أوبك تسعى إلى إقناع دول نفطية أخرى بخفض الإنتاج

مؤشر السبت ١٠/ديسمبر/٢٠١٦ ١٩:٢٦ م
أوبك تسعى إلى إقناع دول نفطية أخرى بخفض الإنتاج

(أ ف ب) - تحاول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) السبت في فيينا دفع دول اخرى منتجة للذهب الأسود الى المشاركة في اتفاق خفض الانتاج الذي تم التوصل اليه مؤخرا بين اعضاء الكارتل لزيادة الاسعار. وتتمثل روسيا أكبر بلد منتج للنفط خارج أوبك وتعهدت المشاركة في جهود خفض الانتاج، بوزير الطاقة الكسندر نوفاك. وهي موضع الاهتمام الاكبر للمحللين الذين يتساءلون عن مدى رغبة موسكو في الوفاء بتعداتها. كما يشكك المحللون في رغبة دول اخرى في الانضمام الى الاتفاق. وذكرت وكالة الانباء المالية بلومبرغ ان عشرا من أصل 14 دولة مدعوة ستحضر الاجتماع الذي يعقد في مقر اوبك في فيينا.

وكانت أوبك أعلنت في 30 نوفمبر الفائت أنها ستخفض انتاجها بمقدار 1,2 مليون برميل اعتبارا من الاول من يناير، مما سمح بارتفاع الاسعار بنسبة 15 في المئة. وكان هذا الاتفاق سابقة منذ خطوة مماثلة العام 2008. وستسعى دول اوبك خلال اجتماعها السبت الى اقناع حلفائها بخفض انتاجهم بمقدار 600 الف برميل يوميا. ووافقت روسيا على المشاركة في هذا الجهد بخفض قدره 300 الف برميل يوميا. وقال الأمين العام لأوبك محمد باركيندو عند وصوله الى مقر المنظمة في فيينا انه متفائل، مؤكدا انه سيتم التوصل الى اتفاق مع المنتجين خارج اوبك يتعلق بخفض قدره 600 الف برميل "او اكثر".

من جهته، قال الروسي ألكسندر نوفاك في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسي انترفاكس "أعلنا تعهداتنا وسنلتزم بالأرقام المعلنة"، مؤكدا هو أيضا أنه سيتم التوصل إلى اتفاق على خفض مجمله 600 ألف برميل يوميا. وبعد حماسة كبيرة عند إعلان الاتفاق، بدأت الأسواق تحاول تقييم فرص تطبيقه. وبعد تقلبات طفيفة طوال الأسبوع، أغلقت أسعار النفط الجمعة على ارتفاع في نيويورك. وارتفع سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) المرجع الأمريكي للخام تسليم يناير 1,07 دولار ليبلغ 50,84 دولارا في سوق المبادلات في نيويورك.

وفي لندن أقفل برميل البرنت نفط بحر الشمال المرجعي الأوروبي على تراجع طفيف وبلغ سعره 54,16 دولارا عند الاغلاق مساء الجمعة.

خفض طبيعي أو طوعي؟
ستشارك في اجتماع فيينا كازاخستان وأذربيجان وسلطنة عمان والمكسيك. ووجهت دعوات أيضا إلى بوليفيا وبروناي وكولومبيا والكونغو ومصر وتركمانستان وأوزبكستان وكذلك ترينيداد وتوباغو. وقال المحلل في مجموعة "اس آي بي" بيارن شيلدروب الجمعة إن "التفاؤل الذي رافق الإعلان عن الاتفاق (في 30 نوفمبر) تراجع إلى حد ما لأن أوبك قالت للصحف إن الدول غير الأعضاء في الكارتل (...) قد تستخدم الانخفاض الطبيعي للكميات المستخرجه في حقولها من أجل تحقيق هذا الهدف". وهذا الخفض الطبيعي للكميات المستخرجة مدرج أصلا في التقديرات. وقال محللو مجموعة "دي ان بي ماركيتس" إنهم "لا يتوقعون أن يلعب هذا الاجتماع دورا كبيرا في إعادة التوازن إلى السوق". لكن لقاء فيينا يمكن أن يمنح روسيا فرصة لطمأنة المشككين حيال التزامها تطبيق الاتفاق. وكانت وزارة الطاقة الروسية أعلنت الأربعاء أن الشركات الروسية المنتجة للنفط أيدت مبادرة خفض إنتاج النفط الخام عقب اتفاق أوبك للحد من الإنتاج. وقال نوفاك بعد اجتماع مع شركات النفط إن "جميع الشركات أيدت اقتراحاتنا بالحد من مستوى الإنتاج". ومن مصلحة موسكو التي تضررت ماليتها بتراجع أسعار النفط تحقيق زيادة طويلة في الأسعار مما يؤمن للرئيس فلاديمير بوتين هوامش كبيرة للمناورة الميزانية قبل عام ونيف على الانتخابات الرئاسية. أما الدول الكبرى المنتجة للنفط في أوبك وعلى رأسها السعودية، فقد تأثر قطاعها المالي في نهاية المطاف بتراجع الأسعار وقررت تغيير استراتيجيتها بعدما دعمت لفترة طويلة خفض الأسعار على أمل استبعاد منافسيها وخصوصا منتجي النفط الصخري الأمريكيين، واكتساب حصص في السوق من جديد.