«موسم الصفيلح» يعود بعد الحظر

مؤشر الأربعاء ٠٧/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
«موسم الصفيلح» يعود بعد الحظر

صلالة - العمانية

يبدأ اليوم في محافظة ظفار موسم صيد الصفيلح الذي يعتبر من الثروات البحرية النادرة والمهمة التي تزخر بها المياه العمانية. وحددت وزارة الزراعة والثروة السمكية مدة موسم صيد الصفيلح هذا العام 12 يوماً خلال الفترة من 7 ولغاية 18 من شهر ديسمبر الجاري بعد أن تم حظر صيده في العام الفائت في إجراء تهدف من خلاله الوزارة لتقليل الضغط على المصائد، والتي شهدت انخفاضا كبيراً في معدلات النمو ونقصاً في عدد الصفيلح كبير الحجم القادر على التكاثر.

وبلغ إنتاج السلطنة من الصفيلح في عام 2014م حوالي 50 طنا في حين بلغ إنتاجه في عام 2011م 149 طنا وهي أكبر كمية إنتاج للصفيلح نتيجة حظر صيده لمدة 3 سنوات في الأعوام 2008م و2009م و2010م، مما ساهم في زيادة أعداده وتعزيز المحزون الذي تقلص خلال السنوات الفائتة. وقد دفع ارتفاع سعر الصفيلح إلى ازدياد أعداد الغواصين بشكل ملحوظ وظهور ممارسات خاطئة من أهمها صيد الأحجام الصغيرة التي لم تصل إلى حجم النضوج والتكاثر وكذلك تقليب الصخور، حيث توجد وتلتصق صغار الصفيلح مما أداء إلى تدمير بيئته وتدهور المصائد وانخفاض الإنتاج.
وأوضح مدير دائرة الشؤون السمكية بالمديرية العامة للثروة السمكية بمحافظة ظفار المهندس مسلم بن سالم بن أحمد رعفيت: إن موسم صيد ثروة الصفيلح بمحافظة ظفار له أهمية اقتصادية لأبناء المحافظة، حيث يساهم في تحقيق دخل مادي مناسب للغواصين لصيد وتجميع ثروة الصفيلح ولأسرهم وهو موسم له حراك اقتصادي في المحافظة، حيث يزداد النشاط التجاري المرتبط بالعمل في الموسم. مؤكدا بأن المحافظة على هذه الثروة الوطنية واستدامتها للأجيال المقبلة هو عمل مشترك ومتواصل بين الوزارة والصيادين والمجتمع بصفة عامة، حيث تنفرد السلطنة بوجود هذه الثروة ومصائدها في مياه محافظة ظفار دون غيرها من الدول العربية والدول المجاورة في تنوع حيوي فريد من نوعه مما يضاعف من مسؤولية المحافظة على هذه الثروة من مخاطر الاستنزاف والهدر.
وأشار إلى الجهود التوعوية ودورها في المحافظة على هذه الثروة، حيث قامت المديرية العامة للثروة السمكية بمحافظة ظفار بتنظيم ندوتين علميتين في ولايتي مرباط وسدح عن واقع مصائد الصفيلح في المحافظة خلال العام الجاري، كما تم تنظيم حلقات ولقاءات إرشادية للصيادين وتم طباعة عدد من النشرات والمطويات التوعوية عن قانون الصيد البحري ولائحته التنفيذية فيما يتعلق بموسم صيد ثروة الصفيلح وكذلك نشرة علمية عن إرشادات السلامة خلال العمل في موسم صيد الصفيلح وقد تم توزيعها على الصيادين الحرفيين خلال فترة تجديد تراخيص صيد الصفيلح.
واختتم حديثه: داعيا الصيادين إلى الالتزام بقانون الصيد البحري ولائحته التنفيذية والعمل وفق ما هو محدد في القانون بما يخص موسم صيد ثروة الصفيلح مما يساهم في المحافظة على مخزون الصفيلح واستدامته.
يعتبر موسم الغوص على الصفيلح من أهم مواسم الصيد في محافظة ظفار وهي المنطقة الوحيدة من مناطق السلطنة التي يوجد بها الصفيلح، حيث ينحصر وجوده في الشواطئ الواقعة بين ولاية مرباط ونيابة شربثات بولاية شليم وجزر الحلانيات. والصفيلح كائن بحري من فصيلة الرخويات وحيدة الصدفة ويعيش في المناطق الساحلية ذات الشواطئ الصخرية التي تكثر بها الطحالب والأعشاب البحرية وهذا ما تتميز به شواطئ المناطق الشرقية بمحافظة ظفار إلى جانب تأثرها بالتيارات البحرية الصاعدة من الأعماق بسبب الرياح الموسمية والمحملة بالأملاح المغذية والتي ينتج عنها ازدهار ووجود الطحالب البحرية والتي تعتبر الغذاء الرئيسي للصفيلح. وتنفرد السلطنة دون غيرها من الدول العربية بتوفر الصفيلح الذي يعرف عربيا باسم (اذن البحر) وعالميا (الابالوني) ويوجد منه ما يقارب 120 نوعا تنتشر في بحار العالم.
ويستخرج الغواص الصفيلح من المحارة وهي قطعة من اللحم تشبه راحة الكف ثم يقوم بتسليم الكمية المستخرجة للتاجر الذي يقوم بدوره بعملية غليها في أوان كبيرة ثم يجفف الصفيلح بعد ذلك على مسطحات خاصة من الخشب أو شباك الصيد ويعرض للشمس لفترة قد تصل إلى عشرين يوما وكلما زادت مدة التجفيف كلما زادت جودة الصفيلح.
ويقوم التاجر بعد ذلك بتعليب الكميات في صناديق خاصة ويتم تصديرها إلى الأسواق الخارجية خاصة إلى دول شرق آسيا، حيث يزداد الطلب على الصفيلح العماني الذي يتراوح سعر الكيلو بين 35 و70 ريالا عمانيا.