انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الخامس "علاقات عمان بدول القرن الأفريقي"

بلادنا الأربعاء ٠٧/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الخامس "علاقات عمان بدول القرن الأفريقي"

جزر القمر - سعيد الهاشمي

أكد فخامة رئيس جمهورية القمر المتحدة عثمان غزالي أن العلاقات العمانية القمرية قوية منذ القدم، وقال: إن الرئيس في الفترة الأولى كان يعزز تقوية هذه العلاقات، وهذه أمنيتي أن تتطور وتتقدم هذه العلاقات بشكل كبير ودائم، حتى تصل إلى علاقات أبدية، كما أتمنى أن تصل إلى العلاقات الفنية والتعليمية والسياحية والتجارية.
جاء ذلك على هامش افتتاح فخامته أعمال المؤتمر الدولي الخامس علاقات عمان بدول القرن الأفريقي والمعرض المصاحب صباح أمس في العاصمة القمرية موروني، بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والمسؤولين والباحثين والمهتمين والمختصين في مجال الثقافة والإعلام، والذي تستضيفه جمهورية القمر المتحدة، وتنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬بجمهورية‭ ‬القمر‭ ‬المتحدة، ويأتي تنفيذه بناء على التوجيهات السامية لحضرة صاحب جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.
ويشارك في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام والذي يعقد خلال الفترة من 6 إلى 8 ديسمبر الجاري بمقر‭ ‬البرلمان‭ ‬الاتحادي نخبة من الأساتذة والباحثين يمثلون 11 دولة مختلفة، منها أمريكيا وبلجيكيا وروسيا وبريطانيا والجزائر وكينيا ومصر وتنزانيا واليمن.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وقال فخامة رئيس جمهورية القمر المتحدة عثمان غزالي في كلمة له خلال المؤتمر إن انعقاد الدورة الخامسة للمؤتمر الدولي حول علاقات عمان مع دول القرن الإفريقي في موروني يعتبر منعطفا تاريخيا يقودنا إلى الحلم وتخيل هذا التاريخ الجميل والطويل الذي يتقاسمه شعبا سلطنة عمان وجمهورية القمر المتحدة وإعادتها في الوقت الحاضر حتى نتمكن من رسم صورة لمستقبل زاهر ومشترك للدولتين الشقيقتين.
وأضاف: إنني أعتبر هذا الحفل الافتتاحي المكان المناسب لأتوجه أصالة عن نفسي ونيابة عن حكومة وشعب جمهورية القمر المتحدة بخالص الشكر وعظيم الامتنان إلى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لإلهامه ومبادرته واستعداده في تنظيم هذا المؤتمر الذي نعيشه بكل شرف وسرور وفخر في العاصمة القمرية موروني.
المؤتمر الذي يبث بأربع لغات، هي الفرنسية والانجليزية والقمرية إلى جانب اللغة العربية، يعرض 46 ورقة عمل ضمن خمسة محاور تعرض وتناقش علاقة السلطنة ودورها بدول القرن الإفريقي في الجوانب التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية والثقافية، حيث اتسمت هذه العلاقة بروابط متينة ربطت عمان بدول القرن الإفريقي منذ القرن الأول.

كلمة رئيس هيئة الوثائق
رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية سعادة د. حمد بن محمد الضوياني قال في افتتاح المؤتمر إن العالم يشهد اليوم حالة من التقارب والتكاتف بين الشعوب والأجناس المختلفة وكل ذلك يصب لصالح الإنسانية في مجالات التنمية المختلفة نتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجي، والتقارب والروابط المتينة بين العمانيين والقمريين ودول القرن الإفريقي في الثقافة والدين والعادات والتقاليد والمصاهرة فضلاً عن إسهامات القمريين والعمانيين في المجالات الأدبية والعلمية وتواصل العلماء والمفكرين كل ذلك كان أثره جلياً من خلال مساهمة القمريين في حكومة سلطنة زنجبار فأدوا دوراً قيادياً في حركة التنمية الاجتماعية والثقافية فضلاً عن مشاركتهم في التركيبة الهيكلية الحكومية هذا ما أدركناه وعرفته الأجيال وبعضه الآخر ما زال مجهولاً تتوزعه المكتبات وخزانات الكتب وهو يختزن مساهمات فكرية وفنية مما يدعونا إلى الحرص حفاظاً على التراث ونشره والاستفادة منه.

الأهداف
يهدف المؤتمر إلى الوقوف على حجم العلاقات العمانية بدول القرن الأفريقي وسبل توطيدها وتقييم دور "سلطنة زنجبار" وارتباطها بدول القرن الأفريقي وتحليل الأبعاد التاريخية والحضارية في آسيا وأفريقيا ودراسة الأبعاد والمحددات الدبلوماسية العمانية بالإضافة إلى التركيز على الدور الحضاري الذي لعبته عمان على مدى الحقب التاريخية. كما سيلقي الضوء على التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية في مناطق دول القرن الأفريقي، والدور العماني وتأثيراته في هذه المجالات ودراسة هجرات القبائل العمانية، ومدى تأثيرها في التقارب والتنوع السكاني.

جلسات المؤتمر
تضمنت الجلسة الأولى سبع أوراق عمل وترأسها الدكتور عبدالواحد النبوي، حيث استهلت الجلسة بورقة وزير الدولة المكلف بالتعاون مع العالم العربي معالي الدكتور حامد كرهيلا، والتي تحمل عنوان "الوجود العماني في جزيرة مايوت القمرية قبل الاستعمار الفرنسي لها عام 1841"، وجاءت الورقة الثانية التي قدمها أمين عام مكتب الإفتاء سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي، بعنوان "سقطرى في الذاكرة العمانية"، فيما تناولت الورقة الثالثة للباحث الأستاذ الدكتور مارك هورتون من جامعة بريستول البريطانية، بعنوان "استكشاف طريق الحرير البحري الجنوبي جزر القمر، وساحل شرق أفريقيا وعمان 700-1200م"، وجاء عنوان ورقة الأستاذ المشارك بقسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس د. سعيد بن محمد الهاشمي "إمارة آل بوسعيد في جزيرة موهيلي القمرية"، أما الورقة الخامسة للأستاذ الدكتور كزافييه لوفان، أستاذ اللغة العربية والأدب العربي بجامعة بروكسل الحرة بلجيكا، فجاءت بعنوان "الوجود القُمُري بالكونغو في فترة ما قبل وبداية الاستعمار (القرن التاسع عشر - 1908): دور طرق التجارة العُمانية"، وفي الورقة السادسة "موروني: مدينة قمرية على تخوم الجزيرة العربية وأفريقيا" للدكتور أحمد أولاديي، محاضر بجامعة جزر القمر.

المعرض الوثائقي
يحتوي المعرض المصاحب للمؤتمر على أكثر من 200 وثيقة تجسد علاقة السلطنة بدول القرن الإفريقي إلى جانب صور ووثائق تتعلق بارتباط السلطنة بجمهورية القمر المتحدة، و15 مخطوطا، وعدد من الصور والخرائط إضافة إلى مجموعة من المخطوطات العمانية القديمة تتناول حقبا زمنية وتاريخية مختلفة بداية من القرن الخامس عشر وحتى القرن العشرين، التي بدورها تعكس جوانب مضيئة من الحضارة العمانية العريقة في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعلاقات الشراكة الدولية التي تربط السلطنة بدول العالم المختلفة، بالإضافة إلى عرض عدد من الخرائط للطرق التجارية والسواحل العمانية وخرائط للمدن.