بعد تقدم القوات السورية الكبير في أحيائها حلب ... هل حان وقت وقف المأساة

الحدث الخميس ٠٨/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٥:٤٨ ص
بعد تقدم القوات السورية الكبير في أحيائها
حلب ... هل حان وقت وقف المأساة

مسقط – محمد البيباني

صاحبوا الموت وعايشوه على مدار سنوات بخاصة منذ بدء هجوم قوات النظام السوري على المدينة في منتصف نوفمبر..

ثمانون ألفاً وربما أكثر نزحوا من أحياء حلب الشرقية منذ بدء هجوم قوات النظام السوري عليها في منتصف نوفمبر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
فلم يكن أحد يتصور أن مأساة مدنيي حلب ستصل لدرجة المعاناة في دفن موتاهم الذين عز عليهم التكريم أو إيجاد مكان يواري جثامين شهدائهم بعد أن ضاقت أرض المدينة بالأعداد المتزايدة منهم كل يوم..
في تطور جديد قد يغيّر الكثير من معالم المشهد الحلبي سيطرت قوات النظام السوري على كامل أحياء حلب القديمة التي كان يتواجد فيها مقاتلو المعارضة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأربعاء.
وقال المرصد في بريد إلكتروني إن «قوات النظام والمسلحين الموالين لها، يقومون بعمليات تمشيط لأحياء حلب القديمة الواقعة في القسم الأوسط من أحياء حلب الشرقية»، مشيراً إلى انسحاب المقاتلين من هذه الأحياء.

مأساة غير مسبوقة

لم يعد الموت بالنسبة لسكان حلب الفجيعة الكبرى، أما الهمّ الحقيقي لأبناء حلب الشرقية فهو: أين ستدفن فقيدك إن كنت حريصاً على ألا تراه طعاماً للقطط بجوار المصارف؟

فقد امتلأت مقبرة حلب القديمة عن آخرها منذ عام مضى، بينما امتلأت المقبرة الجديدة خلال الأسبوع الفائت، والآن تظل الجثث ملقاة في شوارع القطاع الشرقي لحلب؛ إذ دُفن بعضها في حدائق المنازل، والبعض الآخر تكتظ به المشارح.
المسؤولون الطبيون في المدينة السورية، التي لم تتوقف فيها المعارك على مدار السنوات الخمس الأخيرة، خصصوا مؤخراً قطعة أرض أخرى لدفن الموتى، إلا أنهم لم يتمكنوا من حفر القبور في ظل قصف القوات الحكومية معاقل المعارضة، بالإضافة إلى قصف المدنيين أثناء فرارهم، مما أجبر الآلاف على التكدس في زوايا الأحياء الضيقة الفوضوية المدمرة، بحسب تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية.

هل الحرب السورية انتهت؟
قال الكاتب والمعلق السياسي الأمريكي بيتر جالبريث، في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن الحرب في سوريا قد انتهت وحان الوقت لوقف القتال.

وأكد جالبريث، أن الجيش السوري المدعوم بحلفائه الأقوياء روسيا وإيران استعاد السيطرة على حلب، وهي أكبر ‏المدن السورية، مشيراً إلى أنه سيتحرّك بعد ذلك للقضاء على باقي معاقل المعارضة والموجودة ‏في محيط مدينة أدلب الشمالية، بحسب قوله.

‏وأشار جالبريث، إلى أن هناك فكرة هدامة تؤيدها النخبة السياسية الأمريكية في الحزبين الجمهوري ‏والديمقراطي، وأعيد تقديمها في الآونة الأخيرة من قِبل وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت إبان عهد الرئيس ‏السابق بيل كلينتون وستيفن هيدلي مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، ‏بتقديم دعم عسكري إضافي للمعارضة السورية المعتدلة. ورأى جالبريث أن هذه المساعدات لا يمكنها ‏الآن تغيير مسار الحرب ولن تسفر سوى عن هلاك مزيد من البشر.

تعاون أمريكي روسي
وقال جالبريث، إنه رغم أن نتيجة هذا الأمر واضحة غير أن الكيفية التي ستنتهي بها الحرب ‏مهمة للولايات المتحدة، حيث إن لواشنطن مصلحة في أن تنتهي الحرب بنتيجة تسمح لمزيد من السوريين بالعودة إلى ‏الوطن، وهذا يعني الانهزام الكامل لتنظيم داعش الإرهابي والجماعات المتطرفة الأخرى، ومن شأن هذه ‏النتيجة أيضاً أن تحمي أكراد سوريا الذين هم حليف أمريكا الرئيسي في الحرب ضد داعش. ‏

ولتحقيق هذه الأهداف يتطلب الأمر تعاوناً مع روسيا التي مكن تدخلها الرئيس الأسد من تغيير مسار ‏الحرب، ولحسن الحظ فإن روسيا تشارك الولايات المتحدة كثيراً من أهدافها حتى وإن كان حليف موسكو ‏في دمشق بشار الأسد لا يشاركهما هذه الأهداف.

اتفاق مقترح
وأكد جالبريث، أن الولايات المتحدة وروسيا قد يبدآن بمناقشة بنود إنهاء القتال بين النظام والمعارضة ‏المعتدلة، وقد تتضمن هذه البنود عفواً عن المسلحين وحق اللاجئين السوريين في العودة والحصول ‏بالتساوي على مساعدات إعادة الإعمار. وقد تتضمن بنود الاتفاق أيضاً وعوداً بالحريات السياسية ‏الأساسية وإقالة مسؤولين سوريين مسؤولين عن أسوأ جرائم الحرب على ألا يكون ضمنهم الأسد. ‏

وأضاف جالبريث، أن الروس لديهم نفوذ واسع يسمح لهم بالضغط على الحكومة السورية التي هي في حاجة ‏إلى الدعم الروسي لتنفيذ عمليات التطهير، أما الولايات المتحدة فلا تتمتع بهذا النفوذ وسيكون عليها إقناع ‏المعارضة أن استسلاماً متفاوض عليه أفضل من الهلاك الكامل. ‏
ورأى جالبريث، أن الدول الأوروبية لها مصلحة كبيرة في تهيئة الظروف التي تشجع اللاجئين في الأردن ‏ولبنان وتركيا على العودة إلى سوريا بدلاً من التوجه إلى الغرب. ويتعيّن على أمريكا أن تعمل لضمان ‏الانخراط الدبلوماسي للحلفاء الأوروبيين لوضع نهاية للقتال بالإضافة إلى الدعم المالي لجهود إعادة ‏الإعمار في سوريا.‏
وفي الختام قال جالبريث، إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أعلن نيته العمل مع روسيا والأسد ‏لهزم داعش، مشيراً إلى أنه كلما بادرت أمريكا بمد جسور الحوار والتواصل مع روسيا قبل تسليم السلطة رسمياً ‏إلى ترامب في يناير، كلما كان ذلك أفضل.