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز رئيس قسم التشريح سابقًا الدكتور عبدالمنعم الحياني، بيّن من جانبه، أنه ليست المملكة وحدها هي التي تستورد الجثث، ولكن هذا يحدث في جميع دول العالم تقريبًا، نتيجة كثرة كليات الطب ومحدودية المنظمات المانحة إضافة إلى قلة المتبرعين.
تكلفة الشراء
وأضاف أن كل كلية طب تحتاج 20 جثة بشرية تعليمية تقريبا، لافتا إلى أن طرق الحصول على تلك الجثث لاستخدامها في المجال العلمي يكون من قبل المنظمات التي تعنى بتدريس التشريح والاهتمام به وفقا للضوابط والشروط المختصة، حيث تتكفل هذه المنظمات بتوفير متبرعين؛ ولذلك تكون التكلفة بسيطة جدا، وتتمثل في تكلفة الشحن والتكلفة الإدارية، كاشفا أنه يتم الحصول على هذه الجثث وعلى العينات البشرية بطرق نظامية وأخلاقية، حيث لا تؤخذ العينات إلا بعد موافقة الأهل.
وأشار إلى أن آلية التعامل مع تلك الجثث تتم عبر اتفاقيات أخلاقية تتعهد فيها الجهات العلمية بحفظ كرامة الإنسان واحترام العينات، ومن ثم دفنها بطريقة لائقة بعد الانتهاء من تشريحها بالتنسيق مع الجهات المختصة، كالأمانات والشرطة، ومن ثم يرسل تقرير من قبل الجامعة إلى الجهات الموردة للجثث.
تصوير الجثامين
وشدد الحياني على أن المسؤولين في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز يمنعون تصوير الجثث، ونقل ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل بعض الطلاب والطالبات؛ وذلك حفاظا على كرامة الإنسان واحترامه، ويشمل ذلك سلوكيات التعامل مع الجثث وعدم إهانتها وتصويرها، كاشفا أن هناك حالات أقدمت على هذا السلوك، وتمت إحالتها إلى التحقيق واللجان التأديبية.
المصدر: موقع عاجل الإلكتروني السعودي
إشترك عبر خدمة أخبار “الشبيبة “ على الواتساب لتصلك آخر و أهم الأخبار.
للإشتراك أرسل كلمة “ أشترك “ على الأرقام التالية:
تواصل معنا لعرض مشكلتك
