نداء إلى وزارة التربية والتعليم.. أبناؤنا أبناؤكم

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٧/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
نداء إلى وزارة التربية والتعليم.. أبناؤنا أبناؤكم

ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com

تلقى بريد عمود نبض قلم مناشدة أبوية من ولي أمر أحد الطلبة ذكر فيها أن ابنه تعرض لضرب مبرح من قبل أحد المدرسين لدرجة أنه ترك آثاراً على جسده، وأن شكوى الأب لم تجد استجابة من قبل إدارة المدرسة لإنصافه، فلجأ لعمود "نبض قلم" لطرح موضوعه.. لا أطيل عليكم وأترككم مع حيثيات المناشدة كما وصلت:
(أنا ولي أمر أحد الطلبة الذين تعرضوا للضرب القاسي أو المبرح كما يطلق عليه، من قبل أحد المدرسين العمانيين، وأين؟! في إحدى مدارس محافظة مسقط التابعة لمديرية التربية نفسها التي أصدرت قبل بضعة أشهر تعميماً بمنع الضرب في مدارسها فيا للتناقض هنا! أترى لم يصل التعميم لتلك المدرسة؟! أم أنه قد وصل وبقي حبيس أدراج المدير؟!... أم لعل المدرس قد فهم مضمون التعميم بشكل عكسي؟!... في مناشدتي هذه لا أسعى إلى إلى التشهير بتلك المدرسة أو ذلك المدرس، ولكن ما أحببت إيضاحه هنا هو إيجاد حل جذري وناجع لمثل هذا الأمر وتنبيه المدرس ليكبح جماح غضبه ويفرق بين الترهيب في استخدام العصا (الخيزران) وهي الأداة التي تم بها ضرب ابني وبين الضرب القاسي واستخدامه بإفراط ووحشية، فإن كان جيل سابق تربى على مثل أمور هكذا فليست الوسائل نفسها تتشابه في تطبيقها على مر الأجيال، فلكل جيل أسلوبه المختلف في التربية... حتى وإن كان ابني قد ارتكب ما قد يخالف (وأنا واثق من تربيتي له كل الثقة) فليس معناه معالجة المشكلة بمشكلة أكبر منها ولو لم أر أثر الضرب على جسد ابني وما تسبب له من أذى نفسي قبل الجسدي ما كانت هذه المناشدة بين أيديكم الآن.
لا يخفي على الجميع ما تقوم به وزارة التربية والتعليم من جهود في وضع العديد من اللوائح والقوانين لتنظيم العلاقة بين الكادر التعليمي والطلاب وأولياء الأمور وتنظيم سلوكيات الطلبة وانضباطهم وإخطار ولي الأمر أولاً بأول بالسلوك الخاطئ الذي قام به ابنه، حتى في تكرار تعمد السلوك من قبل الطالب فهناك أيضاً مواد قانونية منظمة لها تسجل حالات الخروج عن قواعد الانضباط السلوكي للطالب والإجراءات التي اتخذت حيالها... كلام جميل للغاية لو جاز له التطبيق على أرض الواقع ولكن ماذا لو كانت هناك تجاوزات تحدث تحت مرأى ومسمع بعض إدارات المدارس التي ربما تساند المدرس غير الملتزم بالقوانين من خلال سكوتها وصمتها، فإن كانت لا تدري فتلك مصيبة وإن كانت تدري فالمصيبة أعظم.
أنا هنا لا أعمم فهناك من المدرسين من تقف له إجلالاً واحتراماً، وهناك من إدارات المدارس من ترفع لها القبعة على حسن إدارتها وإنصافها لطرفي المعادلة التدريسية (الطالب/ المدرس).
ما أصبو إليه في طرحي لهذه المناشدة بصفتي ولي أمر هو لفت انتباه وزارة التربية والتعليم إلى مثل هذه الظواهر السلبية وعلاجها بالشكل الأمثل، فمثل هذه الظواهر يمكن أن تتسبب في حدوث عقدة نفسية تؤدي إلى كره الطالب للتعليم وتنعكس بشكل سلبي على أدائه مستقبلاً وعلى المسيرة التعليمية بشكل عام... أتمنى الحرص من جانب الوزارة هنا على عدم تكرار مثل هذا الموقف لا مع ابني ولا مع أحد آخر من الطلبة، فالتربية نصح وإرشاد قبل أن تكون ضرباً وهمجية).
مناشدة أقل ما فيها أنها قد تكون شرحت واقع الحال في بعض المدارس ونشدد هنا على "بعض"... ونتمنى أن يتم تنظيم حملات توعية للمدرسين ولإدارات المدارس من قبل وزارة التربية والتعليم لشرح الجوانب السلبية نفسياً وقانونياً لاستخدام الضرب المبرح ضد الطلبة، فهناك فرق بين (الترهيب والتنكيل)، كما أن للأسرة دوراً مهماً في توعية أبنائها بالانضباط والالتزام واتباع القيم الإسلامية واحترام المدرس بل وتبجيله، ولا يأتي علاج هذه المشكلة إلا من خلال تكاتف جميع الأطراف من وزارة ومدرسة وأسرة لعلاج مثل هذه الظواهر السلبية وإيجاد طلبة متميزين خلقاً وعلماً... وفق الله طلابنا لكل خير وأعان الله المسيرة التعليمية وأوصلها إلى بر الأمان.